الاعتراف بالخطأ فضيلة
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

الاعتراف بالخطأ فضيلة

المغرب اليوم -

الاعتراف بالخطأ فضيلة

توفيق بوعشرين

امتلكت النيابة العامة في انزكان شجاعة الاعتراف بخطأ متابعة فتاتي التنورة، وقال نائب وكيل الملك في جلسة المحكمة أمس: «لقد وقع خطأ خلال تكييف التهمة التي تتابع بها الفتاتان، والنيابة العامة تتبنى كل ملتمسات الدفاع التي تطالب بإسقاط المتابعة عنهما، حتا احنا عندنا بناتنا ومنبغيوهمش يتعرضو لشي مكروه». وأضاف ممثل النيابة العامة في مراجعة واضحة للموقف الأول: «إن المغرب قطع أشواطا كبيرة في تكريس حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية، وإنه لن يقبل بالتراجع إلى الوراء مهما كان شكل هذا التراجع».

النيابة العامة خصم شريف، ولا يجب أن يمنعها الكبرياء من الرجوع عن الخطأ، ولهذا وجب علي وقد انتقدت موقف وكيل الملك الأسبوع الماضي، ووصفته بالداعشي عندما قرر متابعة الفتاتين عِوَض متابعة من تحرش بهما من الرجال.. من واجبي أن أشد على يد هذا المسؤول القضائي، وأتمنى أن يتعلم منه قضاة آخرون كبارا وصغارا، وأن يصلحوا أخطاءهم، وأن يراجعوا قراراتهم، خاصة عندما تمس أبرياء في حريتهم وأموالهم وكرامتهم، فمحاكمنا، للأسف الشديد، مليئة بالمظالم، والظلم ظلمات يوم القيامة، وليس بين دعوة المظلوم والسماء حجاب.

الآن لنرجع مرة أخرى إلى نازلة انزكان، التي من المرتقب أن تنتهي نهاية سعيدة، وأن يقضي القاضي بسقوط المتابعة وإغلاق هذا الملف الذي كلّف سمعة البلاد الكثير.

حادثة انزكان يجب أن تفتح عيوننا على حقائق كثيرة طفت على سطح هذه النازلة ومنها:
أولا: أن الرأي العام المغربي صارت له قدرة كبيرة على التأثير في القرار السياسي، وحتى في القرار القضائي الذي من طبيعته أنه محصن وبعيد عن تأثير الجمهور، فلولا تحرك جيش الفايسبوك وتظاهرات النساء والرجال في الشارع، وأقلام الصحافيين، وبعض الأصوات الليبرالية وسط الأحزاب والدولة، لما أغلق ملف الفتاتين على اللون الوردي، ولكانت المسكينتان الآن في زنزانة مظلمة في هذا الشهر الحار. أملي أن يتحرك هذا الرأي العام كلما أحس بأن الحرية الفردية والجماعية في خطر، وأن ينتقد كل السلط مهما كان موقعها عندما تخطئ، وعندما تقمع حرية الصحافة والرأي والتنظيم، أو تعتدي على حقوق الإنسان، أو تصمت عن نهب المال العام.

ثانيا: لا بد من نقاش عميق بمناسبة الشروع في تنزيل خارطة إصلاح العدالة حول موضوع تكوين القضاة المغاربة، وتوجهاتهم في تفسير القانون وتأويله، خاصة أن المشرع المغربي وضع في أيديهم سلطة تقديرية كبيرة. الشهر الماضي كنت في زيارة للدانمارك، وأجريت حوارا صحافيا مع مسؤولة كبيرة في وزارة العدل الدانماركية عن العقوبات البديلة، وسألتها عن الجهات التي كانت تعارض هذه العقوبات عند بداية العمل بها في الدانمارك قبل سنوات، فأجابت بدون تردد أن «القضاة كانوا من أكبر معارضي الفلسفة الجديدة للعقوبات». فسألتها ثانية: ولماذا؟ فقالت: «القضاة جسم محافظ في كل دول العالم، وهم يميلون إلى التشدد في الغالب، ويعتقدون أن العقاب التقليدي هو أفضل رادع للمجرمين، وأن المجتمع ينتظر منهم عقوبات شديدة ضد المجرمين، لكن هذا مجرد تبرير لحقيقة أخرى وراء تشدد القضاة الذين عارضوا العقوبات البديلة.. إنهم رأوا فيها حدا من سلطتهم وانتقاصا من هيبتهم. عندما يحكم القاضي على متهم بسنة حبسا موقوفة التنفيذ، أو بقضاء خدمة في مستشفى عِوَض الذهاب إلى السجن، يشعر هذا القاضي وكأن سلطته ناقصة، وكأن هيبته في خطر». سألت السيدة في مكتبها مرة أخرى: «وكيف عالجتم هذا المشكل؟». فقالت: «عالجناه بإعادة تكوين القضاة، والنقاش معهم حول أفضل السبل للعقاب، وقلنا لهم إن السجن ليس هو المكان النموذجي لقضاء العقوبات. أدخلنا مواد كثيرة عن حقوق الإنسان إلى برنامج تكوين القضاة، ووضعنا أمامهم الدراسات والأرقام والإحصائيات التي تدعم برنامج العقوبات البديلة».

إذا كان هذا يحصل في الدانمارك المتقدمة بمائة عام على الأقل على المغرب، فماذا نقول نحن في هذه الحالة عن تكوين قضاتنا، وعن ممارستهم للسلطة التي بين أيديهم؟

ثالثا: لقد أبانت ثلاثة أطراف عن نضج كبير في التعامل مع نازلة انزكان؛ الطرف الأول هو القضاء الذي راجع موقفه وأصلح خطأه، ونتمنى أن تصل الرسالة واضحة إلى باقي مكونات الجسم القضائي. الطرف الثاني هم الإسلاميون في الحكومة وخارجها، والذين لم ينزلقوا للدفاع عن موقف النيابة العامة تحت شعار «الدفاع عن الأخلاق والحشمة» إرضاء للجمهور المحافظ. ثالث طرف عبر عن موقف ناضج من حادثة انزكان، كما حادثة الاعتداء على مثلي في فاس، هو الدولة التي لم تسكت عن خرق الحريات الفردية، ولا عن تلطيخ سمعة بلاد ستقدم في الإعلام العالمي على أنها تحاكم فتاة على لباسها القصير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتراف بالخطأ فضيلة الاعتراف بالخطأ فضيلة



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib