الأردنيون يقتربون من “حياة على ذمة الموت”

الأردنيون يقتربون من “حياة على ذمة الموت”!

المغرب اليوم -

الأردنيون يقتربون من “حياة على ذمة الموت”

بقلم - أسامة الرنتيسي

 مع أنّ خيبة الأمل لا تصنع سياسةً، لكنّ المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء. فالأداء مرتبك، ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور؛ وكلٌ في حالة انتظار وترقب، وكلٌ يضع يده على قلبه من قابل الأيام.

ما دامت السياسة في بلادنا تُصنع من دون خطط وتقاليد وأعراف، مُطّلع عليها المواطنون، ويعرفون أهدافها وآلياتها واستراتيجياتها، فلن يستطيع اي محلل سياسي أو خبير استراتيجي الاجابة عن سؤال أي مواطن، لِمَ يُخرج زيد من موقع المسؤولية ويؤتى بعمرو؟ وما هو البرنامج الذي سوف ينفذه عمرو، ولَمْ يستطع زيد تنفيذه؟، ولِمَ تبقى التعيينات والاستقالات والإقالات والتغييرات في بلادنا على هذا النحو؟!.

وبعيدًا عن أي رأي شخصي في مستوى أداء رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وبساطته، هل يستطيع أي أردني أن يُقدّم تحليلًا، أو وجهة نظر، حول الأسباب التي استوجبت صنّاع القرار التفكير، مجرد التفكير في منح الحكومة إبرة إنعاش بالموافقة على تعديل وزاري ثالث (لا سمح الله).

ليعترف الجميع أن بوصلة الأوضاع العامة في البلاد مرتبكة، حائرة، ضبابية؛ تنفيذ بطيء، والأخطر الجلوس في مقاعد الانتظار.

فبأي اتجاه تسير الأوضاع العامة الآن؟ الاحتجاجات لم تضع أوزارها، وإن تباينت في زخمها. كما استأنفت الحركة السياسية عناوينها الإصلاحية مرة أخرى، بعد أن تبيّن أن التغيير في الحكومات وغيرها وفق الآلية المتّبعة نفسها تأريخيا لا يحل مشكلة المطالب الإصلاحية المتعدّدة في أكثر من اتجاه.

على الأكتاف جُملة من القوانين التي ينتظرها الشعب بفارغ الصبر، مثل تطوير قوانين الأحزاب واللامركزية، ومن بعدها القانون المحوري (الانتخاب)، تحتاج إلى أجواء عامة إيجابية لإنجازها في مجلس النواب.

في هذه المرحلة، الأجدر أن نتيقّظ إلى: الإسراع في إنجاز القوانين السياسية والاجتماعية الناظمة للحريات ومعيشة المواطنين، وعدم الجلوس على مقاعد الانتظار وتحليل ما يجري في المحيط العربي، لأن الضامن الوحيد لاستقرار الوضع العام في البلاد هو المبادرة إلى الانفتاح على قوى الشعب وتنفيذ حزمة الإصلاحات العامة.

الحكمة تقتضي عدم العودة إلى المواجهة في العلاقة مع قوى الشعب الطامحة إلى التغيير، وعلينا أن نستوعب الدرس، في عدم التلكؤ في تنفيذ استحقاقات الإصلاح والمطالب الشعبية، في الحلول الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد.

أكثر ما يقلق الأردنيين هذه الأيام الاوضاع الاقتصادية الصعبة، وبعيدا عن لغة الأرقام الجوفاء، والتقارير المدبلجة بحبر لا تفوح منه رائحة الوجع، ثمة في مجتمعنا، بشر يوشكون على استنفاد آخر قطرات الحياة من أرواحهم، من جرّاء وصولهم إلى مرحلة الفقر الذي حطم كل ‘خطوط’ التصنيفات الرسمية، من مدقع ومطلق.. وصولا إلى (عيش سريري). السؤال عن المحتاج والبحث عنه والاكتراث بأحواله الصعبة لا يكلف شيئا، بل يعيد إلى حياتنا وعلاقاتنا الإنسانية بعضا من روحها التي ذبلت في هذا الزمن الذي يزداد جفافا وتصحرا ويباسا.

نعول على أن تكون الحياة عكس تلك التي وصفها عنوان رواية الروائي المبدع المرحوم جمال ناجي بأنها “حياة على ذمة الموت”.

الدايم الله…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردنيون يقتربون من “حياة على ذمة الموت” الأردنيون يقتربون من “حياة على ذمة الموت”



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 07:07 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

شائعة تبعد "مقالب رامز" عن بركان في الفلبين

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البرلمان المغربي يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2020

GMT 12:54 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواصفات برج القوس ووضعه في حركة الكواكب

GMT 11:02 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يحمل فتحي جمال مسؤولية مغادرته للرجاء

GMT 00:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

سيدة ميتة دماغيًا منذ أربعة أشهر تنجب طفلة سليمة

GMT 00:01 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فان دايك يتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا

GMT 00:16 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

أمل الفتح يتوج بطلا ويحقق الصعود

GMT 01:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

بيع أوّل نسخة في العالم من "تويوتا سوبرا GR"

GMT 01:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 10:18 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل حياة الدوقة كيت ميدلتون قبل زواجها من الأمير هاري

GMT 01:36 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر تبدي ألمها بإصابة فاروق الفيشاوي بالسرطان

GMT 07:55 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

الأثاث البني موضة لن تنتهي في عالم الديكور

GMT 20:54 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

قائمة افضل لاعب في العالم بدون جريزمان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib