العتبة وجهة نظر أخرى
*عاجل | سي إن إن عن مصدر مطلع: نتنياهو سيعقد اجتماعا بشأن غزة مع كبار المسؤولين في وقت لاحق اليوم* الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطالب بإلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو في تل أبيب على الفور أو منحه عفوا. في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الدفاعات الجوية الايرانية تسقط المسيرة الثالثة عند الحدود الغربية مع العراق خلال ساعه واحدة *القناة 13 الإسرائيلية: مشاورات متوقعة غدا لنتنياهو بشأن غزة وكيفية المضي في عملية إطلاق سراح الأسرى* كندا تطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل لحل مستدام صحيفة إسرائيل اليوم تنقل عن مصادر في حماس لا نستبعد التوصل لاتفاق جزئي بالأيام القادمة حزب الله اللبناني يعلق علي وقف إطلاق النار بين إيران ودولة الاحتلال وزارة الخارجية الإيرانية تعترف بتضرر منشآتها النووية بشدّة جراء الغارات الأميركية حركة حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعلن موعد وملعب نهائي كأس العرش بين نهضة بركان وأولمبيك آسفي
أخر الأخبار

العتبة.. وجهة نظر أخرى!

المغرب اليوم -

العتبة وجهة نظر أخرى

حسن طارق

ربما هو الراحل فرانسوا ميتران، من قال إن نمط الاقتراع الجيد هو النمط الذي يستطيع إنجاح أكبر عدد من رفاقي. الجواب الذكي يلخص كل شيء: ليس في الحكاية اختيارات مبدئية مطلقة، وليست هناك مفاضلة سياسية بين أنماط الاقتراع وآلياته، إلا بمقدار المصلحة الحزبية أو السياسية العامة .
لذلك ظلت في كل أنحاء العالم، الأحزاب الصغيرة تترافع من أجل إقرار مبدأ النسبية، تماما كما تدافع أحزاب الأعيان عن الاقتراع الفردي.
في النهاية تصبح أنماط الاقتراع، خلاصة نموذجية لسلسلة من التنازلات والتوافقات والتسويات، بين الرؤى المختلفة للفاعلين الحزبيين، كما يمكنها أن تكون أداة مثالية للتحكم والضبط المسبق للخريطة الانتخابية، دون أن يمنعها مانع – عندما يصبح القانون أداة لعقلنة التاريخ – من أن تشكل، كذلك، تعبيرا عن الحاجة الموضوعية المطابقة للمرحلة السياسية .
ذلك أن الاختيارات المتعلقة بأنماط الاقتراع، خارج طابعها التقني الظاهر، تبقى في العمق محملة برهانات سياسية عميقة .
وبصدد النقاش الجاري حاليا عندنا، تنتصب ملاحظة أولية حول محدودية حقيبة الاختيارات التي طرحت داخل الساحة العامة، حول هذا الموضوع، ذلك أن الجدل اختزل في الإبقاء على العتبة أو تقليصها، وفي الإبقاء على الجزء المتعلق بالشباب في اللائحة الوطنية أو تحجيمه، وتوارت الكثير من المطالب التي طالما غذت النقاش حول طبيعة النمط الانتخابي، مثل المرور إلى نمط اقتراع فردي في دورتين، أو تجاوز وضعية الاقتراع اللائحي المشوه، والذي تحول إلى اقتراع فردي مقنع .
من جهة أخرى، لا نكاد نعرف هل صيغة الإشراف السياسي لرئاسة الحكومة، والإشراف التقني للإدارة الترابية، لا تزال قائمة لحدود اليوم، ذلك أن مبادرة الداخلية بتحضير مشاريع نصوص تذهب في اتجاه تعديل نمط الاقتراع على مستوى عتبة توزيع المقاعد، وعلى مستوى اللائحة الوطنية، تطرح أسئلة حول قراءة هذا الاختيار السياسي، كقرار مركزي للدولة، أو كمجرد خلاصة مؤقتة للاستشارات مع الأحزاب السياسية، ستخضع بدورها لمحددات التداول البرلماني؟
دون ذلك، تجتاح الصحافة المغربية، موجة من التحاليل التي تتجاهل كون المغرب شكل دائما مقبرة للقوانين العامة لأنماط الاقتراع، كما تدرس في كليات الحقوق. لقد كان اليوسفي يردد، دائما، أن نمط الاقتراع الفردي الذي طبق منذ السبعينيات، كان من المفروض نظريا أن يؤدي إلى خلق ثنائية حزبية وهو ما لم يتحقق بسبب التزوير وخلق الأحزاب الإدارية، وعندما تم تغيير النمط إلى اقتراع لائحي بغية تحقيق هدفي التسييس والتخليق، استطاعت بنية الفساد أن تعيد منطق الدائرة الفردية للوجود وأن تعيق تحقق تلك الأهداف. وفي المقابل، فإن موجة الربيع العربي جعلت العدالة والتنمية ينتصر عمليا على إكراهات نمط الاقتراع التشريعي في نونبر 2011، تماما كما جعلته “انتفاضة التصويت السياسي” بالمدن ينتصر على هندسة نمط الاقتراع المحلي التي كانت تفترض صعوبة (أو استحالة) تحكم حزب واحد في أغلبية مجلس مدينة من المدن .
تفسير ذلك أن تعقد المعطى السياسي، قد يجعل الحقل الانتخابي والسوسيولوجي قادرا على تعطيل الآثار المفترضة لأنماط الاقتراع وعلى تحييد فرضياتها، كما قد تجعل في المقابل من القوة الانتخابية المفاجئة للبعض قادرة – في بعض الحالات- على الانتصار على “القوانين العامة” لهذه الأنظمة الانتخابية.
وهنا يتم الترويج، مثلا، لكثير من المغالطات، من ذلك القول بأن عتبة %3 ستسمح بإدماج الأحزاب الصغرى في المؤسسات. الواقع أن هذا الأمر يتعلق بخرافة حقيقية، ذلك أن غياب تطبيق العتبة الوطنية في توزيع مقاعد اللوائح المحلية، لا يطرح أدنى مشكلة حول ولوج الأحزاب الصغرى إلى البرلمان، وهو ما ظل حاضرا دائما، فضلا عن أن الآثار المحدودة لهذا التخفيض، لن تنعكس بالمطلق على نتائج هذه الأحزاب، لأن هذه الآثار في أحسن الحالات ستجعل -غالبا- المقعد الأخير في اللائحة يؤول لواحد من الأحزاب الأربعة الأساسية في المشهد السياسي المغربي .
عمليا وحسابيا، تخفيض العتبة من 6 إلى 3، بالرغم من أنه سيعمل على تخفيض جزئي للقاسم الانتخابي، وبالتالي توسيع دائرة الولوج إلى توزيع المقاعد، فإنه في النهاية سيبقى هذا الولوج المحدود منحصرا أساسا بين المتنافسين الأربعة الكبار داخل المدن، وجزئيا بين هؤلاء المتنافسين ومرشحي الأحزاب المتوسطة داخل العالم القروي. كل هذا يعني أن الآثار المفترضة لهذا التخفيض – رغم طابعها التراجعي في مسار الإصلاحات الانتخابية – لن تمس في النهاية التوازنات العامة الحقل الحزبي.
كل ما هناك أن هذا النقاش طرح من جديد تقاطبا مبنيا حول الحجم التنظيمي والانتخابي، بين أحزاب كبيرة وأحزاب صغيرة، ويبدو أن البعض غامر بالإعلان المبكر عن معركة تخفيض العتبة، بالرغم من أن هذه المعركة غير محسومة من حيث المصلحة الانتخابية والنتائج الحسابية، وهو ما كشف، بشكل مفضوح كيف تستبطن بعض الأحزاب تمثلا حول ذاتها، باعتبارها أحزابا صغيرة، وهو ما من شأنه أن يعمق أزمة صورتها لدى الرأي العام !

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العتبة وجهة نظر أخرى العتبة وجهة نظر أخرى



GMT 15:31 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

البيان بتوقيت واشنطن

GMT 15:29 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

حرب الـ12 يوماً: كيف نصرت روسيا والصينُ إيرانَ؟!

GMT 15:27 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

إيران... البُسطاء يدفعون الثمن

GMT 15:24 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

«عزيزى المغفل»

GMT 15:22 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

البحث عن «نجار الصحافة»!

GMT 15:21 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

كاميرا ترامب الخفية

GMT 15:19 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

التحلّل...

GMT 15:17 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

واشنطن و«الناتو»... مستقبل «إمبراطورية الدعوة»

GMT 12:03 2025 الأربعاء ,25 حزيران / يونيو

أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لارتداء اللون الوردي في الصيف

GMT 13:19 1970 الخميس ,26 حزيران / يونيو

مصر تغلق مركزي تجميل يديرهما أطباء مزيفون
المغرب اليوم - مصر تغلق مركزي تجميل يديرهما أطباء مزيفون

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

أسعار العملات العربية والأجنبية بالدينار الجزائري الأربعاء

GMT 03:32 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

افتتاح مهرجان الفجيرة للفنون وسط حضور كثيف

GMT 13:06 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

إطلالات أيقونية لملكة الأناقة رانيا العبد الله

GMT 11:17 2024 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق إطلالات رومانسية لموعد عيد الحب

GMT 22:35 2023 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

محمد صلاح يتضامن مع ضحايا زلزال المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib