كي يكون مؤتمر الرياض فرصة لليمن
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

كي يكون مؤتمر الرياض فرصة لليمن

المغرب اليوم -

كي يكون مؤتمر الرياض فرصة لليمن

خيرالله خيرالله


هل يوفر مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأجواء المطلوبة التي تسمح بحوار بين أطراف يعرف كل منها حجمه وقوته، أم يعمل الحوثيون بإيعاز إيراني على إفشال المؤتمر.

يستطيع مؤتمر الرياض أن يشكّل مخرجا لكلّ الأطراف اليمنية، بمن في ذلك الطرف الحوثي الذي يجد نفسه في مأزق حقيقي نظرا إلى انتهاء نزهته اليمنية التي طالت أكثر مما يجب. في النهاية ليس في استطاعة شمال الشمال أن يحكم اليمن كلّه. هذا ما لم يفهمه “أنصار الله” ومن يقف خلفهم ومن بادر إلى دعم توجّههم الهادف إلى إيجاد موطئ قدم لإيران في اليمن.

أن يحكم شمال الشمال اليمن كله، أمر لم يحصل عبر التاريخ، بما في ذلك في مرحلة ما بعد الوحدة اليمنية التي تحقّقت قبل خمسة وعشرين عاما، وحتّى في مرحلة ما بعد فشل العودة إلى الانفصال صيف العام 1994. لا يمكن تجاهل أن هناك بعض القوى الجنوبية التي لعبت دورا في منع الانفصال الذي قاده وقتذاك السيد علي سالم البيض، زعيم الحزب الاشتراكي اليمني، ونائب رئيس مجلس الرئاسة الذي تشكّل بعد الوحدة. بين هذه القوى الجنوبية التي قاتلت الانفصال، كان الرئيس الانتقالي الحالي عبدربّه منصور هادي، الذي كوفئ على موقفه بأن أصبح نائبا لرئيس الجمهورية.

بغض النظر عن الوزن السياسي والاجتماعي لعبدربّه منصور في الجنوب، وفي محافظة أبين التي جاء منها، هناك واقع لا مجال لتجاوزه. يتمثّل هذا الواقع في الحاجة إلى تحالف بين قوى متعددة، من مشارب مختلفة، لحكم اليمن.

في عزّ جبروته، لم يستطع علي عبدالله صالح التفرّد بحكم اليمن. كان على علي عبدالله صالح طوال حكمه، الذي استمرّ ثلاثة وثلاثين عاما، البحث في كلّ وقت عن توازنات معيّنة تأخذ في الاعتبار الوسط والجنوب ومناطق معيّنة أخرى والتركيبة القبلية للمجتمع، فضلا عن الوزن الذي يمثّله كبار رجال الأعمال.

في كلّ الأحوال، ليس هناك ما يشير إلى أن الحوثيين على استعداد للاعتراف بأنّهم قوة من القوى اليمنية الموجودة على الأرض، وأنّ عليهم في مرحلة معيّنة القبول بهذا الواقع في حال كانوا جدّيين في الخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه.

مهما حاول الحوثيون الهرب إلى الأمام، تبيّن أنهم ليسوا سوى ميليشيا مذهبية استفادت، قدر الإمكان، من حال الحرمان التي عانت منها منطقتهم طوال نصف قرن. كان من حقّهم أن يثوروا على الحرمان. لم يكن من حقّهم الدخول في لعبة كبيرة مرتبطة بالمشروع التوسّعي الإيراني، خصوصا أن ليس لديهم أي برنامج سياسي أو اقتصادي يعوّل عليه، لا لصعدة ولا للمحافظات المحيطة بها، ولا للشمال اليمني، ولا لليمن كلّه. الشعارات شيء، وحكم الدول شيء آخر.

استفاد “أنصار الله” إلى حدّ كبير من أخطاء الرئيس الانتقالي. استفادوا قبل ذلك من الانقلاب الذي نفّذه الإخوان المسلمون، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر والشيخ حميد عبدالله الأحمر على علي عبدالله صالح بعد خطفهم ثورة الشباب اليمني.

الاستفادة من ظروف معيّنة، للتمدّد خارج صعدة، شيء وحكم اليمن شيء آخر. لا يختلف العارفون في الشأن اليمني على أن ما سهّل على الحوثيين السيطرة كلّيا على صنعاء كان رهان عبدربّه منصور هادي على أنّ الإخوان المسلمين سيستنزفونهم في محافظة عمران، بفضل اللواء 310 الذي كان على رأسه العميد حميد القشيبي.

لم يستنزف الإخوان الحوثيين، ولم يستنزف الحوثيون الإخوان في مرحلة ما بعد “إعادة هيكلة القوات المسلّحة” اليمنية التي استهدفت، أوّل ما استهدفت، في العام 2012 إضعاف علي عبدالله صالح داخل المؤسسة العسكرية. على العكس من ذلك، كان وقوف الجيش اليمني على الحياد في عمران وراء إزالة “أنصار الله” الحاجز الأكبر في الطريق إلى الاستيلاء على صنعاء، تمهيدا للإعلان عن قيام نظام جديد في اليمن.

يأتي مؤتمر الرياض الذي تدعو إليه المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون، ليوفّر خشبة خلاص للحوثيين ولكل طرف من الأطراف اليمنية في وقت لا داعي لتكرار أن المبعوث الدولي جمال بنعمر لم يعد يمتلك أوراقا يلعبها. على العكس من ذلك، إنّه يحاول تدوير الزوايا بما ينسف المبادرة الخليجية. فعل ذلك عندما تحدّث أخيرا عن “اتفاق السلم والشراكة” الذي فرضه الحوثيون بقوة السلاح، والذي يتعارض تماما مع المبادرة التي تضمّنت تنحي علي عبدالله صالح وبدء عملية سياسية تتضمن مرحلة انتقالية يتخلّلها حوار وطني، وليس استيلاء “أنصار الله” على مؤسسات الدولة.

لا شك أنّ عبدربّه منصور هادي ما زال يمثّل شرعية ما في اليمن. ولكن مما لا شك فيه أيضا أن أيّ مؤتمر وطني يحتاج إلى أمرين. الأوّل تخلي “أنصار الله” عن وهم “اتفاق السلم والشراكة”، ثمّ عن “الإعلان الدستوري” الذي حلّوا بموجبه مجلس النوّاب الشرعي، والذي يستندون إليه لإظهار أنّهم الدولة. كان آخر دليل سلبي يشير إلى أنّهم يرفضون التصرّف بشكل طبيعي، أي كطرف من أطراف المعادلة اليمنية، عزلهم قائد القوات الجوية وتعيين ضابط موال لهم في هذا الموقع.

مثل هذا التصرّف لا يعكس إيجابية من أيّ نوع كان، بمقدار ما أنّه يوحي برغبة في متابعة التصعيد. يتّجه الحوثيون إلى التصعيد على الرغم من أنّه تبيّن، بما لا يقبل أي جدل، أن المواطنين في المحافظات الشمالية نفسها، وفي العاصمة، لا يمكن أن يقبلوا بدولة يسيطر عليها “أنصار الله”، أي إيران.

أمّا الأمر الآخر الذي يبدو مؤتمر الرياض في حاجة إليه، فهو مشاركة كلّ الأطراف اليمنية في الشمال والجنوب والوسط، خصوصا المؤتمر الشعبي العام الذي لا يزال صاحب الأكثرية في مجلس النوّاب. فلا أحد يستطيع أن يلغي أحدا في اليمن الذي تُطرح فيه مجددا مسألة الأحجام. وهذا يعني في طبيعة الحال الاعتراف بأنّ لا إجماع على شخصية معيّنة تعتبر ممثّلة للجنوب الذي يبقى مستقبله في غاية التعقيد، خصوصا في ظلّ الوضع الخاص لحضرموت ذات المساحة الشاسعة من جهة، والعلاقة التاريخية بين تعز في الوسط وميناء عدن، بكلّ ما يمثّله من ثقل وموقع استراتيجي من جهة أخرى.

من حسنات انتقال عبدربّه منصور إلى عدن، رفع غطاء الشرعية عن “أنصار الله” الذين يبدون اليوم مجرّد ميليشيا مذهبية مسلّحة تصرّ على أنّها قادرة على تأسيس الدولة. ليس في استطاعة اليمن العيش على وقع هذا الحدث، حدث انتقال الشرعية إلى عدن، بعدما أدّى الهدف المطلوب منه، خصوصا لجهة كشف طبيعة الحوثيين وطموحاتهم وافتقادهم إلى أي خبرة في إدارة شؤون محافظة، فكيف إذا كان الأمر متعلّقا باليمن كلّه بكلّ تعقيداته؟

سيشكل مؤتمر الرياض، الذي دعا إليه الملك سلمان بن عبدالعزيز، فرصة أخيرة أمام اليمنيين كي يجدوا صيغة جديدة لبلدهم تقيه خطر الحروب الأهلية التي لا نهاية لها. فالسعودية مهتمّة باليمن واستقراره ولديها مصلحة في ذلك.

هل يوفّر مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأجواء المطلوبة التي تسمح بحوار بين أطراف يعرف كلّ منها حجمه وقوتّه، أم يعمل الحوثيون بإيعاز إيراني على إفشال المؤتمر؟ الخوف كلّ الخوف أن يرفض “أنصار الله” التراجع عن “دولتهم” التي تأسست، في اليوم الذي دخلوا فيه صنعاء في الواحد والعشرين من أيلول ـ سبتمبر الماضي.

يبقى سؤال أخير، هل يوجد جناح حوثي عاقل، يزن الأمور على حقيقتها، يحول دون هذه الكارثة التي ستعود بالويلات على بلد لا يبعد كثيرا عن الصومال؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كي يكون مؤتمر الرياض فرصة لليمن كي يكون مؤتمر الرياض فرصة لليمن



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib