بقعة الزيت تتمدد
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

بقعة الزيت تتمدد

المغرب اليوم -

بقعة الزيت تتمدد

بقلم - توفيق بو عشرين

حراك الريف أصبح مثل بقعة زيت تتمدد في كل فضاءات المغرب، تطل على فيسبوك فيستقبلك البث المباشر لتظاهرات الليل في الحسيمة ومدن أخرى تطالب كلها بإطلاق سراح الزفزافي ورفاقه. تفتح الصحف الورقية والإلكترونية فتجد نظريتين تتقارعان حول أحداث الحسيمة، الأولى تقول إنها انفصالية وتهدد بجر المغرب إلى النموذج السوري، والثانية تقول إنها اجتماعية، وإن سوء أدارتها هو الذي يعرض الاستقرار للخطر. تطوي الصحف وتذهب إلى متابعة البرلمان، فتجد أن حراك الحسيمة هو المستبد بكل النقاشات من القانون المالي، إلى محاربة الفساد، إلى البحث عن الشغل إلى الاقتصاد غير المهيكل، كل الموضوعات تصب في نهر الجيل الجديد من الاحتجاجات التي انطلقت من الهامش وأصبحت تحتل مركز المركز. تبتعد عن البرلمان وتدخل إلى بيت الحكومة، فلا تجد غير حراك الحسيمة وهديره يختبر رئيس الحكومة المسكين سعد الدين العثماني، الذي ورطه وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت وهو لم يسخن بعد مقعده، ودفعه إلى ترويج نظرية الانفصال والعمالة للخارج، مما جعل من الحكومة أداة غير صالحة لحل المشكل. تترك الحكومة جانبا وقد ابتعدت هي نفسها عن الأزمة منذ اليوم الأول، وتتجه إلى علاقة الأحزاب بالقصر، فتجد أن الأخير استدعى وزراء الأحزاب بعد إلغاء الدرس الحسني يوم الأربعاء الماضي وحثهم على التحرك، وعدم ترك الفراغ، والتواصل مع المواطنين وتسريع الأوراش المفتوحة. وعلى الجانب الآخر تتابع باندهاش بيان المستشار الملكي فواد عالي الهمة، الذي هاجم بنكيران عقب نشر خبر لقاء الرجلين في بيت حي الليمون، الذي يبدو أن الاتفاق لم يجر بين الاثنين على كتمانه، وأن الدلالات التي أعطيت له أغضبت مستشار الملك، فخرج ببلاغ غير مسبوق يهاجم فيه رئيس حكومة سابق، ويقول إنه زاره لوجه الله ووجه رمضان وللسؤال عن صحته! وحتى تمر الرسالة إلى من يهمه الأمر، قال الهمة إنه لم يكن يريد أن يحرج بنكيران، خاصة وأن احتجاجات الريف انطلقت في عهد حكومته. بنكيران لم يزد على هجوم الهمة وامتنع عن التعليق معتبرا كلام الهمة (لاحدث).

حراك الريف لم يقف هنا، بل إن جماعة العدل والاحسان المشغولة عادة بالاعتكاف في رمضان، خرجت عن صمتها وقررت النفخ في جمر الاحتجاجات، ومدها بالعدة الجماهيرية حتى لا تنطفئ. أما حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، فقد فتح لحراك الريف ذراعيه بالترحيب، معلنا أن حزبه يساند مطالب الحراك وينتقد المقاربة الأمنية التي اعتمدتها الدولة تجاه مطالب الريفيين المشروعة. شباط يرد (الصرف) لخصومه الذين أرادوا إقصاءه من قيادة سفينة الاستقلال التائهة، ويسعى الآن جاهدا وقد (ارتبك) جهاز الدولة بفعل أزمة الريف للإفلات من العقاب السياسي الذي سلط عليه. الحزب الحاكم مجازا العدالة والتنمية وجد نفسه هو الآخر تحت تأثير عواصف الحراك التي هبت على المصباح، وأجبرت بنكيران على انتقاد حكومة العثماني التي ارتكبت حسبه خطأ قاتلا في إدارة أزمة الريف، في حين لا يعطي وزراء البيجيدي للحراك نفس البعد ونفس الخطورة، ويحاولون أن يوهموا أنفسهم بأن المشكل عابر، وأن الحكومة ليس وحدها معنية بإدارة هذه الأزمة، وأن الدولة معنية قبل الحكومة بحل هذه المعضلة .

قضية الزفزافي ورفاقه لم تبق محصورة داخل الحدود، بل تدفقت نحو الخارج وإلى أوروبا بالتحديد، ووجدت (الدياسبورا الريفية) بكل ألوانها واتجاهاتها نفسها في قلب الحراك، وتحولت الآن إلى مكبر صوت قوي لما يقع في الحسيمة وبني بوعياش والدريوش والمناطق المجاورة.. وأصبحنا نسمع دروسا من الحكومة الإسبانية حول ضرورة احترام دولة الحق والقانون، وتحذيرا من بريطانيا وهولندا لرعاياهم من مغبة الاقتراب من مناطق التوتر…

هكذا تبدو الصورة من فوق لحراك معقد جدا، بدأ اجتماعيا، ثم تحول إلى سياسي في منطقة لها خصوصيات تاريخية وثقافية وجغرافية، سمتها الرئيسية إحساس المواطن الريفي بالعزلة والتهميش والحگرة والإقصاء والعنف من قبل دولة …

إذا صح هذا التوصيف للحجم الذي أخذته أزمة الريف التي انطلقت يوم 28 أكتوبر 2016، ومازالت مستمرة إلى الآن، فهذا يطرح على الدولة بكل مكوناتها أسئلة كبيرة مفادها: متى ستنتهي هذه الأزمة؟ وما هي الحلول التي لم تجرب بعد لإقفال هذا القوس الخطير؟ ومن يقبل بتحمل مسوولية الإخفاق في إدارة هذه الأزمة التي تتمدد يوما بعد آخر وتسمم المناخ السياسي والاجتماعي والوطني؟

الزمن لا يحل المشاكل، هذا وهم يستبد بالعاجز عن التصدي للواقع، الذين يخرجون كل يوم للتظاهر في الشارع دون أن يجدوا أذانا صاغية، لن يتعبوا لأن العناد والمقاومة من طباعهم النفسية، ثم هم اليوم مطوقون بدين أخلاقي أتجاه أصدقائهم القابعين في السجون، والخوف كل الخوف أن تسيل الدماء ويسقط قتلى في هذا الجو المتوتر… لهذا، فإن الحل يبدأ بالتهدئة، والتهدئة تبدأ بإطلاق سراح المعتقلين وتخفيف الضغط الأمني وتجريب الوصفة السياسية التي لم تجرب إلى الآن هيبة الدولة ليست على المحك والريف ليس خصما، الخصم الحقيقي هو الفقر والتهميش والإقصاء والاستئثار بالثروة والسلطة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقعة الزيت تتمدد بقعة الزيت تتمدد



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib