العثماني والحيل الفقهية
دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية
أخر الأخبار

العثماني والحيل الفقهية

المغرب اليوم -

العثماني والحيل الفقهية

بقلم : توفيق بو عشرين

بعد قرابة ثلاثة أسابيع من الصمت المطبق حول كواليس جمع الأغلبية، وطريقة إخراج الحكومة، وخلفيات اختيار الوزراء، خرج رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني، في لقائه مع برلمانيي الحزب نهاية الأسبوعي الماضي، ليشرح موقفه، ويدافع عن اختياراته، ويبرر تنازلاته، لكن، بأسلوب «الحيل الفقهية»، وليس بطريقة الصراحة السياسية التي اعتادها مناضلو الحزب والمتعاطفون معه من بنكيران، لكن الرجل هو الأسلوب، ويجب أن يعتاد الجميع أسلوب الفقيه سعد الدين الذي يقول نصف الحقائق، ويجيب عن نصف الأسئلة، ويذهب بالمستمع إلى النهر ويرجعه عطشان، ولكنه مقتنع بضرورة الصبر على العطش، لأن ضرورات المرحلة تقتضي ذلك، ومصلحة البلاد تستوجب ذلك، والتدرج يتطلب ذلك، والتوافق يحتم ذلك، والسياسة يوم لك ويوم عليك.

لنعط بعض الأمثلة على طريقة الطبيب النفسي في «تنويم الغاضبين» من تنازلاته غير المبررة، وإخراجه حكومة مفصولة عن نتائج الاقتراع، وتنازله عن اختصاص أعطاه إياه الدستور، لكي يختار الأغلبية التي يرى أنها ستخدم حكومة منسجمة وفعالة تتصدى للمشاكل الكبرى للبلاد، ولا تضع نقطة نهاية للقوس الذي فتح في 2011.

عن دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، وقد كان مرفوضا من قبل حزب المصباح لمدة خمسة أشهر، قال العثماني: «إن الضرورة أملت ذلك، فالاتحاد حزب صغير، ولا يمكن أن نرفضه ونبقى حبيسي البلوكاج الذي عطل البلاد». طبعا الدكتور لم يشرح لمستمعيه ما هي هذه الضرورة التي أملت إقحام الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، وقد عاقبه الناخب وأعطاه 13 مقعدا في الانتخابات المباشرة، قبل أن تعطيه اللائحة الوطنية من كرمها سبعة مقاعد أخرى ليصل إلى 20. ولم يشرح العثماني كيف لم ترَ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، طيلة خمسة أشهر، هذه الضرورة، وكتبت في بلاغاتها أن الحكومة لن تتشكل سوى من أربعة أحزاب، ورآها العثماني في أسبوع واحد؟ هذه الحيلة المسماة «ضرورة مرحلة» لها اسم حقيقي هو: استعمال الاتحاد الاشتراكي ورقة لإذلال العدالة والتنمية، الذي رفض زعيمه بنكيران دخول لشكر تحت جناح أخنوش للحكومة، عِوَض الدخول من الباب الذي فُتح للاتحاد باعتباره حزبا وطنيا مستقلا وجزءا من الكتلة التاريخية. ودخول الحزب الصغير، كما سماه العثماني، ليس تفصيلا صغيرا في مفاوضات تشكيل الحكومة.. إنه نقطة نظام مفصلية تعرف أغلبية العثماني بكونها أغلبية مفروضة بالقوة القاهرة، وأن رئيس الحكومة يجب أن يضع الطريقة التي دخل بها لشكر إلى الحكومة «حلقة في أذنه» طيلة عمر حكومته، وأن يطوي صفحة بنكيران الذي أعلن، منذ الأسبوع الأول لتعيينه رئيسا للحكومة، أنه يرفض الابتزاز السياسي، ويرفض تخييب آمال الناس الذين صوتوا لحزبه… هذا هو المعنى الحقيقي لدخول الاتحاد، ولا علاقة لذلك بحجمه أكان كبيرا أم صغيرا. العبرة في من يقرر دخول هذا وخروج ذاك، أما حكاية دخول عبد الوافي لفتيت إلى الحكومة وزيرا للداخلية فلم يأتِ سعد الدين على ذكرها، وأزاحها من الطاولة رغم أنها أثارت وتثير الكثير من المشاكل وسط الحزب وخارجه، وتعطي فكرة عن نوع التوجه الذي ستلعبه هذه الوزارة في المرحلة المقبلة… هذا هو سعد الدين، دائما يهرب إلى الأمام، ويترك القضايا معلقة، ويحاول أن يصغر من حجمها لأنها تحرجه، أو لأنها ستؤدي به إلى مواجهة لا يريدها، ويعتقد أن هناك مشاكل تحل نفسها بنفسها.

بخصوص تبرير الخلل الذي ظهر في توزيع الحقائب الوزارية، حيث حظي أخنوش بوزارات مهمة وبميزانية ضخمة، وهو الذي لم يحصل سوى على 37 مقعدا في البرلمان، قال العثماني: «إن الأحرار جاؤوا يتفاوضون بكتلة برلمانية تضم حوالي ستين مقعدا (56 في الحقيقة)، ومن ثم طالبوا بمقاعد أكبر من تلك التي كانت في حوزتهم سنة 2013، باعتبار أن رئاسة البرلمان كانت في حوزتهم آنذاك ولم تعد الآن، وعددهم من مقاعد البرلمان (بعد ضم مقاعد حزب الحصان) صار أكبر». ماذا فعل الدكتور العثماني مع هذه الحيلة التي استعملها أخنوش الذي يعرف جيدا شطارة التجار وطرق البيع والشراء؟ استسلم للأمر، وأعطى الأحرار سبعة مقاعد مهمة بحساب أن عندهم «ستين مقعدا»، ثم لما انتهت الوزيعة، فوجئ رئيس الحكومة بأن الحمامة والحصان انفصلا فجأة، وأصبح مطلوبا من رئيس الحكومة أن يعطي مناصب أخرى لمحمد ساجد لوحده باعتبار أن له 19 مقعدا، وهكذا أدى العثماني فاتورة واحدة مرتين، وعوض أن يصارح حزبه بأنه سقط في فخ، اعتبر أن الأمر ضرورة تفاوض، والمهم أن رئاسة الحكومة بقيت عند العدالة والتنمية، وأن وزارة التجهيز والنقل بقيت في حوزة المصباح، وكأن 125 مقعدا في مجلس النواب لا تعطي إلا وزارة التجهيز والنقل، في حين أن 37 مقعدا تعطي وزارة المالية والاقتصاد، وهي أهم من التجهيز والنقل، وتعطي الفلاحة والصيد البحري والعالم القروي والمياه والغابات، وهي أهم من كل الوزارات الأخرى التي احتفظ بها العثماني، مثل العلاقة مع البرلمان، والشؤون العامة، وحقوق الإنسان، والشغل في بلاد لا شغل فيها. هذا ناهيك عن وزارات أخرى مهمة حصل عليها أخنوش، مثل التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي ووزارة الشباب والرياضة ووزارة العدل، فيما بقيت وزارات السيادة في مكانها لم يقترب منها أحد.

ولكي يغطي الدكتور على كل هذه التنازلات، وعلى كل الزلزال السياسي الذي أحدثته حكومته في الحزب ولدى الرأي العام، قال: «إن الرميد إلى جانبي بوزارة دولة، واطمئنوا إلى أنني سأتشبث بصلاحياتي الدستورية كما هي». هنا تأثر وزير الدولة، وارتمى على رأس العثماني وقبله وقال له: «أنت فران وقاد بحومة». العثماني، إذن، يعرف أن الناس لا يثقون في صلابة موقفه، ولا في قدرته على الصمود أمام الضغوط، ولهذا جاء بأخيه الرميد ليشد أزره، ويعينه على الوقوف في وجه الآلة الكبيرة للسلطة، لكن، يا سيد العثماني، الحكومة مثل الجيش، تحتاج إلى قائد يملأ مكانه، ويقنع الناس بقدرته على النصر بما يشكله من قوة رمزية وسياسية وأخلاقية، ولا يمكن للقائد أن يجيء بشخص آخر ليضمنه عند الناس وليطمئنهم إلى أنه لن يتنازل.

الخلاصة، أو السؤال الجوهري الذي لم يقترب منه السيد العثماني، هو: هل البلاد ستتقدم خطوة، ولو صغيرة، على درب التحول الديمقراطي مع حكومة «ممالك الطوائف» هذه، أم ستعبد الطريق لرجوع السلطوية إلى معاقلها التقليدية، وستدفع الناس، مرة أخرى، إلى هجر صناديق الاقتراع واليأس من السياسة؟ وهذا سؤال لا يحتمل الحيل السياسية ولا الفقهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العثماني والحيل الفقهية العثماني والحيل الفقهية



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib