طاحت المنارة علقوا الأحزاب
زلزال بقوة 6.7 درجات يضرب جزر أندامان الهندية زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا في جنوب المحيط الهادئ دون تسجيل أضرار زلزال بقوة 5.6 يضرب قبالة سواحل اليابان دون وقوع أضرار أو تحذيرات من تسونامي السلطات في الفلبين تجلي ما يقرب من مليون شخص مع قرب وصول إعصار "فونج-وونج" وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى
أخر الأخبار

طاحت المنارة علقوا الأحزاب

المغرب اليوم -

طاحت المنارة علقوا الأحزاب

بقلم ـ توفيق بو عشرين

يقول المثل المغربي: «دويو فينا واجيو علينا»، ويعني بالعربي الفصيح وضع الأشياء في ميزان عادل. هذا ما نحتاج إليه هذه الأيام ونحن نتابع حفلات سلخ جلد الأحزاب في الساحات العمومية، بعدما نشر المجلس الأعلى للحسابات تقريره «الفريد» عن مشاريع منارة المتوسط، والذي انتهى إلى إدانة قفة من الوزراء الحاليين والسابقين، دون الاستماع إليهم، ولا إعطائهم حق الدفاع عن أنفسهم (أخبرني وزيران من المشمولين بالغضب الملكي في حكومة العثماني بأن إدريس جطو وقضاته لم ينصتوا إليهما، ولم يتلقيا أي استدعاء للمثول أمام المجلس، لا هما ولا كبيرهما الذي كان يرأس الحكومة، أي عبد الإله بنكيران، مع أن القاضي يسمع من اثنين). هذا ما دفع الصحافي المخضرم حميد برادة ليقول في قناة عين السبع كلاما جريئا، ذهب فيه إلى وصف العقاب الملكي الخاص بالوزراء السابقين في ملف الحسيمة، بـ«الممارسة العتيقة» ‪archaïque، موضحا أنه يقصد كلا من «عدم الرضا» الملكي عنهم، وشملهم بعقوبة مستقبلية تتمثل في حرمانهم من تولي المهام العمومية.
عقوبة حرمان السياسيين من تولي مهام عمومية في المستقبل عقوبة غير موجودة في الدستور، ولا في القانون الجنائي، ولا في قانون محاكمة الوزراء، ولا حتى في العرف السياسي الجاري به العمل منذ ميلاد الأحزاب السياسية قبل أكثر من 80 سنة إلى اليوم… وإذا اقتضت الضرورة علاجا بالصدمة لتوقيف قانون اللاعقاب واللاحساب، فيجب أن تكون هذه الصدمة في إطار القانون والأعراف الديمقراطية.
يوم اقتنع الملك الراحل الحسن الثاني بضرورة تنظيف بيت الحكم من الفساد عقب الانقلابيين العسكريين 71 و72، ترك للقضاء، والقضاء وحده، محاكمة وزراء حكومة العراقي، وفي مقدمتهم مامون الطاهري، وزير المالية آنذاك. ورغم أن المحاكمة لم تذهب بعيدا، ورغم أن عاهل البلاد تدخل بعد سنتين فعفا عن المدانين، فقد رجعت حليمة إلى عادتها القديمة، فالشروط الشكلية للمحاكمة كانت مضمونة، لكن اليوم هناك محاكمة للوزراء دون محكمة ولا قاض ولا محام ولا استئناف ولا مساطر. نعم هي محاكمة سياسية، لكنها غير واضحة المعالم بتاتا، ولم تشمل الرؤوس الكبيرة، فتقرير إدريس جطو يبرئ الوزراء ويدينهم في الوقت نفسه. لنتأمل حكم البراءة للوزراء جميعا: «وقف المجلس على عدة اختلالات شابت مرحلتي الإعداد والتنفيذ، ففي ما يتعلق بمرحلة الإعداد، تبين من دراسة مكونات هذا البرنامج أنه لم ينبثق من رؤية استراتيجية مندمجة تتقاسمها جميع الأطراف، إذ اتضح أن إعداد المشاريع المكونة لهذا البرنامج لم يتم بالدقة المطلوبة، حيث إن الجدول الزمني التوقعي لإنجازها اكتفى بتحديد الإسهامات السنوية للأطراف المشاركة، إذ إنه في غياب المبالغ المرصودة لكل مشروع على حدة، تبقى هذه الإسهامات ذات طابع تقديري!». في فقرة أخرى يقول جطو: «إن الاتفاقية الإطار الموقعة أمام الملك في 17 أكتوبر بتطوان، لم تكن مدعمة بمستندات أساسية توضح قائمة المشاريع المدرجة في البرنامج، ولم تكن ضمن الاتفاقية الإطار التقديرات المحينة للتكاليف المرتقبة، ولم يجرِ تحديد مصادر التمويل». إننا أشبه ما نكون برجل استدعى مقاولا وطلب منه بناء بيت، لكن دون تصميم وضعه مهندس، ودون ميزانية دقيقة، ودون تصميم تهيئة يحدد المسموح والممنوع في البناء، ودون أن يتوفر هذا الرجل على مال أو قرض لتمويل هذا البيت الذي لا يعرف هل سيسكن فيه أم سيؤجره… فهل سيحَاسب المقاول إذا لم ينجز هذا المشروع في ظل سنة أو سنتين؟
المغاربة يقولون ‘‘من الخيمة خرج عوج’’، إذن، لا بد لهذا الذي خرج من الخيمة مائلا أن يسقط، وهذا ما جرى في مرحلة التنفيذ التي كانت نتيجة طبيعية لمقدمات خاطئة يتحمل مسؤوليتها، أولا، الذين أعدوا المشروع وقدموه للملك منقوصا ودون تدقيق، ويتحمل مسؤوليته، ثانيا، الوزراء الذين وضعوا توقيعهم دون جرأة على طرح السؤال… لكن جل المهتمين، ومنهم الصحافيون، لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يدققون، وإذا دققوا لا يمتلكون الشجاعة الفكرية لطرح الأسئلة الحقيقية والبديهية أحيانا، ومن هذه الأسئلة: من تكفل بإعداد مشروع المنارة التي سقطت فوق رؤوس الوزراء؟ ولماذا جرى إخراج المشروع من المجلس الحكومي؟ ولماذا لم يقترح وزير الداخلية متابعة هذا المشروع ضمن جدول أعمال الحكومة الأسبوعي؟ وإذا كان كلام بنكيران صحيحا حول عدم علمه بالمشروع إلا من خلال تلفزة العرايشي، فمن المسؤول عن عدم إخباره أو استدعائه إلى مشروع يرتب أعباء مالية على الميزانية، وتتبعه محاسبة وعقاب؟ عوض هذه الأسئلة، كتبت الزميلة نادية صالح في افتتاحية ليكونوميست في أول جملة لها تقول :Et pourquoi pas Benkirane، وتسطر تحت هذه الجملة بالقول: «الرأي العام يعتقد أن بنكيران مسؤول أيضا عن التقصير الذي حدث في ملف منارة المتوسط،» ولكي تجد جوابا يليق بهذه الدهشة من استثناء بنكيران من العقاب كتبت نادية: «ربما أن العاهل ترك للنقاش الديمقراطي حسم هذه النقطة، أما علماء السياسة فقد رأوا في استثناء بنكيران من العقاب محاولة للابتعاد عن ميزان القوى بين أنصار زعيم البيجيدي وخصومه، فإنزال العقاب ببنكيران الآن سيعطيه فرصة لكي يصبح ضحية «victimisation» عوض أن يدافع عن إنجازاته المعدومة في رئاسة الحكومة أمام مؤتمر حزبه»! بدون تعليق.
الأحزاب مريضة نعم، ومتعبة نعم، ومخترقة نعم، وجلها مفصول عن نبض المجتمع نعم، لكن الحل هو مساعدتها على النهوض والشفاء والنضج، لا حفر قبر كبير لها ودفن حيها وميتها. هذا أمر لا يساعد الأحزاب ولا الدولة ولا الاستقرار. حتى، في أوج تغول الحكم السلطاني في القرون الماضية، كان المخزن يوقر أحزاب ذلك الزمن، أي الزوايا والقبائل، فما بالك اليوم والديمقراطية تعرف بكونها دولة الأحزاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طاحت المنارة علقوا الأحزاب طاحت المنارة علقوا الأحزاب



GMT 19:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إذ الظلم أفضل

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نواب يتكسبون من “العفو العام”

GMT 19:28 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر

GMT 19:24 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيم كارداشيان و«الغباء» الاصطناعي

GMT 19:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا ــ ممداني... زمن الإشارات الحمراء

GMT 19:16 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الأميركية ــ الصينية... هدنة أم أكثر؟

GMT 19:14 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة المنطقة المحظورة في التاريخ

GMT 19:12 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الرفيع بين الفخر والتفاخر

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib