بقلم : أسامة الرنتيسي
برغم الإبادة التي تمارسها دولة الاغتصاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، لا يزال نتنياهو يهدد بتوسيع الحرب في قطاع غزة، وكأن في غزة جيش عرمري يريد النتن ياهو الخلاص منه، وهو يعلم أن ما تبقى من حماس ومقاتليها مجرد بقايا مقاومة ليس بأيديهم سوى المقاومة بإنتظار الموت ولا يمتلكون قرار الاستسلام.
وبسبب سذاجتنا؛ ما زلنا عربيا نظن أن النتن ياهو يريد توسيع الحرب حتى يبقى على رأس الحكومة المهترئة لأن أي توقف للعدوان يعني سقوط الحكومة وذهاب النتن ياهو إلى المحكمة.
بات صمت العالم عما يجري في غزة من قتل وإبادة وتشريد ودمار غير مفهوم أبدا، هل هو صمت المتوافق مع الإجرام الصهيوني، أم صمت المتآمر على تصفية القضية الفلسطينية.
العالم الغربي يتحرك ويدعو إلى وقف العدوان، وعالُمنا العربي باستثناء الموقف الأردني صامت صمت القبور، حتى دعوات وقف العدوان لا تسمعها في العالم العربي، وما كان يسمى الجامعة العربية التي ما كانت تفعل سوى إصدار البيانات، باتت بلا لسان إعلامي ولا تصدر أي بيان أو موقف.
سياسيو العالم، وقادته، يعلنون بشكل واضح للإعلام طبعا، أنهم ضد استمرار العدوان والقتل في قطاع غزة، ويطالبون بوقفه فورا، حتى الخطاب الأميركي بات قريبا من هذا الرأي، لكن قادة الكيان الصهيوني، ماضون في جرائمهم ومجازرهم ولا يلتفتون إلى هذه الدعوات كلها، فهل هذا خطاب المتناقضين، أم ملفات متفق عليها.
النتن ياهو مصر على توسيع العدوان في غزة، والعالم يحذره من مغبة هذا التصرف، لكنه يصم أذنيه عن كل هذه الدعوات، وإن أجل هذه المعركة، فإن سلوكه يدل على أنه مصر على خوض غمارها مهما كانت النتائج.
هو الوحيد الذي يعطل الوصول إلى هدنة جديدة، وكلما اقترب التوافق على صفقة جديدة، يقوم النتن ياهو بتخريبها، حتى عندما مارست حماس كل درجات المرونة التف حول مطالب أخرى ووصف ما قدمته حماس بغير المنطقي.!
العدوان على غزة تجاوز الهدفين الأساسيين اللذين أعلن عنهما النتن ياهو منذ بداية العدوان، إنهاء حماس والإفراج عن المحتجزين، فقد دمر العدوان 90 % من بيوت غزة، ومسح شوارعها ومعالم الحياة فيها، وقتل وشرد أكثر من 120 ألف فلسطيني، وهو يفعل الآن على الأرض ما يشبه تصفية القضية الفلسطينية، وابتدأ بقطاع غزة ليصل إلى الضفة الفلسطينية، وبينهما وسع الحرب لتشمل الجبهة الشمالية، ليقضي على حزب الله، ويقصف اليمن بوحشية عنيفة، ويوسع عدوانه في كل الأراضي السورية لا بل يتدخل في شؤونها الداخلية وخلافات المكونات فيها.
لكن ما يظهر من ما كان يسمى “محور المقاومة” بقيادة إيران لا يشي أن الأمور ستتغير أكثر مما هي عليه الآن، ووحده الشعب الفلسطيني في غزة دفع فاتورة 7 أكتوبر وارتداداتها.
الدايم الله.