محرقة طانطان من تزعجه الحقيقة
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

محرقة طانطان.. من تزعجه الحقيقة؟

المغرب اليوم -

محرقة طانطان من تزعجه الحقيقة

توفيق بو عشرين


«ابنتي عند الله وأطلب من الملك أن يعيد إلينا حقنا»… هكذا أطلقت والدة الطفلة حسناء إكرام صرختها في وجه الجميع. تريد من الملك، باعتباره أعلى سلطة في البلاد، أن يرجع إليها حقها، أي أن تعرف من المسؤول عن وفاة ابنتها ومعها 34 روحا بريئة في محرقة طانطان الأسبوع الماضي…

لم يصدق الرأي العام بلاغ وزارة الداخلية وبيان الاتحاد الاشتراكي الذي برأ مهربي المحروقات في الصحراء من الوقوف وراء الحادث حتى قبل انتهاء التحقيق الرسمي، وقبل أن تعلن اللجنة المشكلة من الدرك ووزارة النقل والصحة نتائج ما توصل إليه البحث في الفاجعة…

من حق الرأي العام، الذي صدم من هول الحادث، أن يعرف ماذا جرى بالضبط، وهل الشاحنة التي اصطدمت بالحافلة التي كانت تقل الرياضيين الصغار شاحنة نقل بضائع أم شاحنة تهريب المحروقات أم كلاهما، أي بضائع ومحروقات؟ الذي أعرفه من المعاينة ومن مصادر كثيرة أن سوق تهريب المحروقات منتعش جداً على هذا الخط، وهناك شاحنات متفرغة لنقل المحروقات من العيون إلى كلميم وأكادير وتزنيت وتارودانت وسيدي إفني… وهناك أخرى تنقل البضائع أساسا ومعها المحروقات كنشاط ثانوي، لهذا تجد خزانات كبيرة ركبت على جوانب هذه الشاحنات خارج شروط السلامة وخارج المعايير القانونية، لكن من يسأل عن القانون في الصحراء يُنعت بالبلادة أو يتهم بالغباء السياسي…

يعرف الجميع أن أكثر نشاط يدر الدخل في المنطقة هو تهريب المحروقات والمواد المدعمة من العيون ومدن الصحراء وبيعها في المدن الداخلية، ولأن الدولة تدعم هذه المواد لتشجيع السكان على الاستقرار في هذه المنطقة، فإن أمراء الريع هناك، الذين صار لهم نفوذ كبير في الرباط، يحولون هذا الدعم المقتطع من جيوب دافعي الضرائب إلى غنيمة حرب، وهكذا أسسوا أسطولا كبيرا من الشاحنات بخزانات كبيرة لنقل المحروقات عبر أميال من الكيلومترات، حتى إن جل محطات بيع الوقود في المنطقة أغلقت أبوابها لأن السوق السوداء التي تتغذى من المحروقات المهربة لم تترك لها مجالا للمنافسة… 

ولأن شياطين الريع أصبحوا قوة انتخابية وسياسية كبيرة، فإنهم صاروا يبتزون الدولة ويقفون في وجه أي أحد يقترب من مصالحهم ومن حدائقهم الخلفية. جميع السلطات تعرف حكاية أسطول تهريب المحروقات هذا، والجميع يسكت، بعضهم خوفا من المواجهة، والبعض يصمت بمقابل، ويفهم حكمة «الصمت من ذهب» بطريقته الخاصة… 

إذا كانت السلطات تسكت عن الريع في الصحراء لحسابات سياسية، وإذا كانت السلطات لا تبالي بالمليارات التي تضيع في عمليات تهريب آلاف الأطنان من المحروقات كل يوم، فإن السلطات لا يحق لها، أخلاقيا وقانونيا وإنسانيا، أن تحمي أمراء الحرب الذين حولوا الطرق في الصحراء إلى خطوط نار التهمت  أجساد 34 طفلا كانوا في حافلة يعرف الجميع أن الشركة التابعة لها متخصصة في النقل، وأن سمعتها حسنة في السوق الذي يعرف فوضى كبيرة… هذا خط أحمر لا يجب تجاوزه، والروح «عزيزة عند الله».

 شكوك كبيرة توجد في الطرف الآخر الذي اصطدم بالحافلة، وحمل معه كتلة نار هائلة التهمت أجساد الأطفال وكأنهم تعرضوا لقصف جوي بقنابل النبالم. يقول المختصون إن احتمال تفحم الحافلة لمجرد الاصطدام بشاحنة بضائع أمر مستبعد جداً، وإن حجم النيران التي أكلت المسافرين من أول إلى آخر كرسي لا يمكن أن ينتج فقط عن الاصطدام مهما كانت قوته…

لو كنت أثق في قدرة البرلمان على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في هذه الفاجعة التي حطمت قلوب أسر الضحايا، وأدخلت الهم والحزن والألم على كل من عرف بخبرها.. لو كانت لجنة التحقيق التي شكلها مجلس النواب حول فيضانات كلميم قد نجحت ولم يستقل رئيسها قبل أن يبدأ عمله لأن المعارضة تريد لجنة على المقاس لحماية إرثها السابق في التدبير الكارثي لقطاعات كثيرة.. لو لم أكن أشك في قدرة البرلمان على التحقيق في الفاجعة، لدعوت إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق في وفاة 34 طفلا دماؤهم في عنق الدولة حتى نعرف الحقيقة، وحتى ينال المجرمون عقابهم، وحتى تعوض الدولة أسر الضحايا بما يجبر بعض الضرر المادي، أما النفسي فالرجاء في الله لا في العبد…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محرقة طانطان من تزعجه الحقيقة محرقة طانطان من تزعجه الحقيقة



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib