عملة نادرة في المغرب
البحرين تفتح مجالها الجوي مؤقتاً كإجراء احترازي تصعيد إقليمي خطير وقصف إيراني يستهدف قاعدة العديد بحضور قائد "سنتكوم" وتحركات عسكرية في سوريا وإسرائيل تهاجم طهران إيران تؤكد أن الهجوم على قاعدة العديد في قطر هو رد يأتي في إطار الرد بالمثل وبما يتوافق مع القوانين الدولية وحق الدفاع المشرو الجيش الإسرائيلي يستكمل موجة من الغارات في غرب إيران استهدفت مواقع لتخزين صواريخ ومسيّرات قطر تدين استهداف قاعدة العديد وتؤكد التصدي للصواريخ الإيرانية بنجاح سقوط طائرة مسيرة من نوع "شاهد 101" في عمان يُسبب أضرارًا مادية وسط إجراءات أمنية مشددة إيران تعلن أن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قطر كان مساويًا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في المواقع النووية إنطلاق صافرات الإنذار في ثلاث دول عربية خلال الرد الإيراني على الهجوم الأميركي إطلاق عمليات "بشائر الفتح" الإيرانية ضد قاعدة العديد الأميركية وتصريحات إسرائيلية عن تهديدات قادمة انفجارات في طهران والدوحة تدين هجوم الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد وتؤكد حقها في الرد
أخر الأخبار

عملة نادرة في المغرب

المغرب اليوم -

عملة نادرة في المغرب

توفيق بوعشرين

هناك نكتة كان المغاربة يتداولونها في الثمانينات، تعبر عن بعد الحاكمين عن هموم المحكومين. تقول النكتة إن الملك الراحل الحسن الثاني كان في جولة بمراكش، فجاء شاب للسلام عليه، فسأله الملك: «أين تشتغل يا ولدي؟»، فرد الشاب المراكشي بسرعة: «في الميناء يا مولاي». فتعجب الملك من هذا الجواب، فسأل ثانية الشاب: «وهل في مراكش بحر حتى يكون فيها ميناء؟»، فأجاب الشاب ملكه: «وهل في مراكش عمل حتى يسأل عنه سيدنا؟»…

الشغل هو مفتاح الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية وتوزيع الثروة وحفظ الكرامة وما يتبعها، وهذه العملة نادرة اليوم في المغرب، وإليكم الإحصائيات الخارجة من المندوبية السامية للتخطيط…

كل سنة يحتاج المغرب إلى أكثر من 180 ألف منصب شغل، أي أن 180 ألف شاب يطرقون باب العمل في القطاع العام أو الخاص.

ترى كم من واحد يُفتح أمامه هذا الباب؟ الرقم صغير وصادم.. لا يلج سوق الشغل سوى أقل من 40 ألف شاب سنويا، ويبقى 140 ألفا في عراء البطالة ينتظرون ويتألمون، ويشحذون، ويعيشون على مساعدات أقاربهم (معدل مناصب الشغل التي وجدت في الثلاث سنوات الأخيرة هو 39 ألف منصب شغل كل سنة)…

 لهذا شعر رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بأن نقطة الضعف الكبيرة في حصيلة حكومته هي مناصب الشغل، لهذا عمد إلى وضع برنامج لإعادة تكوين 25 ألف شاب عاطل بمنحة 1000 درهم في الشهر من أجل تسهيل إدماجهم في سوق الشغل. المبادرة ليست كبيرة وليست جديدة، لكن المحاولة تفتح النقاش حول الطرق غير التقليدية في البحث عن فرص الشغل للشباب…

إن أغلب العاطلين، للأسف، يبحثون عن الشغل في الأماكن التي لا يوجد فيها. يبحثون عن الشغل في الإدارة، والإدارة مصابة بالتخمة، وتتمنى أن يأتيها من يخلصها من ثلث موظفيها، ومن يعيد انتشار الثلث الآخر، ومن يحفز الثلث الذي يشتغل. هذا هو حال الإدارة اليوم، التي نصرف على جيشها 140 مليار درهم سنويا دون أن نتلقى مقابل هذا المال خدمة جيدة من المرفق العام.

فرص الشغل توجد في القطاع الخاص لكن هذا القطاع بدوره يعيش مشاكل كثيرة، أولها الاحتكار، حيث تستأثر شركات محدودة بمجمل الصفقات العمومية، فتقسم الثروة بينها، ولا تدع للآخرين شيئا يعيشون منه، وثانيها الريع، حيث يحصل المحظوظون على المال دون مجهود ولا ضريبة ولا قيمة مضافة، ومن ثم لا يخلقون مناصب شغل قارة، وثالثها العشوائية، حيث ثلث الاقتصاد يعيش في القطاع غير المهيكل، وبالتالي لا يخضع للضريبة ولا للتحديث ولا للعصرنة ولا للتخطيط. رابع أعطاب القطاع الخاص يكمن في أنه يستثمر في العقار والاستيراد والتوزيع والاتصالات والأبناك… وكل هذه الأنشطة لا تخلق مناصب شغل كبيرة (انظروا إلى لائحة كبار الأغنياء في المغرب ستجدون جلهم من حيتان العقار، وهذه خاصية لا توجد إلا في البلدان المتخلفة، أما الدول المتقدمة فإن أغنياءها يخرجون من الصناعات ومن القطاعات التي تخلق قيمة مضافة).

لنأخذ سنة 2015، حيث يقول الخبراء إن نسبة النمو ستصل في أفضل الأحوال إلى 4.8 في المائة، وهي أعلى نسبة يمكن للنمو في هذه البلاد أن يصل إليها في الظرف الراهن. نصف هذه النسبة من النمو ترجع إلى القطاع الفلاحي، المرتبط بالسماء لا بالأرض، في حين أن البلاد محتاجة إلى نسبة 8 في المائة من النمو لمدة عشر سنوات لتستطيع أن تمتص جيوش العاطلين عن العمل الذين يدخلون السوق كل سنة.

مسؤولية الحكومة ليس أن ترفع من عدد الوظائف في الإدارة كل سنة.. مسؤولية الحكومة أن تهيئ مناخا اقتصاديا وماليا وضريبيا لإنعاش الشغل. الدولة تتوفر على سلاح التشريع ولا تستعمله، وتتوفر على ذخيرة الوعاء العقاري ولا تعطيه إلا للديناصورات الكبيرة، وتتوفر على أكبر ميزانية استثمار في المغرب (180 مليار درهم سنويا) لكنها لا تزيد الشحم إلا في ظهر المعلوف. الدولة تتوفر على إمكانات كبيرة لخلق وظائف جديدة لكن للأسف المبادرة معطلة والعقل السياسي مشغول بقضايا أقل أهمية…

اليوم مثلا وزارة العدل عاجزة عن استخلاص مئات آلاف من الغرامات التي تحكم بها المحاكم على مواطنين مغاربة، والرقم يفوق 10 ملايير درهم. كتاب الضبط في المحاكم المغربية اليوم عاجزون عن استخلاص هذه المبالغ لكثرتها، ولعدم تخصصهم في التحصيل، كما هم عاجزون حتى عن تنظيم أرشيف الأحكام والملفات في المحاكم التي تتعرض للتلف ولغزو الفئران.. ماذا سيجري لو خلقت الحكومة مهنة حرة مكلفة باستخلاص الغرامات من المحكوم عليهم، وأخذ عمولة من هذه الغرامات مقابل الخدمة؟ ستربح الدولة المليارات كل سنة، وستخلق عشرات الآلاف من مناصب الشغل، وستربح أموالا كثيرة من الضرائب التي سيؤديها أصحاب مهنة التحصيل عن نشاطهم، دون أن تضطر الحكومة إلى إثقال الميزانية العامة بكتلة أجور جديدة. طبعا مقترح مثل هذا ستواجهه الإدارة ونقابات كتاب الضبط في وزارة العدل بطرق ملتوية، وسيرى فيه الطرفان انتقاصا من سلطتهما ومسا بهيبتهما… وهكذا تظل يد الميت فوق ملف التشغيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملة نادرة في المغرب عملة نادرة في المغرب



GMT 20:10 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

شهادة منزلية

GMT 20:09 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

ثلاثةُ ملاكمين وهاويةٌ غير مسبوقة

GMT 20:08 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

«طوارق» الليل والنهار

GMT 20:06 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

أي فرصة سلام بعد الصدمة؟

GMT 20:05 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

دموع «الأرتيست»

GMT 20:04 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

لا مفاجأة فى الموضوع

GMT 20:02 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

من أغبى القرارات!

GMT 20:01 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

(جمعاء) يصادر (زوزو)!!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 08:54 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مايك شوماخر يشكل فريقا مع فيتيل في "سباق الأبطال"

GMT 05:25 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

معارض ماركس آند سبنسر تطرح تشكيلات رائعة وبأسعار جيدة

GMT 13:33 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أهمية تغيير زيت فرامل السيارة وخطورة تجاهله

GMT 03:21 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكويتية إلهام الفضالة تروي تفاصيل الحالة الصحية لزوجها

GMT 23:05 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتّحاد السعودي يمنح حمد الله مكافأة بقيمة 50 ألف دولار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib