طهران وتداعيات انتهاكها لـ«روحية الاتفاق»
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

طهران وتداعيات انتهاكها لـ«روحية الاتفاق»

المغرب اليوم -

طهران وتداعيات انتهاكها لـ«روحية الاتفاق»

بقلم ـ مصطفى فحص

ما بين الخضوع للامتحان وإعلان النتائج، يمر الممتَحن بحالة من القلق والانفعال، تُضعف قدرته في السيطرة على ردات أفعاله أو أحكامه، ويدفعه التشنج الناجم عن حالة الانتظار إلى ارتكاب الهفوات، وقد نجح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في رفع منسوب التوتر لدى القيادة الإيرانية إلى مستوى لم تصل إليه منذ انتصار الثورة الإيرانية سنة 1979، وجعلها رهينة الانتظار الأصعب في تاريخ الثورة والنظام، حيث باتت طهران شبه متأكدة من أن الرئيس الأميركي سيعلن في 12 من الشهر الحالي، انتهاء مهلة السماح التي منحتها واشنطن للقيادة الإيرانية، لكي تقوم بخطوات فعلية على طريق تحسين سلوكها مع جوارها وفي منطقة الشرق الأوسط، وقد أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساندرا ساندزان أن الرئيس ترمب، وفي إطار تحديد استراتجيته الجديدة تجاه إيران، يرى أن «الاتفاق النووي ليس السلوك السيئ الوحيد لإيران، بل تجاربها الصاروخية وزعزعة الاستقرار في المنطقة ودعمها للإرهاب والهجمات الإلكترونية، وامتلاكها برنامجاً نووياً غير قانوني، أيضاً يمكن اعتبارها من ضمن سلوكيات طهران السيئة». الجديد في الاتهامات الأميركية هو التركيز على سلوكيات طهران التي وصفتها المتحدثة باسم البيت الأبيض بأنها تزعزع استقرار المنطقة، وهو اتهام مباشر لـ«فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي أدى إلى رفع نسبة التوتر لدى القيادات العسكرية الإيرانية التي رأت في هذا الاتهام خطوة أميركية جدية تجاه وضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب الأميركية، الأمر الذي دفع قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري إلى تحذير الإدارة الأميركية من الأثمان الباهظة التي ستدفعها الولايات المتحدة إذا أقدمت إدارة ترمب على هذه الخطوة، كاشفاً أن «الحرس الثوري» سيعامل الجيش الأميركي كما يعامل «داعش». فمنذ تأسيسه لم يتعرض الحرس الثوري الإيراني إلى تهديد معنوي بهذا الحجم، حيث تعتبر الخطوة الأميركية ضربة مباشرة للأذرع الإيرانية الخارجية، التي سيترتب عليها مواجهة شاملة مع إيران وسياساتها التوسعية في المنطقة. ملامح المواجهة المفتوحة بين إيران وواشنطن في المنطقة برزت معالمها سريعاً في بيروت خلال الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد نصر الله الذي نَبّه فيه «كل من يريد أن يستهدف الحزب سياسياً أو أمنياً أو عسكرياً أو اقتصادياً، مباشرة أو غير مباشرة، يجب أن يعرف أن الحسابات مختلفة»؛ لكن نصر الله، ولأول مرة، اعترف بأن العقوبات الاقتصادية التي سيفرضها الكونغرس الأميركي على لبنان ستكون لها تداعيات صعبة على اللبنانيين عموماً، وجمهوره خصوصاً، معتبراً أن «القانون هو جزء من التهويل، ونتحمله لأنه جزء من المعركة يُفرض علينا نتيجة جهادنا ومواجهتنا لمشروع كان سيطيح كل شيء في المنطقة. ومن هو جاهز ليضحي بالدم إذا عوقب بالموضوع المالي لا يغير مواقفه». وعليه لم يعد مستبعداً أن يكون العراق مسرحاً للاحتكاك المباشر بين الولايات المتحدة و«الحرس الثوري»، حيث يشارك الطرفان في الحرب على «داعش»، ويمكن لأي فصيل عراقي مسلح تحركه طهران القيام بعملية عسكرية ضد أهداف عسكرية أميركية في العراق، باعتبار أن قدرة واشنطن على المناورة والرد ستكون محدودة، وهي منشغلة في الانتهاء من ملف «داعش»، ولكن الخطر الأكبر الذي بات هاجس معظم اللبنانيين هو حول كيفية الإجراءات التي سوف يتخذها «حزب الله» في رده على العقوبات، وهل ستدفعه طهران إلى تحريك الجبهة الجنوبية من أجل ابتزاز المجتمع الدولي، وخصوصا الأوروبيين، حيث ينتشر أكثر من 15 ألف جندي تابعين للأمم المتحدة على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية، واستغلال وجودهم هناك بهدف دفع الدول الأعضاء في مجلس الأمن للضغط على واشنطن، لكي تقوم بتخفيض إجراءاتها العقابية ضد طهران، والقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات من جديد.
الأكثر وضوحاً في المتحول الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، وتلويح واشنطن العلني بالانسحاب منه، هو إقرار إدارة ترمب بأن طهران انتهكت روحية الاتفاق، الذي تفسره واشنطن بأن طهران لم تغير سلوكها الخارجي ولا طبيعة دورها الإقليمي، وبأن سياساتها التوسعية أدت إلى زعزعة السلم والاستقرار في المنطقة، وهو ما تعتبره طهران أشبه بانقلاب أميركي كامل على التفاهمات التي تم التوافق عليها على هامش الاتفاق النووي، وكسبت من خلالها طهران حضوراً إقليمياً قوياً واعترافاً من قبل باراك أوباما بدورها ونفوذها في لبنان الذي أنتج تسوية أوصلت ميشال عون إلى الرئاسة، وشراكة سياسية في بغداد، وحماية مصالحها في سوريا.
بانتظار 12 من الشهر الحالي، تستعد طهران للدفاع عن مكاسبها وإذا نجح العالم في إقناع ترمب بأن للاتفاق النووي جوانب إيجابية، وبأن المطلوب الضغط لتغيير بعض من بنوده، فإن روحية الاتفاق أصبحت معضلة طهران غير القابلة للمساومة مع واشنطن، وفقدانها لهذه الورقة سيعيدها إلى داخل حدودها الوطنية، فيصبح النظام أمام استحقاقات داخلية تجنبها لسنوات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طهران وتداعيات انتهاكها لـ«روحية الاتفاق» طهران وتداعيات انتهاكها لـ«روحية الاتفاق»



GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 17:40 2024 الأحد ,10 آذار/ مارس

بايدن... خطاب اتحاد أم انتخاب؟

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 آذار/ مارس

أوروبا: الخوف من الفيل وقائده

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 14:41 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا
المغرب اليوم - مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib