ليبيا امتحان لمصر والسيسي
وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة . استهداف مباشر لمقر الحكومة الاسرائيلية في تل ابيب وسقوط قتلى ، ومسيّرات إيرانية تعبر سماء لبنان باتجاه الداخل و محاولات فاشلة لإسقاطها. تم الإبلاغ عن سقوط العديد من الصواريخ الباليستية في جنوب إسرائيل، ومن المرجح أن تكون حول بئر السبع أو إيلات. شركة مصر للطيران تطلب 6 ست طائرات إضافية من طراز "إيرباص إيه 350-900" إلغاء 20 رحلة جوية من إلى جزيرة بالي الإندونيسية بعد ثوران بركان هبوط أول رحلة طيران تعيد إسرائيليين إلى بلادهم في مطار بن غوريون شركة ميتا تعبر عن قلقها من مطالبة إيران مواطنيها بالتوقف عن استخدام واتساب دونالد ترمب يلمّح إلى تمديد المهلة أمام مالك تيك توك لبيع التطبيق الصيني عائلة الرئيس الأميركي تعلن عن إطلاق "ترمب موبايل" بسعر 499 دولاراً ولا يمكن تصنيعه إلا خارج أميركا مبعوث إيران في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بالهجوم دون مبرر واستهداف المدنيين دون إنذار
أخر الأخبار

ليبيا امتحان لمصر والسيسي

المغرب اليوم -

ليبيا امتحان لمصر والسيسي

خيرالله خيرالله

    
هناك دور لم يعد أمام مصر مفر من لعبه. سيكون عليها حشد كل ما تمتلك من طاقات من أجل منع ليبيا من التحول إلى بؤرة للإرهاب تهدد كل المنطقة.

ليس أمام مصر سوى التفرّغ للموضوع الليبي. في ليبيا، تستطيع مصر إثبات أن هناك ما تغيّر فعلا فيها بعد “ثورة الثلاثين من يونيو” من جهة، وأنّ هذا التغيير سيعني، أوّل ما يعني، أنّ في استطاعتها استعادة دورها الإقليمي من جهة أخرى. يحتاج ذلك إلى نجاح في الامتحان الليبي الذي هو أيضا امتحان للرئيس عبدالفتّاح السيسي. يُفترض بالمسؤولين المصريين ألا ينسوا في أيّ لحظة تاريخ “داعش” والدور الذي لعبه النظامان في سوريا وإيران على صعيد انتعاش هذا الوحش.

ما ارتكبه “داعش” في حق مواطنين مصريين موجودين في ليبيا يشير إلى أنّ هناك تحديات جديدة أمام مصر. فذبح 21 مواطنا مصريا في سرت، ذنبهم الوحيد أنّهم أقباط، يكشف حجم هذه التحديات التي توجب على مصر التصدّي للفكر الضال. التصدي للفكر الضال لا يكون بالسلاح فقط.

حسنا فعل الرئيس السيسي بإرسال طائرات مصرية قصفت مواقع تابعة لـ“داعش”. كان لابدّ من ردّ فعل سريع يطمئن المصريين إلى وجود دولة تتجاوب مع مشاعرهم في الأوقات الحرجة، خصوصا عندما ينتابهم شعور باليأس في مواجهة تنظيم إرهابي مثل “داعش” وأخواته وإخوانه.    

المهمّ الآن أن يكون هناك تجاوب دولي مع مصر، بما يجعل منها رأس الحربة في الجهود التي يبذلها العالم من أجل الانتهاء من الإرهاب بكلّ أشكاله. فما حدث في سرت كان جريمة مروّعة بكل المقاييس. تشير الجريمة إلى أن هناك من يخطط، ليل نهار، ليس من أجل الإساءة إلى الإسلام فحسب، بل من أجل إيجاد بؤر للإرهاب في كلّ منطقة عربية أيضا. هناك دور لم يعد أمام مصر مفرّ من لعبه. سيكون عليها حشد كلّ ما تمتلك من طاقات من أجل منع ليبيا من التحول إلى بؤرة للإرهاب تهدّد كل المنطقة.

في الواقع، ترك معمّر القذافي في الأراضي الليبية ما يكفي من مخازن سلاح لتهديد الاستقرار في كلّ الدولة المجاورة لليبيا أو القريبة منها. ولذلك، لم يتردّد المغرب الحريص على حماية مواطنيه وأمنه في منع الطائرات الليبية من التحليق في أجوائه. يدلّ هذا القرار المغربي على مدى خطورة الوضع في ليبيا، حيث لم يعد من أمل يذكر في قيام دولة ذات مؤسسات قادرة على محاربة الإرهاب.

تجعل التركة الثقيلة لنظام القذافي من تحسين الوضع الليبي أمرا شبه مستحيل. فالقذافي عمل كل ما يستطيع من أجل تهديم مؤسسات الدولة، والقضاء على النسيج الاجتماعي في ما سمّاه “الجماهيرية العربية الاشتراكية العظمى”. ليس معروفا إلى الآن ماذا تعني كلمة جماهيرية. لم يتأكّد ما إذا كانت للقذافي علاقة بأي قضية عربية، باستثناء لعبه لدور تخريبي في أي مكان امتدت يده إليه. أكثر من ذلك، لم يتبيّن يوما أن للقذافي علاقة بالاشتراكية، وأيّ مفهوم من مفاهيمها باستثناء إفقار المواطنين وحرمانهم من العلم والمعرفة خدمة لبقائه في السلطة ولا شيء آخر غير ذلك.

الأخطر من ذلك كلّه، أن الذين خلفوا القذّافي تصرّفوا بطريقة تصبّ في القضاء على أي أمل في إعادة بناء دولة. هناك قوى خارجية معروفة استثمرت في الميليشيات المسلّحة التي تعتمد الفكر المتطرّف وتروّج له بغية الحؤول دون قيام دولة مدنية في ليبيا. هناك بصراحة من استثمر في الإخوان المسلمين، ومجموعات أخرى لم يكن لديها همّ سوى تفتيت ليبيا وتحويلها إلى قاعدة لـ“القاعدة” وما شابهها.

من استثمر في الإخوان المسلمين ومن يروّج لفكرهم أراد أن تكون ليبيا منطلقا لتهريب السلاح وتسلّل العصابات الإرهابية إلى مصر وتونس والجزائر، وكل المنطقة المعروفة بالساحل الأفريقي، وصولا إلى مالي وإلى أبعد من مالي.

بات على مصر تحمّل مسؤوليات كبيرة. إذا لم تلاحق المسؤولين عن المجزرة التي تعرّض لها جنودها داخل الأراضي الليبية، سيكون عليها مواجهة عصابات آتية من ليبيا في الداخل المصري. هذا ما حصل قبل فترة، عندما تعرّض رجال أمن وعسكريون مصريون لاعتداءات نفّذها متسللون من ليبيا. ترافق ذلك مع هجمات على قوات الأمن في سيناء التي يوجد من يريد تحويلها إلى مصدر قلق لمصر، خصوصا منذ أزاح الشعب المصري نظام الإخوان المسلمين قبل ما يزيد على سنة ونصف سنة. هناك، بكلّ بساطة، جبهات عدّة فتحت من أجل منع مصر من استعادة عافيتها ولعب دورها الطبيعي.

إلى الآن، تصرّف الرئيس السيسي بما يوحي بأنّه يستوعب حجم التحديات. لعلّ أكثر ما يستوعبه أن استخدام القوّة لابدّ أن يترافق مع جهود من أجل إصلاح الخطاب الديني وتطويره. لذلك كانت دعوته إلى الأزهر من أجل ثورة حقيقية في هذا المجال في وقت يمارس “داعش” كلّ ما من شأنه تشويه صورة الإسلام. لم يكتف السيسي بالطلب من الأزهر لعب دور طليعي في التصدي للفكر الإرهابي المتخلّف، بل انفتح على الأقباط وتصرّف بما يؤكّد أنّه رئيس مصر بكلّ مكوناتها، وأنّ لا فارق بين مواطن قبطي ومواطن مسلم.

مرّة أخرى يتبيّن أن التوازن الإقليمي في حاجة إلى مصر. من ساعد الشعب المصري، من العرب الشرفاء، في مواجهة محنة حكم الإخوان أدرك، باكرا، أهمّية الرهان على مصر في ظلّ الهجمة التي يتعرّض لها الإقليم كله.

بات ضروريا دعم مصر في المحافل الدولية خصوصا في مجلس الأمن كي لا تكون الحرب على “داعش” حرب مصر وحدها. ثمّة حاجة إلى نقلة نوعية في تفكير المجتمع الدولي على الصعيد الليبي. لم يكن الانتهاء من نظام القذافي وجماهيريته سوى بداية. هناك حاجة، اليوم قبل غد، إلى مقاربة شاملة للأزمة الليبية تضع حدّا لفجور الميليشيات المتطرّفة التي تقاتل الجيش الليبي.

الأكيد أن مصر ستكون قادرة على حماية نفسها. لكنّ الأكيد أيضا أن لابدّ من البحث عن حلّ جذري يقضي على مخطط تحويل ليبيا إلى بؤرة للإرهاب والإرهابيين. مصر مهمّة في مجال لعب هذا الدور، لكنّ نجاحها متوقّف على الدعم الدولي لها وعلى استيعاب المجتمع الدولي أن ليبيا لم تعد خطرا على مصر ودول الجوار وكل منطقة شمال أفريقيا فحسب، بل هي خطر على أوروبا أيضا، خصوصا أنّها على مرمى حجر من إيطاليا.

كان التخلّص من معمّر القذّافي بداية لابدّ منها. لكنّ نهاية المأساة الليبية تفرض العودة إلى البداية، أي إلى تدخّل دولي ينقذ ليبيا وينقذ المنطقة كلّها من شرّ تحوّلها إلى قاعدة لـ “القاعدة”.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا امتحان لمصر والسيسي ليبيا امتحان لمصر والسيسي



GMT 16:09 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

حرب «عاجل» والغبراء

GMT 16:08 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

الحرب الإسرائيلية ــ الإيرانية إلى أين؟

GMT 16:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

عن العقل العربي الغائب

GMT 16:06 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

ترمب... يمتطي حصان الحرب

GMT 16:05 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

المشرق العربي... البولندي

GMT 16:03 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

تأجيلُ مؤتمرِ سلامٍ مؤجَّلٍ

GMT 16:02 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

حسابات توازن القوى

GMT 16:01 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

الإيمان والمستقبل...الدين وبناء السلام

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib