بلطجي بلباس دركي
زلزال بقوة 6.7 درجات يضرب جزر أندامان الهندية زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا في جنوب المحيط الهادئ دون تسجيل أضرار زلزال بقوة 5.6 يضرب قبالة سواحل اليابان دون وقوع أضرار أو تحذيرات من تسونامي السلطات في الفلبين تجلي ما يقرب من مليون شخص مع قرب وصول إعصار "فونج-وونج" وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى
أخر الأخبار

بلطجي بلباس دركي

المغرب اليوم -

بلطجي بلباس دركي

توفيق بو عشرين

«غادي نشوه دين مك الموسخة… ماذا تحسبين نفسك أنت وسخة، هل تعتقدين أنك جميلة، أنت عاهرة وأنا سأنتقم منك، وسأشوه سمعتك، وغاندي نخلي دار بوك»… ترد الفتاة المعتقلة في سيارة الدركي وهي بلباس البحر وصوتها يرتجف من الخوف: «لا تسبني»، فيرد الدركي بسبها وسب أمها، فترد: «لا تسب أمي»، فيتمادى في الأمر وهو غاضب فيقول: «أسبك وأسب أمك فماذا أنت فاعلة؟»، تتراجع المسكينة إلى الوراء وتقول: «الله موجود»، وبجهالة ووقاحة سب الدركي البلطجي الله عز وجل، وقال لها: «أنا ذاهب إلى جهنم وسآخذك معي»…

هذا ليس مقطعا من فيلم يصور الشطط في استعمال السلطة، ولا مقطعا من قصة متخيلة.. هذا مشهد واقعي من الدار البيضاء لفيديو وضع حديثاً في قناة يوتيوب، وشاهده الملايين في ظرف قياسي وعلق عليه الآلاف، وقد صدموا من قسوة وشناعة وقلة تربية دركي يلبس البزة الرسمية، ويمثل الدولة والقانون والأخلاق والشرعية…

جل الذين علقوا على الشريط صدمهم فقط التعدي على الذات الإلهية وسب الدركي لله عز وجل، والواقع أن الله، جلت قدرته، لا يضره أن واحدا من عباده الضالين يسبه، تعالى عن ذلك علوا كبيرا، لكن الذي تضرر ويتضرر من تجاوزات السلطة وجورها هو البشر، وهو والحالة هذه تلك الفتاة البئيسة التي كانت ترتجف من الخوف في السيارة وهي عارية لأن الدركي اعتقلها من الشاطئ بتهمة حيازة المخدرات، ولم ينتظر أن يقول القضاء كلمته، بل مر لإهانتها وهي بعد مازالت في طريقها إلى مركز الشرطة…

من حق الدركي أو أي رجل سلطة أن يعتقل أي مشتبه فيه، ومن حقه أن يقدمه إلى العدالة لتقول كلمتها فيه، ومن حقه أن يستعمل القوة العمومية ليفرض سلطة القانون، ومن حقه أن يطلق حتى النار على أي مشتبه فيه يقاوم رجال السلطة أو يهم بالاعتداء عليهم، لكن كل ذلك تحت سقف القانون والمسؤولية وأخلاق رجل السلطة، أما سب المواطنين وإهانتهم وتمريغ كرامتهم في الوحل، وتهديدهم «بالفضيحة والشوهة» فهذا تعذيب واحتجاز وتنكيل وانتقام وفرض عقوبات أخرى خارج القانون…

الدركي استشاط غضباً عندما اعترضت امرأة على سلوكه (عقدة المرأة لدى رجل متخلف)، ولهذا قال لها: «ماذا تحسبين نفسك؟». هو لا يراها إلا أنثى، ولا يراها مواطنا له حقوق وعليه واجبات، وصاحبنا غضب أكثر لأن المرأة التي اعترضت على سلوكه بتفتيشها «امرأة فقيرة ولا تتوفر على قدر كبير من الجمال»، وهذه عقدة أخرى، ولهذا قال لها: «هل تظنين نفسك امرأة جميلة؟ أنت وسخة»، وزاد غضبه لكونه دركيا صاحب سلطة أكبر من الشرطة، ولهذا كان على الفتاة المشتبه فيها أن توفر له قدرا كبيرا من الاحترام والخوف والرهبة، لهذا قال لها: «أنتم ألفتم الضحك على الشرطة. أنا دركي ولست شرطيا»، ثم في الأخير عندما تغضب السلطة فلا حدود لعقابها ولا حدود لانتقامها، لا القانون والأعراف ولا التقاليد ولا الإنسانية ولا حتى الدين يقف أمامها، لهذا توعد الدركي البلطجي الفتاة المسكينة بسلاح الدمار الشامل عندما قال لها: «سأشوه سمعتك». لم يقل لها: «سأقدمك إلى القضاء ليقول كلمته فيك أو سأطبق عليك الفصل كذا، وأنا أكيف جريمتك».. لا أبدا مر إلى أقصى عقوبة، وتحول إلى حاكم بأمره وبين يديه السلط الثلاث الموجودة في هذه الأرض، وهي السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، اعتقلها وحقق معها، وكيف جريمتها، وأصدر الحكم، ومر إلى التطبيق، دون شعور بالذنب أو إحساس بالاعتداء على دولة القانون والشرعية وفصل السلط…

 وزير العدل والحريات فتح تحقيقا في النازلة، وننتظر النتائج لأن الشريط الذي سيجوب العالم سيعطي القاصي والداني فكرة واضحة عن تقدم حقوق الإنسان في المغرب، وعن مستوى التربية على قيم حقوق الإنسان لدى بعض أجهزة الأمن. الشريط يصلح مادة بيداغوجية للتدريس على ما لا يجب فعله عندما يعتقل شرطي أو دركي أو عسكري مواطنا كيفما كانت تهمته وكيفما كان جنسه وكيفما كان مستوى جماله…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلطجي بلباس دركي بلطجي بلباس دركي



GMT 19:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إذ الظلم أفضل

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نواب يتكسبون من “العفو العام”

GMT 19:28 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر

GMT 19:24 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيم كارداشيان و«الغباء» الاصطناعي

GMT 19:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا ــ ممداني... زمن الإشارات الحمراء

GMT 19:16 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الأميركية ــ الصينية... هدنة أم أكثر؟

GMT 19:14 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة المنطقة المحظورة في التاريخ

GMT 19:12 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الرفيع بين الفخر والتفاخر

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib