الحزب وسلاحه عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

الحزب وسلاحه: عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني

المغرب اليوم -

الحزب وسلاحه عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني

خير الله خير الله
بقلم - خيرالله خيرالله

فرض “الحزب” بفضل السلاح تأجيلاً، وإن مؤقّتاً، لقرار لبناني في شأن التخلّص من سلاحه الذي تحوّل عبئاً على البلد. لا تفسير آخر لإصرار “الحزب” على الاحتفاظ بسلاحه، الذي لن يكون أمامه غير التخلّص منه عاجلاً أم آجلاً، سوى رغبته في تكريس الاحتلال الإسرائيلي لمواقع في جنوب لبنان وتأكيد أنّ وظيفة هذا السلاح لم تنتهِ بعد.

يقتات “الحزب” من استمرار الاحتلال ويستخدمه لتبرير الاحتفاظ بسلاحه الذي لم يستخدم في يوم من الأيّام إلّا في خدمة غرض واحد هو الغرض الإيراني. حصل ذلك داخل لبنان وفي سوريا، عبر المشاركة في الحرب على الشعب السوري، وفي اليمن حيث كان لعناصر حزبية لبنانيّة دور تاريخي في تحويل الحوثيين إلى قوّة عسكرية استخدمت طويلاً في ابتزاز دول الخليج العربي.

لا انسحاب ولا إعادة إعمار؟

ليس سرّاً أن لا خروج لإسرائيل من المواقع الخمسة التي تسيطر عليها في جنوب لبنان، ولا إعادة إعمار للقرى المدمّرة، ولا عودة للنازحين إلى قراهم المحاذية للحدود ما دام سلاح “الحزب”، وهو سلاح إيراني، موجوداً. هذا ما يعرفه “الحزب” جيّداً، وقبل غيره. لكن ما العمل مع فريق لبناني يرى في استمرار الاحتلال الإسرائيلي مصلحة ذات طابع وجوديّ له ومبرّراً للاحتفاظ بسلاح يستقوي فيه على البلد وعلى اللبنانيّين الآخرين.

تبقى “حصريّة السلاح”، بموجب جدول مواعيد واضح، مدخلاً محتملاً لزوال الاحتلال، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار موازين القوى على الأرض. كشفت موازين القوى تلك تفوّقاً عسكريّاً وتكنولوجيّاً إسرائيليّاً واضحاً في كلّ مجال. تعبّر عن التفوّق عمليّة الـ”بيجرز” والاغتيالات التي شملت معظم رجال الصفّ الأوّل من القادة العسكريين والأمنيّين في “الحزب”، بما في ذلك حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين.
وقعت هزيمة نتيجة حرب اتّخذ “الحزب” قراراً بشنّها على إسرائيل بمعزل عن الدولة اللبنانية وما بقي من مؤسّساتها

اللافت أنّ الاغتيالات التي تنفّذها إسرائيل مستمرّة وتشير إلى اختراقات في العمق لـ”الحزب” وإلى وجود بنك معلومات لا ينضب لدى الدولة العبريّة التي تبيّن أنّها تعرف عن “الحزب” وتركيبته، بل عن أحوال إيران نفسها، أكثر بكثير ممّا يُعتقد وأكثر بكثير ممّا كان يعرفه الراحل حسن نصرالله عن ميناء حيفا!

لا هدايا مجّانيّة

لا وجود لهدايا مجّانيّة في عالم السياسة. توجد هزيمة يرفض “الحزب”، ومن خلفه إيران، دفع ثمنها. أكثر من ذلك، يريد من لبنان واللبنانيّين وأهل الجنوب من شيعة وغير شيعة، دفع ثمن هزيمة مدوّية. وقعت هزيمة نتيجة حرب اتّخذ “الحزب” قراراً بشنّها على إسرائيل بمعزل عن الدولة اللبنانية وما بقي من مؤسّساتها، بما في ذلك الجيش اللبناني. لم يكن من منطق آخر لـ”حرب إسناد غزّة”، انطلاقاً من جنوب لبنان، غير المنطق الإيراني القائم على جمع أوراق إقليمية تساعد طهران في عقد صفقة مع أميركا. بات مطلوباً من لبنان دفع ثمن الفشل الإيراني، وهو فشل شمل خسارة سوريا التي لم تعد تحت سيطرة “الجمهوريّة الإسلاميّة” منذ 8 كانون الأوّل 2024، يوم فرار بشّار الأسد إلى موسكو.

إسرائيل

يبدو منطقيّاً في نهاية المطاف، بالنسبة إلى “الحزب”، الهرب من الاستحقاق  المتمثّل بمرحلة ما بعد تسليم السلاح. يتمثّل هذا الإستحقاق في كيفيّة التعاطي مع إسرائيل التي لا تبدو مستعدّة للتخلّي عن المواقع الخمسة والسماح بإعادة الإعمار من دون توفير ضمانات لبنانية محدّدة. يفضّل “الحزب”، ومن خلفه إيران، تفادي الوصول إلى تلك المرحلة. يفضّل استمرار الاحتلال، خدمةً لما تريده “الجمهوريّة الإسلاميّة” بدل مواجهة الأسئلة الحقيقية.  تعني هذه الأسئلة، بين ما تعنيه، العودة إلى اتّفاق الهدنة لعام 1949، وهو اتّفاق تطالب إسرائيل بالعودة إليه، لكن بعد إضافة شروط أخرى يظهر أنّها مصرّة عليها منذ فترة طويلة.
ليس سرّاً أن لا خروج لإسرائيل من المواقع الخمسة التي تسيطر عليها في جنوب لبنان ما دام سلاح “الحزب”، وهو سلاح إيراني موجوداً

لا خيار آخر أمام لبنان، في حال كان يريد بالفعل إعادة بناء نفسه والعودة إلى لعب دور على الصعيد الإقليمي، غير تجاوز موضوع سلاح “الحزب” والتفكير، من الآن، في كيفيّة الانتقال إلى مرحلة ما بعد زوال هذا السلاح الذي لم يحمِ البلد بل تسبّب له بسلسلة من الكوارث. حصل ذلك بالتفاهم الضمنيّ مع إسرائيل في أحيان كثيرة.

لن يكون أمام لبنان غير خيار إعداد نفسه لمرحلة ما بعد سلاح “الحزب” الذي لم تكن له في يوم من الأيّام  سوى جهة استخدام واحدة هي الداخل، بدءاً بتغيير طبيعة المجتمع الشيعي وصولاً إلى العمل على تكريس احتلال إسرائيل لمواقع في الجنوب… مروراً باغتيال رفيق الحريري ورفاقه وشخصيّات لبنانية أخرى من أجل تكريس انتصار ثقافة الموت على ثقافة الحياة.

ليس طلب تحديد جدول زمنيّ لإزالة سلاح “الحزب” طلباً أميركيّاً وإسرائيلياً. إنّه طلب الأكثريّة اللبنانيّة أوّلاً. تلك الأكثريّة التي تحلم بانتصار ثقافة الحياة وعودة لبنان إلى الحضن العربي بديلاً من الحضن الإيراني.

باختصار شديد لا وجود لأيّ مصلحة تجمع بين لبنان وإيران في الظروف الراهنة. لكلّ بلد من البلدين مصلحته. أولويّة لبنان تتجاوز مرحلة سلاح “الحزب” الذي لن يكون ممكناً إعادة تأهيله. يعود ذلك إلى القرار الإسرائيلي بالتخلّص من التفاهمات التي كانت تتحكّم بالعلاقة بين “الحزب” والدولة العبريّة، أي ما يعرف بـ”قواعد الاشتباك”. ويعود إلى التغيير الكبير الذي حصل في سوريا. قطع النظام الجديد في سوريا الطريق على إمداد “الحزب” بالسلاح والمال. سيكتشف “الحزب” أن لا مفرّ من هذا الواقع، وسيكتشف أنّ عليه العيش في لبنان جديد مختلف. لن يكون أمام  لبنان الجديد غير التفكير في ما عليه عمله إن بالنسبة إلى التعاطي مع سوريا وإن بالنسبة إلى التعاطي مع إسرائيل وتحديد طبيعة العلاقة بها في حال كان يسعى بالفعل إلى استعادة المواقع الخمسة المحتلّة… وفي حال كان يريد بالفعل الخروج من دور الرهينة الإيرانية ومن عقدة الخوف من إصبع الراحل  حسن نصرالله وشبح 7 أيّار 2008.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحزب وسلاحه عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني الحزب وسلاحه عبءٌ لبناني في خدمة مشروعٍ إيراني



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib