أبعد من تحقيق مع خليفة أحمد جبريل
زلزالان بقوة 4.9 و4.3 درجات يضربان ولاية باليكسير غربي تركيا دون تسجيل خسائر أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج
أخر الأخبار

أبعد من تحقيق مع خليفة... أحمد جبريل

المغرب اليوم -

أبعد من تحقيق مع خليفة أحمد جبريل

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

ليس التحقيق مع طلال ناجي، الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية – القيادة العامة» في دمشق سوى تعبير عن عمق التحولات التي تشهدها سوريا ولبنان في آن. لماذا سوريا ولبنان؟ الجواب أن تنظيم «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» الذي انشأه أحمد جبريل، الضابط الفلسطيني في الجيش السوري، لم يكن في يوم من الأيّام سوى أداة لدى الأجهزة السورية تستخدم في الداخل السوري كما تستخدم في لبنان في تنفيذ مهمات معيّنة تشير بوضوح إلى نيات النظام السوري السابق الذي طوى فرار بشّار الأسد، إلى موسكو صفحته إلى غير رجعة.

امتلك النظام السوري في عهدي حافظ وبشّار الأسد علاقة عضوية بـ«القيادة العامة» التي شكلت رأس حربته اللبنانية، في مرحلة ما قبل صعود «حزب الله»، في كلّ ما من شأنه إثبات أنّ لبنان ورقة لدى دمشق تستخدمها في كلّ مجال من المجالات. شمل ذلك التخلّص من شخصيات معيّنة مثل الصحافي سليم اللوزي، الذي خُطف في طريقه إلى مطار بيروت في العام 1980، ثم قتل بعد تعذيبه... ورميت جثته في أحراج عرمون قرب العاصمة اللبنانيّة.

فضّل حافظ الأسد، في كلّ وقت التخلّص من خصومه عبر أدوات مثل «القيادة العامة». ربّما كان اغتيال كمال جنبلاط، في مارس 1977 إحدى المرات القليلة التي تولت فيها الأجهزة السورية تنفيذ الجريمة بشكل مباشر. كشف ذلك مدى الحقد الشخصي لحافظ الأسد على الزعيم الدرزي اللبناني الذي رفض أن يكون في جيبه.

يفرض هذا التغيير الكبير والجذري التي تشهده سوريا، من خلال التحقيق مع طلال ناجي، فتح أعين كلّ طرف من الأطراف اللبنانية إلى الأبعاد المترتبة على أن سوريا لم تعد تحت حكم علوي. لم يكن الحكم العلوي يتورع عن استخدام فلسطينيين لارتكاب جرائمه أكان ذلك في حقّ الفلسطينيين أنفسهم أو في حق سوريا وشعبها أو في حقّ اللبنانيين. كان أحمد جبريل، إلى حين وفاته وفي ضوء العلاقة التي أقامها مع إيران، بعد تلك التي أقامها مع معمّر القذافي، كابوساً سورياً ولبنانياً في آن.

كانت «القيادة العامة» التي هي انشقاق عن «الجبهة الشعبيّة» التي أسسها الدكتور جورج حبش، مع مجموعة من رفاقه في حركة القوميين العرب تأكيداً لرفض حافظ الأسد، لوجود قرار فلسطيني مستقل. قال حافظ الأسد، في خطاب له إن القرار الفلسطيني المستقل «بدعة» من منطلق أن «فلسطين جنوب سوريا».

بغض النظر عن أهمّية طلال ناجي، أو عدم أهمّيته، يظلّ تاريخ «القيادة العامة» تعبيراً عن وحشية النظام السوري من جهة ورغبته في إخضاع لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية وتدجينهما من جهة أخرى. من هذا المنطلق استُخدمت «القيادة العامة» في عملية تدمير مخيم اليرموك في دمشق وتهجير أهله في أثناء الثورة السورية التي اندلعت في مارس 2011.

الأهمّ من ذلك كلّه، كانت وجهة استخدام أحمد جبريل، في لبنان.

وتبقى عملية تدمير فنادق بيروت مثلاً صارخاً على ذهنية حافظ الأسد، وكيفية تفكيره وأسلوب نهجه. في أواخر العام 1975 ومطلع العام 1976ـ كنت أعمل وقتذاك في صحيفة «النهار»ـ شاهدت بنفسي كيف دمّر أحمد جبريل، الخبير في المتفجرات، فنادق لبنانية في منطقة الزيتونة. كان يشرف شخصيّاً على إحداث فجوات ينتقل منها مقاتلوه من فندق إلى آخر. لم ينج فندق واحد من عملية التدمير الممنهجة التي كانت «القيادة العامة» تنفذها بهدف إرضاء نظام سوري حاقد على بيروت كما كان حاقداً على كلّ مدينة سوريّة ولبنانية، خصوصاً طرابلس. كان النظام السوري السابق حاقداً على لبنان ككلّ على السنّة قبل المسيحيين وعلى المسيحيين قبل السنّة... وعلى الدروز طبعا وعلى كلّ صوت شيعي مستقلّ يدرك أن لبنان وطن نهائي لكلّ أبنائه.

يعطي فكرة عن مدى خطورة الدور الذي لعبته «القيادة العامة» الإصرار على إبقاء قواعد عسكرية في الأراضي اللبنانية، في الناعمة (قضاء الشوف) وفي جنتا في سلسلة الجبال الشرقية غير بعيد عن الحدود السوريّة. عبر هذه القواعد الفلسطينية، أراد حافظ وبشّار الأسد تأكيد أن لدى النظام السوري موطئ قدم دائماً في لبنان. ما الفائدة من تلك القواعد التي لم يكن لديها من هدف سوى ضرب السيادة اللبنانية والاستهزاء السوري بالبلد... أي الانتصار على لبنان بلد الانتصار على إسرائيل؟

لم يكن التحقيق مع طلال ناجي، مجرّد تحقيق مع خليفة أحمد جبريل، الذي سيتبيّن يوماً أنّ تنظيمه لم يكن بعيداً عن تفجير طائرة «بان اميركان» فوق مدينة لوكربي، في أواخر العام 1988. لم تكن تلك العملية عملية ليبية فقط بمقدار ما كانت هناك جهات عدة مشاركة فيها.

بخروج إيران من سوريا، حصل انقلاب إقليمي كبير. لا شكّ أنّه ستكون للانقلاب انعكاساته على لبنان وعلى كلّ دولة في المنطقة، بما في ذلك عمليات تهريب المخدرات إلى دول الخليج العربي والسلاح إلى الأردن.

قد يستطيع لبنان الاستفادة من التحوّل السوري ذي الطابع العميق وذلك على الرغم من كلّ التعقيدات التي تواجه النظام الجديد في دمشق، وهو نظام لايزال أمامه الكثير كي يثبت أنّّه أهل لتولي المسؤوليات في بلد مركب ومتنوع لا يمكن أن يواجه استحقاقات المرحلة الراهنة بفكر «هيئة تحرير الشام».

يستطيع لبنان القول إنّه تخلّص من كابوس أحمد جبريل و«القيادة العامة» وأدوات النظام العلوي السوري الذي آمن بحلف الأقلّيات وبأنّ لديه القدرة على تغيير طبيعة سوريا ولبنان... وهو ما فشل فيه فشلاً ذريعاً!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبعد من تحقيق مع خليفة أحمد جبريل أبعد من تحقيق مع خليفة أحمد جبريل



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 09:18 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026
المغرب اليوم - ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib