رسومات شيطانية
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

رسومات شيطانية

المغرب اليوم -

رسومات شيطانية

توفيق بو عشرين


أما وإن الصدمة قد زالت عن فرنسا، وعبر المسلمون، شعوبا وحكومات، عن إدانتهم للإرهاب، ورفضهم مواجهة الريشة بالرصاص، فإن الوقت حان لمناقشة «شارلي إيبدو» في خطها التحريري وفي رسالتها الإعلامية وفي أسلوب تناولها للأديان، وخاصة الإسلام…

كما أن هناك من رفع شعار: «أنا شارلي»، هناك من حمل شعار: «أنا لست شارلي»، وهذا التناقض في الشعارات يعكس الجدل الدائر في فرنسا وأوروبا والعالم حول أسلوب استفزاز المسلمين، ومدى خدمته للتعصب والتطرف أو العكس. لا بد، أولا، أن نشير إلى أن مجلة «شارلي إيبدو» كانت على وشك أن تقفل أبوابها وأن تتوقف عن الصدور بسبب الأزمة الاقتصادية التي كانت تعانيها، وهي أزمة ناتجة عن أن القراء الفرنسيين لم يعودوا منذ سنوات يقبلون على قراءتها. هذه مجلة كانت تطبع حوالي 60 ألف نسخة، لكنها لا تبيع سوى خمسة آلاف إلى ستة آلاف نسخة كل أسبوع، وهذا معناه أن الشريحة الكبرى من القراء الفرنسيين لم تكن تتفق مع خط تحرير المجلة القائم على الاستفزاز والسخرية من كل شيء دون حدود ولا ضوابط…

 لقد كشفت حادثة «شارلي إيبدو» سوء فهم كبيرا موجودا في الغرب نحو المسلمين ونحو الإسلام، فجل ما يروج في الإعلام وعلى لسان السياسيين منبعه الكليشيهات الخاطئة عن الدين المحمدي وخلط بين الإسلام وتطرف القلة القليلة من أبنائه اليوم في الشرق والغرب لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية بالأساس قبل أن تكون عقائدية أو مذهبية، حتى إن كاتبا فرنسيا سطحيا اقترح على المسلمين قبل أسابيع إلغاء ثلثي القران الكريم إن هم أرادوا العيش بسلام في عالم اليوم، بل هناك من ذهبت به أوهام الإسلاموفوبيا إلى حدود تصور إمكانية إقامة خلافة إسلامية في فرنسا وفوز بلعباس بالانتخابات الرئاسية في فرنسا، وإجبار النساء الفرنسيات على وضع الحجاب ولزوم بيوتهن…

مناقشة الأديان والعقائد والكتب المقدسة والتشريعات السماوية تقليد قديم في الشرق والغرب، وهذا أمر لا يمكن أن يتوقف، وهو جزء من الأديان نفسها، لكن هذا تمرين فكري وعلمي وديني بين المتخصصين والعلماء والمثقفين، وليس مادة للاستهزاء بين رسامي الكاريكاتور، ولا مادة إعلامية لإحداث الصدمة لدى الآخرين وإجبارهم على رد الفعل…

الفاتيكان كان ذكيا وحكيما وهو يرى أن الجدل ينزلق إلى ما يشبه عودة الحرب الدينية بين المسلمين والمسيحيين، لهذا سارع بابا الفاتيكان إلى القول: «لا يمكنك أن تستفز الآخرين أو تُهين عقائدهم.. لا يمكنك أن تسخر من العقيدة. إن حرية العقيدة وحرية التعبير من حقوق الإنسان الأساسية لكن لا يجب أن تكون حرية التعبير مُسيئة».

قبل 27 سنة من اليوم انفجرت قضية مثل هذه في بريطانيا بمناسبة صدور رواية ‘‘آيات شيطانية’’ للكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي، وفيها تعرض لحياة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، فقامت القيامة والتقط الخميني الخيط، وأصدر فتوى بهدر دم الكاتب البريطاني باعتباره تجرأ على مقدسات المسلمين، فهب الغرب كله للتضامن مع سلمان رشدي وقامت القيامة…

بادرت جمعيات إسلامية في لندن سنة 1989 برفع دعوى قضائية ضد ناشر ومؤلف ‘‘آيات شيطانية’’ بدعوى إهانة المعتقد الإسلامي، فماذا قالت المحكمة في حكمها الصادر في نوفمبر 1991؟ «المحكمة تجد نفسها في وضع لا يسمح لها بالفصل في موضوع القضية وحيثيات ذلك من جانبين؛ أولا، إن القوانين البريطانية تسمح لمن يشاء بإنكار الدين أو بمناقشة تعاليمه، وذلك عملا بمبدأ حرية كل إنسان في ما يؤمن به، لكن القوانين في بريطانيا، في الوقت نفسه، لا تسمح بإهانة الدين blasphemy لأن ذلك يخرج عن مبدأ حرية كل إنسان في عقيدته، باعتبار أن إهانة أي دين هي عدوان على عقائد المؤمنين به، يمس ضمائرهم ويجرح شعورهم، والخلاصة هنا أن إنكار الدين أو مناقشته يمكن أن يكون من أعمال حرية الفكر، لكن إهانة الدين اعتداء على حرية آخرين لهم الحق في كرامة عقائدهم».

المبرر الثاني الذي دفع المحكمة إلى عدم إصدار الحكم هو أن القوانين في بريطانيا لا تجرم سوى إهانة الدين المسيحي، وأن القضاة ليس أمامهم نصوص تسمح لهم بمساواة الإسلام بالمسيحية في هذا الباب، غير أن المحكمة، وتبعا للتقاليد القضائية البريطانية، لفتت انتباه البرلمان إلى أن بريطانيا أصبحت بلدا تعددت فيه الأديان على عكس ما كان عليه الأمر وقت وضع قوانين حظر إهانة الدين المسيحي، لذلك فإن حقوق غير المسيحيين من المواطنين البريطانيين قد تتطلب إجراء تعديلات وإضافة قوانين تحمي الأديان الأخرى من الإهانة.

حتى وإن لم تصدر المحكمة حكما في الموضوع، فإنها أقرت بمبدأ الفصل بين حرية التعبير وحق الأديان وأتباعها في حفظ كرامة ما يعتقدون. هذا ليس كلام شيخ في الأزهر أو الزيتونة أو القرويين أو النجف أو قم أو مكة أو المدينة… هذا كلام قاض بريطاني في لندن… حلل وناقش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسومات شيطانية رسومات شيطانية



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib