الفقر تراث وطني نرعاه كل يوم
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

الفقر تراث وطني نرعاه كل يوم

المغرب اليوم -

الفقر تراث وطني نرعاه كل يوم

بقلم - توفيق بو عشرين

يقول مثل تركي مشهور: «دخل أكبر، مشاكل أقل»، والعكس صحيح طبعا، هذا ما نعيشه بالضبط في المغرب. الكثير الكثير من المشاكل التي يعانيها الفرد والمجتمع سببها الفقر، الذي قال عنه علي بن أبي طالب: «لو كان الفقر رجلا لقتلته». الفقر ليس رجلا، لكن الكثير من الرجال مسؤولون عن الفقر الذي يتكاثر مثل الأرانب في حقل الجزر.
الفقر لا يسلب ملايين المغاربة راحة البال، وسلامة الصحة، وجودة التعليم والسكن ونمط العيش، بل يشوه ثقافتهم وسلوكهم ونمط تفكيرهم في المجتمع، ويجعل أغلبهم مسلوبي الإرادة، مستسلمين للذل والهوان والظلم الاجتماعي. الفقر يجعل كرامتهم بلا قيمة، وحياتهم بلا قيمة، ومستقبلهم بلا مستقبل.
يقول البروفيسور جيمس هيكمان، الحائز جائزة نوبل للاقتصاد: «إن الأطفال الذين ينشؤون في بيئات فقيرة ومحرومة لا تقل، فقط، احتمالات نجاحهم في المدرسة أو المجتمع، بل أيضا تتدنى فرصهم في أن يكونوا بالغين أصحاء».
كانت المجتمعات القديمة تعتبر الفقر ابتلاء من السماء، وكانت المسيحية ترى أن المؤمن الفقير أقرب إلى الله من المؤمن الغني، وكلما تعذب الإنسان في الأرض، خفف عن نفسه عذاب الآخرة، لكن، في القرنين الماضيين، تغيرت الثقافة الاقتصادية في العالم أجمع، وأضحى الناس يعتبرون الغنى والفقر من البشر وليسا من السماء، بل إن البروتستانتية لحقت بالإسلام، واعتبرت أن المؤمن الناجح في أعماله هو الأقرب إلى الله من المؤمن الفاشل، تماما مثل ما يقول الحديث النبوي الشريف الذي رواه مسلم: «المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير». لم يعد الغنى هو المشكل.. صار الفقر هو المشكل.
السياسات العمومية في بلادنا، وبعد مرور أكثر من 60 سنة على نيل الاستقلال، هي المسؤولة رقم واحد عن بقاء أكثر من 12 مليون مغربي تحت خط الفقر أو فوقه بقليل، وهذا الرقم، الذي ورد في خطاب الملك محمد السادس قبل سنتين، وهو وحده كاف ليكون عنوانا كبيرا لفشل المشروع الوطني المغربي. لا يحتاج الأمر إلى فلسفة ولا إلى تبرير ولا إلى جدال. البلاد التي مازال فيها ثمانية ملايين أمي لا يقرؤون ولا يكتبون، لا يمكن أن ترفع رأسها بين الأمم المتحضرة، لكن هناك مسؤولية جزئية كذلك للأفراد الذين يقبلون العيش في ظل الفقر وكأنه قدر من الله، في حين أن الله خلق رزقا كثيرا فوق هذه الأرض، لكن باب الرزق يفتح لمن يدفعه لا لمن يجلس عند مدخله ينتظر الصدقة أو الشفقة أو الإكراميات… نحن بلاد أصبح التسول فيها تراثا وطنيا ترعاه جهات عدة، وتسهر على دوامه واستمراره.
هذه القصة تلخص جزءا من مسؤولية الثقافة عن فقر أو غنى الأفراد… الحكاية ملخصها أن شابا ورث بقرتين، فماذا سيكون عليه حاله بعد عشر سنوات؟
إذا كان الشاب هندوسياً، سيقدس البقرتين ويرعاهما، ويقترض للإنفاق عليهما حتى يخرب بيته. أما إذا كان الشاب مغربيا في قرية نائية، فسيبيع واحدة ويتزوج بثمنها، ويرعى البقرة الثانية ليشرب من حليبها، ويبيع الباقي ليشتري به ما يحتاج إليه، وبعد عشر سنوات، سيكون حاله كما هو لا يتغير، فيما تبدأ إنتاجية البقرة في التدهور لأن عمر البقرة لا يزيد على عشرين عاماً. أما إذا كان الشاب في روسيا (الاتحاد السوفياتي آنذاك)، فسيطرق باب بيته مفتش الحزب الشيوعي، وتتكون لجنة حكومية تحدد تكلفة تغذية البقرتين، وأخرى لنظام حلب البقرتين صباحاً ومساءً، ولجنة ثالثة لتوزيع الحليب بالتساوي على أهل الحي… وبمرور الوقت، يتناقص نصيب الفرد في الحي من نصف لتر إلى ملء فنجان من الحليب، إلى ملعقة واحدة في العام العاشر، فتقرر لجنة حكومية رابعة أرسلتها موسكو للتفتيش أن تكلفة رعاية البقرتين تبلغ أضعاف كلفة الإنتاج، وتأمر بإنشاء لجنة خامسة للتحقيق في الأسباب، ثم تتخلى عن المشروع بعد أن يجف ضرع البقرة.
وإذا كان الشاب في إنجلترا، فسيبيع إحدى البقرتين، ويقترض من البنك بضمان الثانية، ليكوّن رأسمالا يمكنه من شراء ثور، وأغذية وأدوية ومعدات حديثة، ويتعاقد مع جمعيات زراعية للماشية وإنتاج الألبان واللحوم. يتكاثر الثور مع البقرة، ويؤجر الثور مرة في الأسبوع للتكاثر مع أبقار أعضاء الجمعية الزراعية (تجارة مربحة جداً لصاحب الثور في الريف الإنجليزي)… وبعد عشر سنوات، يكون لديه قطيع ومزرعة كبيرة ليس فقط للحليب، بل لمنتجات الألبان واللحوم وتلقيح الثور للأبقار، ويوظف مائتي شخص في مؤسسته.
نحن نعيش في مجتمع يعتبر أن النجاح هو المشكلة وليس الفشل، فيصير الغني متهما حتى يثبت براءته، والفقير بريئا لا تهمة فوق رأسه.. دخل أقل مشاكل أقل والعكس صحيح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقر تراث وطني نرعاه كل يوم الفقر تراث وطني نرعاه كل يوم



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib