ألوان التطرف
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

ألوان التطرف

المغرب اليوم -

ألوان التطرف

توفيق بو عشرين

التنطع في الدين يقود إلى التشدد، والتشدد يقود إلى التطرّف، والتطرف يقود إلى الإرهاب، والإرهاب يقود إلى التوحش… هي ذي دورة الفكر الأصولي المعاصر. بدأ كل شيء من القراءة الحرفية للدين احتجاجا على حداثة الاستعمار، ثم انتقلنا من هذه القراءة، التي تقف عند الحرف ولا تصل إلى المقصد، إلى فكر إخواني منغلق يقول إن الإسلام هو الحل، ومنه انتقلنا إلى الجهاد هو الحل، وها نحن في عصر الذبح هو الحل.. شعار داعش التي ترتكب أسوأ الفظاعات باسم الدين.

حول طاولة اجتمع العالم أول أمس في نيويورك يبحث عن سلاح لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا واليمن وليبيا… تحدث الرئيس الامريكي باراك أوباما وضيوفه في ندوة الكبار ثم تفرقوا على قول واحد: لا مستقبل لداعش ولا مستقبل للإرهاب. إنهم يتوعدون، يهددون، يصفون، لكنهم لا يحللون جذور هذا الإرهاب، لا يقفون على المتاهات التي أدخلنا إليها الفقر والجهل والاستبداد والفوضى الخلاقة للآنسة كوندليسا رايس.

تصوروا كيف نزلنا في درج الفكر الديني من القمة إلى الهاوية.. كانت البداية جمال الدين الأفغاني، ثم تبعه محمد عبده، ثم جاء من بعده علال الفاسي ورشيد رضى، ثم نمى إلى جانبه حسن البنّا وتبعه المودودي، ثم سطع نجم سيد قطب الذي نظر لإخوانه من زنزانة السجن، ثم خرج الدكتور أيمن الظواهري فأسامة بن لادن فالملا عمر فالزرقاوي، ثم ها نحن أمام أمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، الذي جاء يبشر بسبي النساء وقطع الأعناق وقتال العدو القريب قبل البعيد.
تحول الإصلاحي إلى وهابي، والوهابي الى سلفي، والسلفي إلى جهادي، والجهادي إلى قاعدي، والقاعدي إلى داعشي، أما الأسوأ فلم نره بعد.. الأرض العربية مازالت خصبة ومازالت رحمها قادرة على إخراج كل أنواع التطرف والغضب والاحتجاج .

مشكلة التطرف، أي تطرف، سواء في الدين أو الفكر أو السياسة، أنه جواب خاطئ عن سؤال صحيح، وهنا يقع الخلط، وهنا تزل الأقدام وتحار العقول. التطرف الديني يقوم بتشخيص صحيح للواقع، يبسط أمامك مظاهر الاستبداد والفقر والظلم والتفكك والضعف والفساد والانحراف، وكل أعطاب الدولة والمجتمع، وعندما يمر من التشخيص إلى العلاج يرتكب أفظع الأخطاء، فيقتل المريض عِوَض أن يعالجه. يرى الاستبداد قائما، وعوض أن يقترح عليك الديمقراطية كعلاج يكتب لك وصفة لنظام الخلافة، حيث الشوكة أس الحكم والطاعة جوهره. يرى الظلم في كل مكان، وعوض أن يقترح عليك دولة القانون وحقوق الإنسان والمساواة كدواء، ينصحك بدولة الفقهاء وحكم العمائم. يرى المجتمع غارقا في الفقر والبؤس والحرمان، وعوض أن يقترح عليك العدالة الاجتماعية يشير عليك بقائمة مفصلة للحلال والحرام. يرى المرأة مهضومة الحقوق مبعدة عن العلم والسياسة والاقتصاد، فينصحها التطرّف بالنقاب ولزوم البيت وعدم الخروج إلا للحاجة. يرى التطرّف أننا أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تنسج وتركب ما لا تصنع، وعوض أن يقترح علينا العلم والانفتاح على منجز الحضارة الغربية، يعرض علينا الجهاد وقتال أمريكا وأوروبا وروسيا وسبي نسائهم وفرض الجزية على كفارهم.

الأصولية المعاصرة رد فعل على الحداثة القسرية، والإسلامي الراديكالي ابن الحداثة المعطوبة، والجهادي الثوري ابن التنمية المعاقة، والداعشي، الذي هجر بلاده لقتال الشيعة والعلويين في سوريا، جندي الإحباط في المعركة الخطأ. إنها صورتنا الأخرى في مرآة الفشل الذي وصلت إليه الدولة العربية ما بعد الاستقلال.

خلف الصور والكليشهات والعناوين والمظاهر هناك حقائق مؤلمة، وهناك حساب يجب أن يدفع. التطرّف لا يقود إلى الحل بل هو المشكلة الكبرى التي تجيب عن المشكلة الأصغر منها. التطرّف حيلة الضعيف الذي لا يقدر على محاربة القوي بسلاح العلم والفكر والسياسة والحضارة، فيلجأ إلى تفخيخ نفسه والانتحار عند أول معبر يلاقيه. الإرهابي مجرم وضحية في الوقت ذاته…

الحياة أكثر تعقيدا من البساطة التي يقترحها علينا عقل التطرّف، والصراع في عالم اليوم مركب أكثر مما تراه أعين التطرّف، والمعركة أوسع مما يصل إليه سلاح التطرف…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألوان التطرف ألوان التطرف



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib