امرأة في مملكة الرجال
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

امرأة في مملكة الرجال

المغرب اليوم -

امرأة في مملكة الرجال

توفيق بو عشرين

كانت طوال الوقت تحت الأضواء، لكن حبها الأول كان العيش في الظل، كانت في قلب السلطة لكن عشقها الأول كان العمل الإنساني، كانت دينامو الأنشطة الاجتماعية للملك، لكن من الخلف دائما ما تبتعد عن الصدارة، عن المباهاة والادعاء الذي يصيب جل من يقترب من دار الملك… إنها الراحلة زليخة نصري، أول مستشارة للعلويين منذ وصلوا إلى السلطة قبل حوالي أربعة قرون. امرأة يلقبها البعض بالمرأة الحديدية نظرا إلى صرامتها وانضباطها في العمل، ويلقبها البعض بـ«تيريزا» المغرب لأنها امرأة وهبت حياتها لفعل الخير، وتتبع كل صغيرة وكبيرة في الخريطة الاجتماعية للمملكة، ويلقبها آخرون بمدام «INDH» لأن على يد هذه الموظفة السابقة في وزارة المالية ولدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية…

ابنة الشرق دخلت إلى تاريخ الملك من باب خاص، قبلها دخلت نساء كثيرات إلى دار المخزن لكنهن دخلن من باب الحريم، فيما هي دخلت من باب المكلفة بمهمة، ثم المستشارة التي تحمل الملفات وتدلي برأيها في القضايا الكبرى، وتعطي الأوامر لكبار الشخصيات، وتراقب الأوراش، وتتابع التعليمات الملكية، وإليها يرجع ملك المغرب في جولاته الكثيرة عبر ربوع المملكة.

زليخة نصري لم تصل إلى الموقع الذي توفيت وهي فيه بقطار سريع وبتذكرة درجة أولى، بل كافحت من أجل أن تصنع لاسمها مكانا بين الكبار، ويذكر لها موظفو وزارة المالية، حيث كانت تشغل منصب مدير مركزي، كيف خاضت حروبا طاحنة مع شركات التأمين في التسعينات، وكيف أن مشروعا لإصلاح هذا القطاع، الذي يعيش تحت رحمة الحيتان الكبيرة، كان سببا في إبعادها عن منصبها، لأنها صارت مزعجة أكثر مما تتحمل أعصاب الإدارة عندنا، ولهذا عندما عُينت كاتبة للدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مكلفة بالتعاون الوطني في حكومة عبد اللطيف الفيلالي الأخيرة.. كان الغرض هو إبعادها عن عِش الدبابير، ولم يكن بالضرورة تكريما لها لأن وزارة الشؤون الاجتماعية، في الأمس كما اليوم، لم تكن سوى منصب بروتوكولي، لأن ميزانية هذه الوزارة لا تصل إلى رقم معاملات شركة متوسطة.

كانت امرأة صامتة أغلب الوقت، تطبق التعليمات بالحرف، وتغار على التقاليد المرعية وكأنها ابنة دار المخزن، لكنها في الوقت المناسب كانت تقول رأيها بشجاعة وجرأة. عندما كان الملك محمد السادس يبعثها، رفقة فؤاد عالي الهمة، في الأوقات الحرجة، إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، كان الجميع يقرأ في وجه هذه المرأة رسالة أخرى غير الرسالة التي يحملها المبعوث الخاص.

عندما تقرأ كتابات عبد الله العروي، المؤرخ الكبير للمغرب والعارف ببواطن نظامه السياسي عبر العصور، تخرج، من جل كتاباته حول المخزن، بخلاصة يمكن إيجازها في التالي: المحزن عربي ذو أصول شريفة، وسلطوي لا يقبل الشراكة، وديني لا يؤمن بفصل العقيدة عن السياسة، وذكوري لا مكان للمرأة في مجاله العام، ومركزي لا يؤمن بالجهوية أو اللامركزية، وبرغماتي لا يثبت على حال، وخريطة أعدائه لا تتغير تقريبا، لكن خريطة حلفائه تتغير طوال الوقت.

محمد السادس غير في هذه الخطاطة التقليدية عن المخزن، وإن كان لم ينقلب عليها كليا.. صالح المخزن مع الأمازيغ، وأدخل هذا البعد الهوياتي والثقافي الأصيل في البلد إلى الدستور وإلى جزء من السياسات العمومية، ومحمد السادس أيضا أنهى قصص الحريم في القصر، وأدخل امرأة لأول مرة إلى مملكة الرجال.. إلى مربع المستشارين الذي كان محجوزا للذكور دون الإناث، ومحمد السادس يحاول اليوم كسر طابع الدولة المركزي في محاولة لإيجاد حل لنزاع الصحراء الذي سبب أوجاعا بلا حصر للمملكة الشريفة.

رحم الله زليخة نصري التي فارقت هذه الدنيا أول أمس في المستشفى العسكري بالرباط، وكم كانت ستموت مرتاحة لو رأت بلادها تخرج من خانة الأرقام الثلاثة لتصنيف برنامج الأمم المتحدة للتنمية، لكن، للأسف، يوما واحدا قبل رحيلها، صدر تقرير PNUD الذي وضع البلاد في مرتبة مخجلة.. 124… لكن إليها يعود الفضل في جعل الفقر يكشف عن نفسه في بلاد كانت تتنكر لوجود الفقراء والمهمشين والمجرمين والمحاصرين والمنسيين من رحمة الدولة، لهذا فإن كل المجهودات التي قامت بها تشفع لها، وإن كان الخصاص موجودا ولايزال في مملكة فيها خير كثير وفيها فساد كثير، وفيها آمال بعرض السماء.. رحمك الله زليخة نصري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة في مملكة الرجال امرأة في مملكة الرجال



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib