كيف يمكن للباجي التميز عن بورقيبة وبن علي
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

كيف يمكن للباجي التميز عن بورقيبة وبن علي

المغرب اليوم -

كيف يمكن للباجي التميز عن بورقيبة وبن علي

خيرالله خيرالله

 الباجي شكل رمزا لتونس الرافضة للعودة إلى الخلف؛ حافظ على كلّ إيجابيات تركة بورقيبة، وذلك سيسمح له باستعادة هيبة الدولة، وتأكيد أن تونس دولة مؤسسات أولا.

بعد أربع سنوات على “ثورة الياسمين” التي أطاحت بزين العابدين بن علي، دخلت تونس مرحلة التعافي والأمل، في الوقت ذاته بات في الإمكان الرهان على تونس في ضوء ما أظهره شعبها من رغبة في المقاومة والتصدي لأمرين؛ الأمر الأوّل منع الإخوان المسلمين من الاستيلاء على السلطة، مع ما يعنيه ذلك من تخلّف. أمّا الأمر الثاني والأخير فيتلخّص بالرغبة في الانتهاء إلى الأبد من نظام الحزب الواحد المهيمن على مقدرات البلد، كما كانت عليه الحال في عهدي الحبيب بورقيبة وبن علي.

من حسنات الباجي قائد السبسي الذي انتُخب عن طريق الاقتراع الشعبي المباشر في ظلّ منافسة حقيقية مع المنصف المرزوقي، أنّه في الثامنة والثمانين من العمر. وكان انتخابه رئيسا للجمهورية تتويجا لستين عاما أمضاها في الحياة السياسية.

سيسمح له ذلك بالتأسيس لعملية تداول للسلطة، بدل التفكير في كيفية الاحتفاظ بها إلى ما لا نهاية. يمكن للباجي، أو “سي الباجي” كما يسمّيه مواطنوه، التخلي عن السلطة قبل انتهاء ولايته بغية تأكيد أن البلد دخل مرحلة مختلفة. مثل هذه الخطوة، التي ينصحه بها شخص محترم ومخلص لتونس مثل بشير بن يحمد رئيس تحرير “جون أفريك”، ستدخله التاريخ.
    
هناك ثلاثة زعماء أفارقة أَقدموا في الماضي القريب على مثل هذه الخطوة التي تعكس شجاعة وجرأة ففتحوا آفاقا جديدة لبلدانهم. الثلاثة هم ليوبولد سنغور في السنغال، ويوليوس نيريري في تنزانيا، ونلسون مانديلا في جنوب أفريقيا. أكّد الثلاثة عبر التخلي عن السلطة بسبب التقدّم في السنّ، أن بلدانهم طوت صفحة الماضي من جهة، واعتمدت الديمقراطية من جهة أخرى. ففي أساس أيّ نظام ديمقراطي كان مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، بعيدا عن الرغبة في البقاء في الرئاسة على مدى الحياة.

لاشكّ أنّ تقدّم الباجي قائد السبسي في السنّ يمكن أن يساعده في اتخاذ مثل هذا القرار في الوقت المناسب، أي بعد سنتين أو ثلاث سنوات أو أكثر. سيساعد ذلك في شرح السبب الوجيه الذي حمله على التمسّك بترشيح نفسه للرئاسة بعد فوز حزبه “نداء تونس” في الانتخابات التشريعية. سيكون في استطاعة الباجي عندئذ القول أنه أدى واجبه تجاه تونس عندما وضع القطار على السكّة الصحيحة. يكون بذلك قد ميّز نفسه عن بورقيبة وبن علي. فعلى الرغم من كل ما قدّمه لتونس، تبقى نقطة الضعف الرئيسية لدى “المجاهد الأكبر” تلك الرغبة الجامحة في أن يكون “رئيسا مدى الحياة”. قرر بورقيبة، أو وُجد من يقرّر عنه، السير في تعديل الدستور لمصلحة بقائه في الرئاسة، بدل الانسحاب في الوقت المناسب، وفتح الباب على مصراعيه أمام قيام نظام تعددي في بلد لا ينقصه السياسيون الذين يمتلكون برامج واضحة على علاقة بكلّ ما هو حضاري في هذا العالم.

أمّا بن علي الذي تدخّل في الوقت المناسب لإنقاذ تونس في العام 1987، فقد طابت له السلطة. قرّر احتكار كلّ السلطة منذ لحظة قلب بورقيبة، بدل العمل على تطوير النظام نحو الأفضل تفاديا لثورة شعبية توّجت بإزاحته في الرابع عشر من يناير 2011.

قدّم الباجي لتونس خدمات كبيرة؛ تصدّى لحركة “النهضة” ومنعها من احتكار السلطة وخطف الثورة، كما حاول أن يفعل الإخوان المسلمون في مصر واليمن. في الواقع، شكّل الرجل رمزا لتونس الرافضة للعودة إلى الخلف، حافظ على كلّ إيجابيات تركة بورقيبة، وذلك سيسمح له باستعادة هيبة الدولة، وتأكيد أن تونس دولة مؤسسات أوّلا.

في حال أن يتمكّن من إعادة بسط الأمن في كل المناطق التونسية، وفي حال تشكيل حكومة تضم كفاءات برئاسة الحبيب الصيد، سيكون هناك أمل حقيقي في عودة النمو إلى الاقتصاد التونسي الذي يحتاج أوّل ما يحتاج إلى استثمارات أجنبية. مثل هذه الاستثمارات ستعيد دون شك عجلة الاقتصاد إلى الدوران بشكل طبيعي، وستفسح في المجال أمام خلق فرص عمل أمام الشبّان خريجي الجامعات والمعاهد الفنّية.

هناك عوامل عدّة يمكن أن تساعد الباجي في إنجاح التجربة التي تمرّ بها تونس. فبعد أربع سنوات على مغادرة بن علي البلد، لم تحصل عملية تدمير مبرمجة لمؤسسات الدولة، على غرار ما سعى إليه الإخوان في مصر والإخوان والحوثيون (أنصار الله) في اليمن.

احترم بن علي رغبة التونسيين في التخلص منه ومن نظامه. رحل بهدوء بعدما أدرك، عكس بشّار الأسد، أن الدم لن يبقيه في السلطة، وأنّ العنف لا يمكن أن يجرّ سوى إلى مزيد من العنف. يمكن القول أنّ طريقة مغادرة بن علي لتونس ساعدت في المحافظة، قدر الإمكان، على مؤسسات الدولة. الأهمّ من ذلك، أن لا عقدة حاليا تجاه الاستعانة برجال خدموا في عهده ولم يتلوثوا بالفساد.

لا يمكن إلّا الاعتراف بأنّ الباجي قائد السبسي كان في مرحلة ما بعد “ثورة الياسمين” خط الدفاع الأوّل عن تونس وعن مبادئ الجمهورية التي أسّسها الحبيب بورقيبة. لا بدّ من الاعتراف أيضا بأنّ ما مكّنه من الصمود هو المجتمع التونسي الذي واجه قوى الظلام. فالمرأة التونسية لعبت دورها على أكمل وجه في المحافظة على المكاسب التي حقّقتها بفضل بورقيبة.

جاء الآن دور بناء الجمهورية الثانية. ثمّة مجال لدور “القائد المؤسس”. هل سيتمكن “سي الباجي” من لعب هذا الدور الذي سيكمل الجانب الإيجابي في تجربتي بورقيبة وبن علي اللذين حكما تونس ما مجموعه 65 عاما؟

الكثير سيعتمد على مدى اقتناعه بأنّ عليه العودة إلى منزله في لحظة ما، لحظة يكتشف فيها أنّه أدّى واجبه تجاه البلد، وأنّ لا شيء اسمه الرئاسة مدى الحياة. هل يساعده المحيطون به في اتخاذ مثل هذا القرار الجريء متى دعت الحاجة إليه؟ قد يحصل ذلك نظرا إلى أنّ خيارات الرئيس التونسي وقعت على رجال يمتلكون حدا أدنى من النضج السياسي. هؤلاء يعرفون أن ثمّة حاجة إلى تغيير حقيقي في العمق، وليس إلى مجرّد تذكير للتونسيين بأنّ حاجتهم الوحيدة إلى الأمن الذي افتقدوه بعد رحيل بن علي. ثمّة حاجة إلى الأمن والخبز ودولة المؤسسات والديمقراطية وفرص العمل التي تشكّل متنفسا للمواطن، لأنّها تشعره بأنّه يعيش في بلد يحترم الإنسان أوّلا وأخيرا...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يمكن للباجي التميز عن بورقيبة وبن علي كيف يمكن للباجي التميز عن بورقيبة وبن علي



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib