انسحاب سوريّ… أو سقوط المشروع العلويّ – الإيرانيّ
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

انسحاب سوريّ… أو سقوط المشروع العلويّ – الإيرانيّ

المغرب اليوم -

انسحاب سوريّ… أو سقوط المشروع العلويّ – الإيرانيّ

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

لم يكن انسحاب الجيش السوري من لبنان قبل عشرين عاماً نهاية احتلال بلد لبلد آخر وحسب، بل كان حدثاً تاريخيّاً على صعيد لبنان وسوريا في آن، وعلى صعيد المنطقة كلّها. ما سقط يوم 26 نيسان 2005 كان سقوطاً لمشروع إقليمي متكامل بدأه حافظ الأسد وورثته إيران، التي فشلت في الاستمرار فيه بعد ارتكابها خطأ محاولة استغلال حرب غزّة لخوض حروب خاصّة بها في المنطقة… بدءاً بفتح جبهة جنوب لبنان مع إسرائيل.

 

سقط المشروع الإيراني، وقبله المشروع العلويّ السوري، في ضوء انتفاء وحدة المصالح التي جمعت بين “الجمهوريّة الإسلامية” والنظام السوري السابق من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. لم يعد مفيداً الكلام الذي صدر عن حسن نصرالله، في مرحلة ما قبل اغتياله، عن “قواعد الاشتباك” مع إسرائيل. لم تعد تلك القواعد قائمة، أقلّه لسبب واحد.

يعود هذا السبب إلى أنّ حرب غزّة التي بدأتها حركة “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأوّل) 2023، أدخلت المنطقة مرحلة جديدة وجدت فيها إسرائيل أنّ كلّ التفاهمات التي كانت تجمع بينها وبين دمشق وطهران و”حماس”، ارتدّت عليها سلباً.

الانسحاب على دمّ الحريري

قبل عشرين عاماً، جاء انسحاب الجيش السوري من لبنان، على دمّ رفيق الحريري، ليكون الإشارة الأولى إلى أنّ جيش الأسد سينسحب من سوريا أيضاً في ضوء فشل مشروع حلف الأقلّيات، الذي سعت “الجمهوريّة الإسلاميّة” إلى إحيائه، مستغلّة الخروج السوري من لبنان. مع الخروج السوري من لبنان، سعت إيران إلى وضع يدها على البلدَين في الوقت ذاته.

كان الهدف الإيراني تحقيق ما لم يستطِع حافظ الأسد وبشّار الأسد تحقيقه، أي تغيير طبيعة سوريا ولبنان عبر ربط كلّ من البلدين بالبلد الآخر عبر حلف علويّ – شيعيّ يُخرج العلويّين من موقع الأقلّيّة الحاكمة لسوريا بالقوّة والنار… وشعارات “المقاومة” و”الممانعة”. يفسّر ذلك تلك الاندفاعة المجنونة لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة” الإيرانية من أجل إنقاذ النظام العلويّ في ضوء الثورة الشعبية التي اندلعت في سوريا في آذار 2011.

الوجود الإيرانيّ كان مصطنعاً

نجحت إيران في مشروعها مؤقّتاً. يعود سبب نجاحها، الذي بقي مؤقّتاً، إلى أنّ وجودها في سوريا ولبنان كان وجوداً مصطنعاً. كلّ ما في الأمر أنّها فشلت في تغيير التركيبة الديمغرافية في البلدين بعدما اعتمدت، مثلها مثل حافظ الأسد، على الربط بين علويّي سوريا وشيعة لبنان. وهو ربط استهدف خلق قناعة لدى شيعة لبنان بأنّ مستقبلهم مرتبط ببقاء النظام العلويّ في سوريا.

لحسن الحظّ،  لم ينطلِ الطرح العلويّ، بدايةً، والإيراني، لاحقاً، على كلّ الشيعة. احتاج الربط في مرحلة معيّنة إلى عنصر مسيحيّ وفّره ميشال عون. قبِل ميشال عون في نهاية المطاف أن يكون مرشّح “الحزب” لرئاسة الجمهورية ونفّذ في السنوات الستّ التي أمضاها في قصر بعبدا، مع صهره جبران باسيل، كلّ المطلوب منه إيرانياً، بما في ذلك تغطية جريمة تفجير مرفأ بيروت في آب من عام 2020.

فعل ذلك عن طريق مواقف عدّة، بينها الاعتراض على أيّ تحقيق دولي في جريمة المرفأ، خشية كشف حقيقة الغرض من تخزين كميّة ضخمة من مادّة نيترات الأمونيوم في أحد عنابره طوال سنوات… وهو أن تُستخدم في الحرب على الشعب السوري!

لم يكن الاحتلال السوري للبنان سوى تعبير عن أزمة داخلية يعيشها النظام العلويّ في سوريا الذي عاني في كلّ وقت، منذ اللحظة الأولى لقيامه، عقدة الأقلّيّة الساعية إلى السيطرة على بلدٍ الأكثريّةُ فيه سنّيّة. في الواقع، جاء الخروج من لبنان تتويجاً لفشل النظام السوري على كلّ المستويات، وهو فشل عبّرت عنه تغطية بشّار الأسد لاغتيال رفيق الحريري، غير مدرك للنتائج التي ستترتّب على ذلك.

تبدو الذكرى العشرون للخروج السوري من لبنان مناسبة للتفكير جدّيّاً في أنّ أبعاد هذا الحدث لم تتبلور على أرض الواقع إلّا بعد مرور سنوات طويلة. لو لم يكن الأمر كذلك، لما حصل هذا الانقلاب الكبير الذي شهدته سوريا، وهو انقلاب متمثّل بسقوط النظام العلويّ وخروج إيران من البلد كلّه ومن لبنان أيضاً.

مَن لديه شكّ في خروج إيران من لبنان يستطيع سؤال نفسه: هل كان ممكناً انتخاب جوزف عون رئيساً للجمهوريّة لو بقي “الحزب” متحكّماً بالحياة السياسية اللبنانية؟

المنطقة تغيّرت

أكثر من أيّ وقت، توجد حاجة لبنانية إلى استيعاب ما حصل قبل عشرين عاماً. أكثر من أيّ وقت، يحتاج لبنان، من دون أيّ تسرّع، إلى فهم أنّ المنطقة تغيّرت كلّيّاً، وأنّ عليه عدم تفويت فرصة الدعم الدولي، خصوصاً الأميركي، لفكرة الحاجة إلى جدول زمني واضح كلّ الوضوح للتخلّص من سلاح “الحزب”.

لا مكان لهذا السلاح في جنوب الليطاني ولا في شماله بمقدار ما أنّ الحاجة ملحّة إلى الاقتناع بأنّ البديل من الدعم الدولي للبنان، أي للاندفاعة التي سمحت بانتخاب رئيس للجمهورية، ليس مرشّح إيران، بل هو الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. الأمر الوحيد الأكيد أنّ المبعوثة الأميركيّة مورغان أورتاغوس تقدّم النصائح الصادقة إلى لبنان ولا تريده الوصول إلى مرحلة يواجه فيها إسرائيل وحيداً كما حصل مع “حماس” في غزّة.

إقرأ أيضاً: لن تكون قضيّة علويّة في سوريا…

ثمّة درس لا مفرّ من استيعابه في ضوء سقوط المشروع الإيراني في لبنان، وهو مكمّل للمشروع العلويّ لحافظ وبشّار الأسد. يتلخّص هذا الدرس في أنّ أمام لبنان فرصة يجب عدم تركها تفلت. إنّها فرصة الاستجابة لما تطرحه مورغان أورتاغوس، بوضوح ليس بعده وضوح، بدل تركها تدير ظهرها للبنان وتركه لمصيره أمام آلة الحرب الإسرائيلية… فيكون مصيره مصير غزّة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انسحاب سوريّ… أو سقوط المشروع العلويّ – الإيرانيّ انسحاب سوريّ… أو سقوط المشروع العلويّ – الإيرانيّ



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib