ترامب يعد اردوغان ولا يفي

ترامب يعد اردوغان ولا يفي

المغرب اليوم -

ترامب يعد اردوغان ولا يفي

بقلم : جهاد الخازن

اجتمع الرئيسان دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان في البيت الأبيض وتبادلا كلمات الود وأكدا تحالفهما ضد الإرهاب في الشرق الأوسط من «داعش» أو غيره.

كان ترامب هنأ أردوغان على فوزه في الاستفتاء الذي أعطى الرئيس التركي صلاحيات واسعة لإدارة بلاده كما يريد، وهو أكد أهمية الحلف القائم بين البلدين وإلى جانبه أردوغان وقال: مرة أخرى، نحن نريد مواجهة التهديد معاً.

ما سبق جميل وكاذب، فأردوغان ذهب إلى واشنطن وعنده طلبان لا ثالث لهما، الأول عدم تسليح الجماعات الكردية المقاتلة في سورية التي تقف مع المعارضة الوطنية ضد النظام، والثاني تسليم الداعية فتح الله غولن المتهم بأنه كان وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في تموز (يوليو) الماضي، وهي محاولة أدت إلى اعتقال عشرات ألوف من رجال الجيش والشرطة، وطرد موظفين حكوميين ورؤساء جامعات، وتكميم الصحافة واعتقال معارضي أردوغان في الميديا المحلية.

أردوغان عاد خالي الوفاض وهو ليس ديموقراطياً، ولم يكن كذلك يوماً. هو تدرج في أحزاب تركية إسلامية، وحزبه العدالة والتنمية فاز في انتخابات 2002 ونجح في دفع الاقتصاد إلى الأمام لذلك لا يزال في الحكم رئيساً للوزراء أو للجمهورية حتى اليوم.

حتى قبل محاولة الانقلاب الأخيرة، كان أردوغان ينصب المكامن للجيش التركي الذي يُفترَض فيه حماية العلمانية التي أرسى أسسها كمال أتاتورك في عشرينات القرن الماضي. في سنة 2008، زعم أردوغان أن هناك مؤامرة من العسكر ضده واعتقل كبار الضباط. المؤامرة المزعومة انتهت إلى لا شيء في المحاكم سنة 2011، وكبار قادة الجيش استقالوا احتجاجاً.

أردوغان كان حليف غولن يوماً، ثم حاربه وهو يعتبره خطراً على الرئيس وحزبه، بسبب شعبيته الكبيرة بين الأتراك. هو هادن الأكراد في يوم آخر، والآن يشن حرباً عليهم من تركيا إلى سورية وغيرها.

ربما كان أفضل ما يشرح العلاقة بين أميركا ترامب وتركيا أردوغان زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أنقرة في آذار (مارس) الماضي. هو امتدح حكم أردوغان وحاول طمأنته إلى ثبات الحلف بين البلدين، والتعاون ضد أطماع إيران في المنطقة. إلا أن الخلافات طفت على السطح ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يدعو الولايات المتحدة إلى وقف تزويد الأكراد بالسلاح واعتقال الداعية غولن. الوزير اتهم بريت بهارارا، المدعي في المنطقة الجنوبية من نيويورك، بأنه عميل لقوى معارِضة لتركيا، كما زعم أن التحقيق مع رجال أعمال لهم صلات مع أردوغان سببه سياسي. ترامب طرد بهارارا من عمله لأسباب غير تلك التي عرضها الوزير التركي.

أعتقد أن خلاف أردوغان مع إدارة ترامب على قضايا يعتبرها النظام في تركيا أساسية، أو حاسمة، لن يجعل رجب طيب أردوغان يميل إلى الاعتدال حتى لا يخسر حليفاً قديماً لبلاده. هو فاز بالاستفتاء في نيسان (أبريل) الماضي بغالبية هزيلة هي 51.3 في المئة، وهي نسبة حجبت أيضاً واقعاً مهماً هو أن أردوغان خسر في إسطنبول وأنقرة وإزمير، أي في المدينة التي كان رئيس بلديتها يوماً، وفي عاصمة حكمه، وفي أكثر مدن تركيا ليبرالية وانفتاحاً.

مع ذلك أردوغان لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين أنصاف المتعلمين والفقراء في الأناضول، ولكن هل يستمر التأييد إلى الأبد؟ المواطنون ينتظرون مستوى معيشة أفضل وعدهم به أردوغان مرة بعد مرة ولا يزالون ينتظرون التنفيذ. ثم إن أردوغان وحيد في حربه على الأكراد الأتراك، وقد اعتقل بعض السياسيين الذين يمثلونهم، ويحاول منعهم في سورية من التسلح دفاعاً عن أنفسهم.

أرجو أن يكون واضحاً أن كل ما سبق لا يلغي تأييدي رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل، كما فعلت قبل أسبوع، وكما سأفعل في أي مواجهة جديدة. في غضون ذلك، أجد أن سياسة أردوغان تغلب مواقفه الأخرى ويبدو أنها داء لا دواء له.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يعد اردوغان ولا يفي ترامب يعد اردوغان ولا يفي



GMT 14:09 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 15:37 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 22:00 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

الحرب الاسرائيلية على غزة

GMT 13:53 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أخبار من السعودية وفلسطين والصين

الأناقة الكلاسيكية تجمع الملكة رانيا وميلانيا ترامب في لقاء يعكس ذوقًا راقيًا وأسلوبًا مميزًا

نيويورك - المغرب اليوم
المغرب اليوم - أنواع النباتات المثمرة المناسبة في بلكونة المنزل

GMT 07:42 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مرسيدس تطلق سيارة رياضية بمواصفات فائقة

GMT 15:45 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

المصري محمد صفوت يودع بطولة لوس كابوس للتنس

GMT 23:22 2018 السبت ,14 إبريل / نيسان

طرق بسيطة لاختيار ساعات عصرية تناسب الرجال

GMT 04:08 2018 الأحد ,18 آذار/ مارس

... مَن قال ليس حقيبة؟

GMT 01:12 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"نيس" الفرنسي يظهر اهتمامه بضم المغربي أمين باسي

GMT 13:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

لاس بالماس الإسبانية المدينة المثالية لقضاء أحلى شهر عسل

GMT 08:40 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في جبل العياشي

GMT 00:43 2016 الجمعة ,23 أيلول / سبتمبر

شاطئ "الكزيرة" في المغرب جوهرة شمال غرب إفريقيا

GMT 00:02 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو السنباطي يعلن عن رؤيته لمستقبل نادي هليوبوليس

GMT 07:58 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم ماهيكا مانو في طوكيو لمحبي الأماكن الرائعة والمختلفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib