16 ماي للذكرى
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

16 ماي للذكرى

المغرب اليوم -

16 ماي للذكرى

توفيق بو عشرين


في مثل هذا اليوم قبل 12 سنة هزت انفجارات عنيفة قلب مدينة الدار البيضاء.. كان المغاربة يرون الإرهاب أمام شاشات التلفزة، وبعد هذا التاريخ أصبح الإرهاب صناعة محلية يرى بالعين المجردة في شوارع المملكة.

16 ماي ليس تاريخا يتكون من رقم وشهر.. إنه تراجيديا إنسانية، حيث استشهد في تفجيرات فندق فرح والمقبرة اليهودية والمطعم الإسباني 42 من المواطنين الأبرياء، كما قتل 11 ممن اختاروا الانتحار طريقة لإعلان عن ميلاد مشروع السلفية الجهادية في بلاد كانت تعتبر نفسها استثناء من القاعدة…

الآن بعد أن مرت 12 سنة على أحداث 16 ماي، وما تبعها من عمليات وخلايا ومحاكمات ومطاردات وخطط أمنية ودينية واجتماعية واقتصادية لمحاصرة ينابيع التطرف.. ما هي الحصيلة اليوم؟ ماذا تحقق في خطة محاربة الإرهاب؟ وماذا لم يتحقق؟

بعد أن استوعب المغرب الرسمي والشعبي الصدمة، بدأ يفكر في خطة محاربة الإرهاب.. هذه الخطة لم تولد مكتملة، بل جرى وضع معالمها في الطريق، لكن في النهاية أصبحت هناك سياسة عمومية لمواجهة الإرهاب مكونة من ثلاثة أضلاع.

أولا: خطة أمنية مبنية على تحديث جهاز المخابرات، خاصة CDT، وإعطائه إمكانات كبيرة، مالية وبشرية وتقنية، علاوة على زيادة تنسيقه وتعاونه مع أجهزة المخابرات الغربية، وخصوصا الأمريكية منها. كانت طموحات الجنرال القوي آنذاك حميدو لعنيگري أكبر من هذا.. كان يحاول إقناع القصر بتأسيس وزارة للأمن القومي تجمع شتات مختلف الأجهزة الأمنية، بيد أن المقترح لم يمر لاعتبارات سياسية، لكن أعطيت للعنيكري كل الإمكانات لتحديث جهاز المخابرات، وهي المهمة التي أكملها عبد اللطيف الحموشي، حتى وصلنا الآن إلى جهاز قوي ومدرب ومتخصص في جمع المعلومات، وفي ملاحقة خلايا الإرهاب، وتعقب شبكاته. يمكن القول إن هذا الشق في خطة مكافحة الإرهاب هو الذي نجح، فيما بقية الأضلاع الأخرى لم تنجح، حتى لا نقول إنها فشلت.

ثانيا: الضلع الثاني لهذه الخطة التي وضعت بعد 16 ماي، يتمثل في مراقبة الحقل الديني وإعادة تأهيله عن طريق حضور أكبر لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المساجد والخطب والإعلام الرسمي وعموم الأنشطة الدينية، ومحاولة استعادة الهيمنة الإيديولوجية للدولة في الحقل الديني الحساس، وعدم ترك الفكر الجهادي المستورد ينتشر في البلاد. المشكلة في هذا المنتوج الديني للدولة، والذي يسوق لتدين مغربي معتدل ووسطي، أنه لم يتوجه إلى الفئات المستهدفة منه، وهي الشباب، وخاصة العاطلين عن العمل والفقراء والمهمشين. خطاب الدولة الديني لا يتوفر على وسائط ولا قنوات للوصول إلى الفئات المستهدفة، فهو غائب عن النيت، المسرح الجديد للتأطير، وهو لا يتوفر على دعاة ومشايخ عصريين قادرين على مخاطبة الشباب بلغته وبأسلوب جذاب، كما تفعل الحركات المتطرفة ودعاتها الذين يحتلون الشبكة العنكبوتية. ثم، ثالثا، المؤسسة الدينية الرسمية تفتقر إلى الاستقلالية وإلى السلطة المعنوية في المجتمع، لأن فقهاء الدولة الذين أوكلت إليهم مهام تنزيل الخطة الدينية كانوا أدوات عتيقة ومتآكلة، ولا تحظى بأي مصداقية لدى جمهور الحركات الإسلامية وعموم المجتمع… لهذا، لا يجب أن يصدمنا التحاق 2000 شاب مغربي بدولة البغدادي اليوم، ولا أخبار تفكيك خلايا الإرهاب كل ساعة وحين.. بلادنا مازالت تنتج كمية كبيرة من المتطرفين والدواعش…

ثالثا: المحور الثالث في مخطط مكافحة الإرهاب هو النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفقراء من خلال آليات كثيرة، أبرزها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي صرفت عليها الدولة مليارات الدولارات إلى الآن، لكن نتائجها تظهر محدودة جدا، وهذا واضح من خلال خرائط الفقر التي تعلنها المندوبية السامية للتخطيط، وعدد الفقراء والمناطق المهمشة، ومرة أخرى كان العيب في التسويق وليس في المنتوج. لقد أعطت الدولةُ وزارةَ الداخلية والولاة والعمال صلاحية تنزيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على أرض الواقع، أي أن الدولة سلمت ملفا اقتصاديا واجتماعيا إلى رجل سلطة اختصاصه الأمن، وليس الأرقام والمشاريع والإدارة والتدبير والموارد البشرية. أصبحنا ننتظر من الولاة والعمال أن يقوموا بوظائف ليست وظائفهم، والأدهى أن المشروع يدور دون تقييم موضوعي ولا رقابة ولا إشراف من الحكومة… بقية المشاريع الاجتماعية ظلت ترقيعا أكثر من أي شيء آخر.. اختفت بعض أحياء الصفيح التي خرج منها الانتحاريون، لكن نبتت علب سردين للسكن أسوأ من البراكة والحي الصفيحي…

هكذا نرجع إلى ذكرى 16 ماي لنترحم على الشهداء الذين سقطوا في الجمعة السوداء، ولكي نلفت النظر إلى أن الأمن، على أهميته، ليس سلاحا فعالا  في معركة معقدة، وأن سياسات التشغيل والتعليم والإعلام والنهوض بأوضاع الفقراء كلها عناصر ضرورية لإخماد هذا الحريق الذي ينفخ فيه كثيرون في الداخل والخارج ليحرق البلد بمن فيه…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

16 ماي للذكرى 16 ماي للذكرى



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib