نصيحة الحاج باحنيني
زلزال بقوة 6.7 درجات يضرب جزر أندامان الهندية زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا في جنوب المحيط الهادئ دون تسجيل أضرار زلزال بقوة 5.6 يضرب قبالة سواحل اليابان دون وقوع أضرار أو تحذيرات من تسونامي السلطات في الفلبين تجلي ما يقرب من مليون شخص مع قرب وصول إعصار "فونج-وونج" وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى
أخر الأخبار

نصيحة الحاج باحنيني

المغرب اليوم -

نصيحة الحاج باحنيني

بقلم - توفيق بو عشرين

اختار الملك محمد السادس أن يترك تشخيصه لأزمة البنية الحزبية والإدارية مفتوحا، حيث لم يعقب خطاب العرش، الذي كان صادما للرأي العام، أي قرار أو إجراء، وتوجه الملك في خطاب 20 غشت للحديث عن دبلوماسية المغرب في إفريقيا، وعلاقتها بتدبير ملف الصحراء، بكل تعقيداته السياسية والقانونية والإقليمية. ماذا يعني هذا؟

طبعا القصر لا يشرح قراراته، وعلى الرأي العام وعلى المحللين أن يجتهدوا في فهم منهجية تفكير الجالس على العرش، وإن كان الأمر لا يخلو من صعوبة أحيانا. يحكي أحد الوزراء المخضرمين أنه لما عين في إحدى حكومات الثمانينات مديرا عاما بظهير شريف، تلقى نصيحة خاصة من الوزير الحاج امحمد باحنيني، الذي تولى حقيبة الثقافة لمدة طويلة، وكان يعرف دار المخزن جيدا. قال الحاج للشاب حديث العهد بالمسؤولية: «يجب أن تعرف من اليوم أنك كنت حرا قبل أن تعين، وأنك الآن مخزني بالشاشية، وعليك أن تكون في الخدمة طوال الوقت. ثانيا، يجب أن تضع في رأسك أن الملك لا يفكر مثلك، ولا يأكل مثلك، ولا يشرب مثلك، ولا ينام مثلك، ولا يشتغل مثلك. إنه ملك وله أسلوبه الخاص»

لنعد الآن إلى دلالات إغلاق الملك ملف أعطاب المشهد الحزبي ونزع الثقة الملكية من النخب الحزبية… كان جل المراقبين يعتقدون أن الملك سيتصرف مثل طبيب، بعد التشخيص، سيكتب العلاج للأحزاب المريضة والإدارة المعطوبة، إما دواء، أو حمية، أو عملية جراحية، أو نصيحة بالخلود إلى الراحة وانتظار الموت… لكن الملك فاجأ الجميع، ولم يرجع في خطاب 20 غشت إلى الموضوع، وهذا ما حمل الناس على تأويل الأمر على مذهبين، التأويل الأول يقول إن الملك أثار انتباه الأحزاب السياسية والآلة الإدارية إلى أعطابها، ورجع إلى الوراء ليرى هل رسالته وصلت إلى أحزاب الأغلبية والمعارضة.. إلى الحكومة وإلى الإدارة أم لا، فليس مطلوبا من رئيس الدولة أن يتصرف كـ«سلطان» يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، من داخل الدستور ومن خارجه، وأن مهمته تقف عند إطلاق صفارة الإنذار، أما الباقي فعلى كل طرف أن يتحمل فيه المسؤولية.

التأويل الثاني يقول إن القصر ليس لديه الآن جواب عن أزمة الأحزاب والإدارة، وإن الملك عندما ألقى بحجر كبير في بركة الأحزاب والإدارة، لم يكن لديه جواب عن سؤال: ثم ماذا بعد؟ لذلك، في الخطاب الثاني، الذي جاء بعد 20 يوما من الخطاب الأول، لم يتابع موضوع خطاب العرش، بل انتقل إلى موضوع آخر بعيد تماما، أما عن المستقبل، فجل المتابعين يرون أن التشخيص القاسي الذي قدمه الملك للأداء الحزبي والإداري، على خلفية حراك الريف وفشل المؤسسات في التعاطي معه، سيترك آثارا يصعب التغاضي عنها في الأشهر المقبلة وليس في السنوات المقبلة، ومنها:

أولا: خطاب الملك زاد من إضعاف الجهاز الحكومي الهجين أصلا، وغير القادر على تثبيت مشروعيته في المجتمع، نظرا إلى ظروف ولادة حكومة العثماني، وتوزيع مصادر القرار داخلها. الخطاب الملكي زاد من ضعفها عندما حمل الملك مسؤولية الأزمة في الريف وغير الريف لحكومتها وأحزابها وإدارتها بل وشكك حتى في سلامة ونوايا القائمين عليها.قال الملك: «شعبي العزيز، إني ألح هنا، على ضرورة التفعيل الكامل والسليم للدستور.كما أؤكد أن الأمر يتعلق بمسؤولية جماعية تهم كل الفاعلين، حكومة وبرلمانا، وأحزابا، وكافة المؤسسات، كل في مجال اختصاصه».

ثانيا: خطاب العرش عرى ما بقي من أوراق التوت فوق عورة الأحزاب والإدارة، وقدمهما للمغاربة على أساس أنهما يستحقان المحاكمة أمام القضاء بتهمة الخيانة العظمى لأنهما تخليا عن واجباتهما أمام الشعب، وراحا يخدمان مصالحهما الخاصة، حيث قال الملك في مقطع قوي: «أنا لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول، لا يقوم بواجبه، أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعرفون أنه ليس له ضمير. ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، رغم أنهم يؤدون القسم أمام الله، والوطن، والملك».

ثالثا: خطاب العرش أصدر حكمه النهائي على المشهد السياسي ما بعد انتخابات السادس من أكتوبر 2016، فإذا كان الاقتراع التشريعي لم يفرز مؤسسات ونخبا وتركيبة في الحكم قادرة على تمثيل المواطنين، وعلى حل مشاكلهم، وغير قادرة على نيل ثقة الجالس على العرش، وإعطاء أمل في الغد للشعب، فهذا معناه أن جوهر العملية السياسية ضاع، وأن الدولة اعترفت بوجود فراغ خطير في العلاقة بين الشعب وبين من يحكمه، وأن الملك لا يمكن لوحده أن يصير حلقة الوصل الوحيدة بين الشعب والقرار، وإلا فإن البناء الدستوري والقانوني والمؤسساتي في البلاد قد يتعطل، لذلك، ليس من الغباء ولا من المزايدة السياسية أن يُقترح، في إطار النقاش العمومي، حل البرلمان والرجوع إلى الشعب بحثا عن مشهد انتخابي جديد قادر على الجواب عن أسئلة المرحلة، وضرورات الخروج من الأزمة، عوض الذهاب إلى حالة الاستثناء غير المبررة دستوريا والمكلفة سياسيا، أو إبقاء الجرح مغطى بحكومة ضعيفة وأحزاب واهنة إلى أن يتقيح، وبعدها سنصبح في أزمة أكبر وبخيارات محدودة جدا.

حراك الريف مازال مفتوحا على تطورات جديدة مادام العلاج السياسي لم يجرب، والأحزاب، كل الأحزاب، تعيش أزمة عميقة، وتزداد ضعفا أمام رأي عام يغلي، ولا يشعر بأن هناك من يمثله، لذلك يحمل مطالبه إلى الشارع، وصوته إلى ساحات التظاهر، دون وسطاء ولا تفاوض ولا صبر، والوضع الاقتصادي والاجتماعي يسوء يوما بعد آخر، ويكفي الإنسان أن يطلع على التقارير الدولية والمحلية ليقف على الحقيقة دون رتوش. الأزمة أعمق مما نتصور، وهي تتطلب ذكاء جماعيا ومناخا صحيا وشجاعة سياسية ومنظورا استراتيجيا، وإلا فليس أمامنا إلا نصيحة الحاج باحنيني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصيحة الحاج باحنيني نصيحة الحاج باحنيني



GMT 12:59 2022 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

ابتسم أنت فى (الهيئة الإنجيلية)!

GMT 09:12 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

الخضرة والماء والوجه الحسن

GMT 09:09 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

اللبنانيّون وقد طُردوا إلى... الطبيعة!

GMT 08:57 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

تايوان... «أوكرانيا الصين»!

GMT 08:52 2022 الأحد ,07 آب / أغسطس

أصوات العرب: جوّال الأرض

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة

GMT 14:36 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسرة الملكيّة تحتفل بذكرى ميلاد الأميرة للا حسناء الأربعاء

GMT 13:51 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

انتحار تلميذة قاصر بسم الفئران في سيدي بنور

GMT 01:57 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيليسيتي جونز تطلّ في فستان ذهبي نصف شفاف

GMT 20:13 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

كتاب "رأيت الله" لمصطفى محمود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib