التّحدّي الدّاخليّ أهمّ من السّلام السّوريّ – الإسرائيليّ
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

التّحدّي الدّاخليّ أهمّ من السّلام السّوريّ – الإسرائيليّ

المغرب اليوم -

التّحدّي الدّاخليّ أهمّ من السّلام السّوريّ – الإسرائيليّ

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

في ضوء الأحداث التي تشهدها سوريا منذ سقوط النظام العلويّ الذي كان على رأسه بشّار الأسد، يبدو أكثر سهولة على الرئيس الانتقالي أحمد الشرع التوصّل إلى اتّفاقات على مراحل مع إسرائيل من تحقيق مصالحة حقيقية على صعيد البلد. الكلام هنا عن طلب توقيع سلسلة اتّفاقات مع إسرائيل طرحه على دمشق المبعوث الأميركي توم بارّاك لدى زيارته العاصمة السوريّة أخيراً.

اللافت أنّ النظام السوري الجديد وضع نفسه في مستوى الأحداث عندما تعلّق الأمر بإسرائيل والعلاقة مع الولايات المتّحدة، لكنّه يبدو مرتبكاً في التعاطي مع التطوّرات الداخليّة، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالدروز والمسيحيّين الذين يشكّلون مكوّنَين أساسيَّين في التركيبة السوريّة، وذلك منذ استقلال البلد في أربعينيّات القرن الماضي.

الأكيد أنّه لا يمكن في هذا المجال تجاهل الأقلّيّة العلويّة، لكنّ موضوع هذه الأقلّيّة يظلّ موضوعاً شائكاً في غاية التعقيد بسبب ممارسات النظام الذي قام في عام 1966 واستمرّ حتّى نهاية 2024 نتيجة الانقلاب العسكري الذي قاده صلاح جديد وحافظ الأسد. اتّسم هذا النظام بوحشيّة ليس بعدها وحشيّة، خصوصاً منذ تفرّد حافظ الأسد بالسلطة في 1970 وبعد اندلاع الثورة الشعبية في وجه كلّ ما يمثّله بشّار الأسد ربيع 2011.

اللافت أنّ النظام السوري الجديد وضع نفسه في مستوى الأحداث عندما تعلّق الأمر بإسرائيل والعلاقة مع الولايات المتّحدة
استعادة تجربة الأسد؟

يبدو أنّ أحمد الشرع يضع نصب عينيه تجربة حافظ الأسد الذي ضمِن لنظامه، بفضل اتّفاق ضمنيّ مع إسرائيل، الاستمرار طوال 54 عاماً. حتّى إنّه استطاع توريث سوريا لنجله بشّار على الرغم من عدم امتلاك الأخير أيّ مؤهّلات تُذكر، باستثناء الإعجاب الشديد بشخص الراحل حسن نصرالله والتورّط أكثر في العلاقة مع إيران وصولاً إلى لعب “الجمهوريّة الإسلاميّة” الدور الأساسي في قمع ثورة الشعب السوريّ.

الأكيد أنّ أحمد الشرع يتساءل لماذا وقفت إسرائيل موقف المتفرّج حيال كلّ ما يدور في سوريا ولم ترفع الغطاء عن بشّار إلّا في أواخر 2024 بعدما أجبرته إيران على تمرير أسلحة متطوّرة، بينها صواريخ، إلى “الحزب” في لبنان. وقتذاك، قال بنيامين نتنياهو عبارته المشهورة: “إنّ بشّار يلعب بالنار”.

توصّل حافظ الأسد سرّاً، عبر وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر إلى نقاط تفاهم مع إسرائيل في أيّار 1974 احترمها بدقّة ليس بعدها دقّة. وقّع الورقة، “التي أُبلغت شفهيّاً إلى إسرائيل”، حسب النقطة ذات الرقم خمسة، كلٌّ من كيسنجر وعبدالحليم خدّام بصفة كونه وزير الخارجية السوريّ.

احترم الأسد الأب نقاط التفاهم إلى درجة جعلته يحظى باحترام إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل الذي أشار إلى الموضوع في اللقاء الأخير الذي عقده مع ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، عند معبر إيريز، وذلك قبل فترة قصيرة من اغتيال رابين في تل أبيب في تشرين الثاني من عام 1995. استناداً إلى الشخص الذي كان يتولّى مهمّة الترجمة بين “أبو عمّار” ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وجّه رابين لوماً شديداً إلى الزعيم الفلسطيني لأنّه “لا يلتزم الاتّفاقات التي يوقّعها”. أضاف، وهو ينظر إلى عيني “أبو عمّار”، أنّ حافظ الأسد “التزم الفاصلة في الاتّفاق الشفهيّ” الذي توصّلنا إليه معه. كان يشير بذلك إلى نقاط التفاهم بين الأسد الأب وكيسنجر. ورد في النقطة ذات الرقم 6 من نقاط التفاهم أنّ هذا الاتّفاق “سرّيّ” لكنّه “سيبلَّغ إلى حكومة إسرائيل شفهيّاً”.

من الواضح أنّ أحمد الشرع يتطلّع إلى استعادة تجربة حافظ الأسد الذي سمحت له نقاط التفاهم مع كيسنجر، التي تركّز على ضمان أمن جبهة الجولان، بالبقاء في السلطة طويلاً…

يبدو أنّ أحمد الشرع يضع نصب عينيه تجربة حافظ الأسد الذي ضمِن لنظامه، بفضل اتّفاق ضمنيّ مع إسرائيل، الاستمرار طوال 54 عاماً
الخروج من الذّهنيّة القديمة

أقام حافظ الأسد، بعقله الشيطاني، نظاماً عائليّاً – طائفيّاً – أمنيّاً استخدم فيه سُنّة الريف في وجه سُنّة المدن، مع استثناءات قليلة. سيطر على كلّ سوريا من خلال توفير الضمانات المطلوبة إسرائيليّاً. الخوف كلّ الخوف، إذا لاحظنا كيفيّة تصرّف الحكومة السوريّة بعد مجزرة كنيسة مار إلياس في دمشق، أنّ الحاجة تبدو، أكثر من أيّ وقت، إلى تفادي الاستعانة بالغطاء الإسرائيلي لتبرير عمليّة ذات طابع خطِر تستهدف نشر مزيد من التخلّف والمذهبيّة والطائفيّة في طول سوريا وعرضها. ما لا بدّ من ملاحظته رفض الحكومة السوريّة وصف ضحايا مجزرة الكنيسة التي ارتكبها “داعشيّ” بـ “الشهداء”. جاء ذلك من منطلق أنّ المسلم وحده يدخل الجنّة.

ثمّة تمييز واضح بين مواطن سوري ومواطن آخر. ثمّة تمييز بين السنّة والمواطنين الآخرين. ثمّة تمييز أيضاً بين سنّة الريف وسنّة المدينة، وهي لعبة أتقنها حافظ الأسد الذي كان يكنّ كرهاً شديداً لسنّة المدن الكبرى مثل دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقيّة.

هل يستعيد أحمد الشرع تجربة حافظ الأسد ويبني نظاماً شبيهاً بالذي بناه الدكتاتور الراحل الذي بنى نظامه على تسليم الجولان في عام 1967، وكان وقتذاك وزيراً للدفاع، وعلى نقاط التفاهم مع كيسنجر التي وفّر فيها في 1974 كلّ الضمانات المطلوبة إسرائيليّاً؟

إقرأ أيضاً: شماتة إيرانيّة بلبنان!

في عام 2025، يصعب تكرار تجربة حافظ الأسد في سوريا حتّى لو كان ذلك عن طريق الاستعانة بالأكثرية السنّيّة، وحتّى لو قدّمت إسرائيل كلّ الضمانات المطلوبة، وحتّى لو رفعت الإدارة الأميركيّة العقوبات المفروضة على البلد.

من المفيد، في نهاية المطاف، تخليّ أحمد الشرع عن عقدة إسرائيل والمتاجرة بالجولان كما فعل حافظ الأسد ووريثه. لكنّ من المفيد أيضاً الاعتراف بأنّ سوريا في حاجة إلى الخروج من ذهنيّة العائلة الحاكمة ومن أيديولوجية “هيئة تحرير الشام”. يمثّل مثل هذا الخروج التحدّي الأبرز أمام النظام الجديد. إنّه تحدٍّ داخليّ يبدو أصعب بكثير من تحدّي السلام مع إسرائيل على الرغم من كلّ التسهيلات والإغراءات الأميركيّة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التّحدّي الدّاخليّ أهمّ من السّلام السّوريّ – الإسرائيليّ التّحدّي الدّاخليّ أهمّ من السّلام السّوريّ – الإسرائيليّ



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib