التزوير الناعم للانتخابات
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

التزوير الناعم للانتخابات

المغرب اليوم -

التزوير الناعم للانتخابات

توفيق بوعشرين

يكثر الكذب في ثلاث مناسبات؛ في الانتخابات، وبعد رحلة صيد فاشلة، وبعد قصة زواج مضطربة.. هكذا يقول المثل… دعونا من الصيد والزواج اليوم، واتركونا في الانتخابات الجماعية المزمع تنظيمها في شتنبر المقبل في «أجمل بلد في العالم».

لا توجد أوهام لدينا عن احتمال ميلاد برامج أو مخططات أو نخب محلية أو جهوية متقدمة، أو أحزاب حقيقية تتبارى حول عروض سياسية واقعية. ليست لدينا أوهام بخصوص كل هذه الشروط التي تجعل من الانتخابات انتخابات.. هناك ثوابت معروفة في كافة الانتخابات التي شهدها المغرب: أولا، أغلبية الشعب لا تصوت ولا تذهب إلى صناديق الاقتراع، وهذا الأمر لا يزعج أحدا، بالعكس هو يرضي السلطة وجل الأحزاب التي تخشى المفاجأة وعدم القدرة على التحكم في صناديق الاقتراع إذا ما هب الشعب للمشاركة. لا أحد لديه إلى الآن خطة أو فكرة أو إجراء لمصالحة جل سكان المدن والشباب مع العملية الانتخابية التي يراها أكثر من 50 في المائة من المغاربة عملية تفتقر إلى المصداقية ولا تغري أحدا بالمشاركة فيها. هذا أول ثابت في انتخابات المغرب، جماعية وتشريعية. ثاني الثوابت التي لا تتغير هو استعمال المال لاستمالة الناخبين الفقراء، وعملية شراء الأصوات هذه أصبحت عملية «مشروعة» اجتماعيا وثقافيا، ولا يرى الناس فيها عيبا مادام سعادة المستشار الجماعي أو معالي البرلماني المحترم لن يحقق شيئا للمواطن طيلة خمس سنوات من انتدابه، فلماذا لا يدفع مسبقا مقابل الصوت الذي يأخذه. العملية حسابية أولا وأخيرا. إذا كانت الدولة لا تعرف بالضبط من يقبض المال في الانتخابات، فهي تعرف من يدفعه، لكنها تستعمل «عين ميكا» لأغراض عدة، ليس أقلها حماية «البلقنة السياسية»، وحتى لا تذهب الأصوات إلى حزب واحد أو كتلة معينة، وحتى تبقى أصوات الناخبين متفرقة على قبائل الأحزاب الحقيقية والبلاستيكية.. التي لها وجود على الأرض أو الافتراضية التي لا تنشط إلا أياما معدودة قبل الاقتراع المستفيد الأول من البلقنة الانتخابية هو السلطة التي تحتفظ بكل الخيوط بين أصابعها، فالناس ينتخبون والسلطة تختار من يسير المدن والمجالس بطرق ناعمة ودون تكلفة كبيرة، هل سمعتم عن وزارة للداخلية في العالم تطلب من حزب أن يقلص ترشيحاته في الانتخابات؟ وهل سمعتم عن حزب يرد: آمين؟

الثابت الثالث في انتخاباتنا أنها، في عمومها، انتخابات أشخاص لا أحزاب، أعيان لا ممثلين للسكان، ومن ثم تصبح الماكينات الانتخابية للأعيان هي التي تحدد النتيجة النهائية، حتى إن أغلبية الأحزاب طبعت مع هذه الظاهرة، وصار اليمين واليسار يخطبان ود هؤلاء السماسرة أو الشناقة، الذين يرعون شعبهم الانتخابي طيلة السنوات الفاصلة بين الانتخابات بكل أشكال الرعاية المادية والرمزية، ويقدمون هؤلاء ثمنا للحصول على الريع السياسي من الأحزاب، ومقابلا للحصول على مغانم وامتيازات ومقاعد وزارية لهم أو لأبنائهم.

لقد أصبحت الأحزاب رهينة لهؤلاء الأعيان ولرغباتهم ولأطماعهم، فماذا يفعل حزب مقطوع من شجرة لا وجود تنظيمي أو سياسي أو إيديولوجي له على أرضٍ الواقع، سوى الاستعانة بمنشطات الأعيان ليبقى على سطح البركة الآسنة للسياسة في البلد… تأملوا جل الأحزاب المغربية، وابحثوا عن مناضليها وشبيبتها وأطرها وخطابها ومؤسساتها، لن تعثروا على شيء من هذا، ولولا رعاية الدولة لهؤلاء بكل الأشكال لانقرضوا في يوم واحد. يكفي أن نغير نمط الاقتراع أو العتبة الانتخابية أو شكل التقطيع لتختفي كل هذه الطحالب السياسية التي تأكل من المياه الملوثة للسياسة المغربية.

كل هذه الثوابت وغيرها من أعطاب الانتخابات عندنا معروفة ويقر بها الجميع، لكن لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية إصلاح الانتخابات لتكون مناسبة لميلاد الديمقراطية. الجميع يطبع مع هذه الانحرافات، والجميع يقبل المشاركة في انتخابات تشبه الانتخابات، وصناديق اقتراع متحكم فيها، وفي النهاية يدفع المغاربة ثمن هذا اللعب. انظروا إلى أحوال المدن والقرى والجماعات الحضرية والقروية.. جلها بلا مرافق ولا سياسة للمدينة ولا فضاءات للعيش الكريم. الانتخابات لوحدها ليست وثيقة لإثبات الديمقراطية في أي بلد.. الانتخابات بند واحد في الميثاق الديمقراطي، وهناك بنود أخرى عديدة، أولها احترام إرادة الأمة وتقديس اختيارها وضمان حريتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التزوير الناعم للانتخابات التزوير الناعم للانتخابات



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib