قط بنكيران لا يأكل الفئران
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

قط بنكيران لا يأكل الفئران

المغرب اليوم -

قط بنكيران لا يأكل الفئران

توفيق بوعشرين

قدم بنكيران، أول أمس بسلا، مثالا على تفعيل رئاسة الحكومة للدستور الجديد، وقال، في لقاء صحافي مع مؤسسة الفقيه التطواني، إنه تداول مع الراحل عبد الله بها بشأن موضوع أحقية رئيس الحكومة في الإشراف على الانتخابات باعتباره رئيس الإدارة المغربية، بعدما لاحظ أن وزارة الداخلية بدأت تتصرف بالطريقة القديمة نفسها التي كانت تشرف بها على الانتخابات، فوافق بها، صديق بنكيران، على هذه القراءة الدستورية لصلاحيات رئيس الحكومة تجاه الملف الأكثر حساسية في الحياة السياسية المغربية، فما كان من عبد الله بها، إلا أن اتصل بوزير الداخلية، محمد حصاد، باسم رئيس الحكومة، وأبلغه بضرورة أن يمر ملف الانتخابات من مكتب رئيس الحكومة، فرد عليه حصاد: «سأستشير جلالة الملك في الموضوع وأرجع إليك». وبعد مضي وقت قصير على هذه المكالمة، اتصل الملك محمد السادس برئيس الحكومة، وكلفه بالإشراف على الانتخابات بصفته رئيس الحكومة.

ماذا سيقع بعد هذا التكليف من أعلى سلطة في البلاد لرئيس الحكومة بالإشراف على الانتخابات؟ يواصل بنكيران رواية ما جرى في الكواليس: «بعدها جاء عندي حصاد، وقال لي إن جلالة الملك يريد أن تكون أنت المسؤول عن الانتخابات وسننفذ ما يأمر به سيدنا. وهكذا جرى تنظيم أول اجتماع حول التحضير للانتخابات حضره رؤساء وممثلو الأحزاب في رئاسة الحكومة وليس في مقر وزارة الداخلية».

وبعد هذا الاجتماع، ماذا جرى يا سيد بنكيران؟ هل أمسكت ملف الانتخابات بين يديك؟ هل أدرت المفاوضات بين الأحزاب؟ هل راجعت الإطار القانوني الذي ينظم الانتخابات؟ هل خلصت المغاربة من بدعة اللوائح الانتخابية التي لا تضم نصف المغاربة البالغين 18 سنة (عدد المغاربة المسجلين في اللوائح الانتخابية الآن حوالي 13 مليونا، وعدد البالغين سن التصويت القانوني 27 مليونا)؟ هل وضعت بصماتك على نمط الاقتراع والتقطيع وضمانات النزاهة، ومحاربة استعمال المال لإفساد الانتخابات، وغيرها من المطالب الكثيرة التي كان حزبك ينادي بها أيام المعارضة؟

جواب السيد بنكيران: «رئاسة الحكومة لا تملك الجهاز الذي يمكنها من الإشراف على تفاصيل العمليات الانتخابية. لا يمكنني أن أشرف على الانتخابات لأن ذلك يتطلب جهازا له خلفية وله تجربة، ولماذا لا تتكفل الداخلية بتدبير الانتخابات؟ أكثر من هذا أقول لكم إنني لم أفرض رأيي على الداخلية في مواضيع كثيرة منها، مثلا، اللوائح الانتخابية التي كان رأيي أن نلغيها ونعتمد البطائق الوطنية، لكن عندما أخبرني وزير الداخلية بأن الأمر صعب لأن هناك 27 مليون بطاقة تعريف يصعب تنقيتها من حاملي السلاح والمساجين والمتوفين، فقد تفهت الأمر».

ولكي يضيف بعض البهارات السياسية على حديثه، قال بنكيران: «من يعتقد أن وزارة الداخلية مثل سائر الوزارات فهو غالط، فالداخلية ستبقى هكذا في الحاضر والمستقبل كما كانت في الماضي.. إنها ذاكرة الدولة».

لم يوفق رئيس الحكومة في إعطاء مثال جيد على تأويل الدستور المغربي تأويلا ديمقراطيا.. العكس هو الصحيح. المثال الذي أعطاه بنكيران يدل على عكس ما سعى السيد رئيس الحكومة إلى الدلالة عليه، فهو، وإن تجرأ وأثار موضوع إشرافه كرئيس حكومة على الانتخابات، عكس الوزراء الأولين السابقين الذين كانوا يتفرجون على وزير الداخلية وهو يفصل ويخيط الانتخابات وخرائطها، فإن النتيجة النهائية واحدة.. بنكيران لا يشرف سياسيا ولا قانونيا على الانتخابات. يقول الصينيون حكمة دالة في هذا المقام مفادها: «ليس مهما أن يكون القط أبيض أو أسود.. المهم أن يأكل الفئران».. ليس مهما أن يقال إن رئيس الحكومة استضاف اللقاء الأول المخصص للتحضير للانتخابات، وخطب في معشر الأحزاب.. المهم هو البصمات التي سيتركها رئيس الحكومة على شفافية ونزاهة وعدالة الانتخابات لتعبر عن الإرادة الحقيقية للأمة، وألا تترك لعبة في يد الأعيان وأحزاب «الكارطون» ومصالح الإدارة، وألاعيب التقطيع التي تخدم بلقنة المشهد السياسي والانتخابي… كما كانت الانتخابات تجرى دائما.

إذا كانت وزارة الداخلية، مثلا، لا تستطيع انتقاء لوائح الحاصلين على البطاقة الوطنية من حاملي السلاح والمسجونين والمتوفين، فكيف يشيد رئيس الحكومة بكفاءتها وخبرتها، وبأنها ذاكرة المغرب (هذه أول مرة أسمع رئيس حكومة يصف وزارة الداخلية بذاكرة المغرب، حتى إدريس البصري لا أتذكر أنه ادعى أن الوزارة التي أشرف عليها لعقود تعتبر ذاكرة المغرب)؟ حاملو السلاح معروفة أسماؤهم لدى إدارة الدفاع، ولدى وزارة المالية أرقام أجورهم، والمسجونون معروفة أسماؤهم لدى إدارة السجون. أما المتوفون، فوزارة الداخلية هي التي تشرف على المقابر، وهي التي تعرف من يوضع في بطنها كل يوم، وهي التي تعطي تصاريح بالدفن, إذن، العملية بسيطة للغاية، ويمكن إعداد لوائح الذين يحق لهم التصويت في يوم واحد. يبقى مشكل العناوين في البطائق التي لا تتطابق مع العناوين الحالية.

هذه حالها أسهل من حال فتح التسجيل الجديد في اللوائح الانتخابية التي أعدها إدريس البصري ومازلنا نشتغل بها بكل عيوبها ومشاكلها… السبب في الاحتفاظ باللوائح الانتخابية وعدم استبدالها بلوائح البطاقات الوطنية سياسي وليس تقنيا، والانتخابات المقبلة تُهيأ بمنطق الانتخابات السابقة، والدستور موجود للتذكير بالظروف التي وضع فيها، والآمال التي كانت معقودة عليه لتطوير نظامنا السياسي، لكن الواقع اليوم يدبر بعيدا عنه، ظنا من الجميع أن ذلك أسلم وأفضل وأنجع… وبيننا الأيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قط بنكيران لا يأكل الفئران قط بنكيران لا يأكل الفئران



GMT 18:51 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً: النهاية!

GMT 18:42 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

تيه في صخب عربي مزمن

GMT 18:40 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

الظهور الثاني لعوض الدوخي

GMT 18:38 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

قضيتا الاستعصاء السياسي!

GMT 18:36 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

نصرة غزة!

GMT 18:32 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

غياب الساحل الطيب

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib