التحكم و…أميركا محاولة لفهم الانتخابات

التحكم و….أميركا: محاولة لفهم الانتخابات

المغرب اليوم -

التحكم و…أميركا محاولة لفهم الانتخابات

بقلم : عبد الحميد الجماهري

ربما لم يسبق أن وجد النقاش السياسي في المغرب نفسه موزعا بين الديمقراطية .. والحق كما هو اليوم، من خلال ترشيح الداعية حماد القباج، وأمثاله من السلفيين.. الذين يخضعون لتهافت واضح من طرف بعض الأحزاب السياسية..
هناك تفكير جدي من قبيل التفاعل مع هذا التوجه، الذي يغري الكثير من النخب التي تدخل التنافس الانتخابي، بعد استمالة لاعبين من قبيل السلفيين وحماد القباج.
ويتضح جليا أن هناك من يسلم بهذا الحق وهو خائف على الديمقراطية منه، وهناك من لم يسلم به تحت شرطية أن الديمقراطية حق للديمقراطيين وحدهم.
والمتابع للنقاش اليوم سيجد أن التسويغ السياسي ، لترشيح السفليين وأقرانهم من دعاة النصية المغلقة، وانتقال التأطير السياسي من تأطير معروف إلى تأطير مفتوح على كل الاحتمالات ، يختلق ويخضع، على الأقل، لثلاثة توجهات..
1-التضحية بالاستراتيجية لفائدة التكتيك: وهو أمر أراد حزب العدالة والتنمية أن يقدم فيه إعادة بناء تجربة تركية، مع وصول أردوغان إلى الحكم، وإدراجها ضمن تركيبة، ضمن جدلية الشمسية - البراصول، تبرر انفتاحا واسعا، هو في الأمر حمال أوجه. 
2-توسيع الجبهة المناصرة عبر الانفتاح على أطر من خارج الحزب، ولكن في الوقت نفسه ضمان وعاء محافظ واسع يعتبر الحاضنة الايديولوجية للحزب الخارج من الحكومة والمقبل على تنافس حاد وامتحان ليست كل قواعده معروفة….
3- قد تكون أيضا طريقة في «التحجيم الذاتي الذي اعتاد الحزب أن يمارسه، كلما تعلق الأمر بمرحلة انتخابية أو استحقاق محاط بالكثير من المعادلات المجهولة..
وقد رأينا كيف كان هذا التحجيم الذاتي اختيارا لتلطيف الأجواء أو الطمأنة، أو حدا أدنى من التفاوض عبر تقليص عدد المرشحين أو الدوائر التي يمثل فيها.
ويبدو الانفتاح هنا بمثابة شكل جديد من التحجيم الذاتي ، لا بالنقص في المقاعد بل بالنقص من المقاعد المباشرة للحزب عبر أسماء مناضليه ومرشحيه..
4-تحوير المعادلة الانتخابية من كون الاقتراع مناسبة لتقديم الحساب عن التسيير ، إلى مناسبة للحسم في ثنائية الصندوق والتحكم، بمعنى آخر جعل الاقتراع القادم يتم تحت شعار واحد : من مع جبهة متنوعة تحت راية الحزب الأول في الحكومة ومن ضدها!
وهنا تتغير المعادلة برمتها…
5 بعض القراءات رأت في الأمر تلويحا من بعيد لنصرة حركة التوحيد والإصلاح، باعتبار أن القباج ساند بقوة الداعيتين، ولقاءهما، وكان الوحيد الذي ظل على خط الدفاع ، حتى والحركة تتخلص بسرعة من مسؤوليها وتتبرأ من خروجهما عن القانون في قضية الزواج العرفي..
قد نقول مع جاك جوليار ، الإنسان حيوان رمزي، يستطيع أن يحول- وهو أمر سعيد- المواجهات الحقيقية إلى مواجهات رمزية،… يبقى أن الرمزي لا يخلو أحيانا من عنف!
غير أن هذه القراءة ليست وحدها التي تؤطر ما يقع.. على الأقل بالنسبة لأحد السلفيين المشهورين مثل حسن الكتاني
فقد قرأت ، نقلا عن مواقع عديدة أنه يعتبر بأن الترشيح وتهافت الأحزاب على السلفيين «هو مشروع أمريكي ..«.
وتناقلت المواقع هكذا تصريح بوضوح كبير ..
وعليه فإننا يمكن أن نلخص المعادلة في مشروع ثنائي القطبية:
هناك مشروع ترشيح السلفيين كجزء من محاولة لمواجهة التحكم، يقوم على إدماجهم في سياق واسع، ضمن جبهة واسعة .. يقوده العدالة والتنمية ضد التحكم
وهناك مشروع أمريكي لإدماج السلفيين في السياسة، كامتداد لا يقع في الربيع العربي..
لقد ظل العالم العربي والإسلامي بعيدا عن الرياح التغييرية التي مست العالم منذ 1989، مع سقوط جدار برلين وانهيار كافة الحكومات الفاشستية والقمعية الكليانية، باستثناء هذه الرقعة من العالم، حيث ظل بدون مستقبل ديمقراطي إلى حد الساعة..
والمشاريع، التي تعرض عليه هي مشاريع إدماج أكثر منها مشاريع ديمقراطية..
قد يبدو للوهلة الأولى أن المعادلة تضم في طرفيها: أميركا من جهة، والتحكم من جهة مقابلة..هل لدينا مجال واسع للحكم والاختيار ، إذا ما سلمنا بها؟
هذا سؤال ، يحتاج محاولة للفهم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحكم و…أميركا محاولة لفهم الانتخابات التحكم و…أميركا محاولة لفهم الانتخابات



الأناقة الكلاسيكية تجمع الملكة رانيا وميلانيا ترامب في لقاء يعكس ذوقًا راقيًا وأسلوبًا مميزًا

نيويورك - المغرب اليوم
المغرب اليوم - أنواع النباتات المثمرة المناسبة في بلكونة المنزل

GMT 07:42 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مرسيدس تطلق سيارة رياضية بمواصفات فائقة

GMT 15:45 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

المصري محمد صفوت يودع بطولة لوس كابوس للتنس

GMT 23:22 2018 السبت ,14 إبريل / نيسان

طرق بسيطة لاختيار ساعات عصرية تناسب الرجال

GMT 04:08 2018 الأحد ,18 آذار/ مارس

... مَن قال ليس حقيبة؟

GMT 01:12 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"نيس" الفرنسي يظهر اهتمامه بضم المغربي أمين باسي

GMT 13:19 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

لاس بالماس الإسبانية المدينة المثالية لقضاء أحلى شهر عسل

GMT 08:40 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في جبل العياشي

GMT 00:43 2016 الجمعة ,23 أيلول / سبتمبر

شاطئ "الكزيرة" في المغرب جوهرة شمال غرب إفريقيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib