رمضان وأنواع الصيام
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

رمضان وأنواع الصيام

المغرب اليوم -

رمضان وأنواع الصيام

توفيق بوعشرين

رمضان كريم، تقبل الله منكم الصيام والقيام وأعمال الخير، أما بعد.. ها هو الشهر الفضيل يطل علينا بوجهه الصبوح فاتحاً ذراعيه لأمة الإسلام، باسطا يده لمن يريد أن يتخفف من أعباء الدنيا، وأن يرتقي إلى روحانية الدين وإلى قيمه الكبرى وإلى مقاصده العميقة، بعيدا عن التظاهر بالورع، والتشبث بالطقوس الفارغة من أي مضمون.

المغاربة يقدسون رمضان أكثر من أي شعائر أخرى في الإسلام.. ربما لأنه طقس جماعي، وفيه يختلط التدين الشعبي بالتقاليد الاجتماعية الراسخة، والطقوس الدينية بروح التضامن وقيم العائلة.. رمضان شهر للصيام عن الأكل والشرب والجنس من مطلع النهار إلى غروب الشمس. لكن هذا الصوم يمكن أن يتسع ليشمل الصوم عن الظلم والجور، والصوم عن استغلال البشر وإهانة كرامة الإنسان، والصوم عن العنف ضد المرأة والتحرش بها في الأماكن العامة، والصوم عن المس بالمال العام، وهدر الوقت، والتلاعب بمصالح الناس في المرفق العمومي، والصوم عن الكلام القبيح والعبارات العنصرية المشينة التي نسمعها كل يوم في الشارع، والصوم عن خرق قانون السير وقوانين التربية المدنية، والصوم عن تعذيب البشر والمس بسلامتهم، والصوم عن الفساد في كل مجالات الحياة العامة والخاصة…

إنه صوم يمكن أن يتسع ليشمل كل الأعطاب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعج بها واقعنا المغربي، حيث الأخلاق محصورة في الخطاب، والقيم مكانها البيت، فيما المجال العام مستباح بلا حارس ولا بواب. وظيفة الخطاب الديني الرسمي والشعبي أن يساعد الناس على ربط التدين بالأخلاق العامة، وبالتربية على القيم وليس فقط على الشعائر، فليس الصوف هو الذي يصنع الزاهد أو العابد…

في رمضان يصوم المغاربة لكن استهلاكهم للمواد الغذائية يرتفع، وفي رمضان يصلي المغاربة لكن العنف يزداد، وفي رمضان تمتلئ المساجد لكن التقوى الجماعية لا تتسع، تظل التربية المدنية متدنية واحترام الآخر في حدوده الدنيا أو أقل. في شهر الصيام تصبح الأعصاب مشدودة إلى آخر وتر فيها، والاستعداد للعنف والخصام في أوجه، لماذا لا ينفذ الصيام إلى عمق بعض النفوس؟ لماذا لا يظهر التدين الفردي على سطح الممارسة الاجتماعية؟ البعض يسمى هذا نفاقا، والبعض يقول إنه تشبث بالطقوس دون القيم، والبعض يقول إن التناقض سمة البشر، وإنه لا يوجد على الأرض إنسان تتطابق قناعته مع سلوكه مائة في المائة، دائماً هناك مسافة فاصلة. الشعوب المتقدمة هي التي تقلص المسافة بين المبدأ والمصلحة، بين القانون والغريزة، بين العدالة الجماعية والأنانية الفردية.. ترى هل نحن المسلمون عاجزون اليوم عن تقليص هذه المسافة رغم كل مخزون التدين الذي يطبع حياتنا من الصبح إلى الليل؟ متى يتطابق الدين والإيمان والطقوس والقيم والشعائر والسلوكات في حياتنا اليومية…

شهر رمضان قوس في السنة مخصص في الإسلام للمراجعة، للنقد، للعودة إلى الله، لتصحيح الاعوجاج في النفوس، للإحساس بالضعفاء والمساكين واليتامى والمهاجرين (أبناء السبيل).. شهر لمراجعة الثقافة المادية وقانون الربح والخسارة، وقاعدة لكل شيء ثمن «وليمعندوش ما يسواش»… رمضان وقفة تأمل، ووقفة رفض التطبيع مع تشييء الإنسان، مع قانون السوق، ومع ثقافة المادة، مع سطوة الغريزة، مع سلطة الرغبة. رمضان تمرين روحي وجسدي للتخلص من المادة والتعلق بالروح، وباللامادي في المخلوق. رمضان ليس فقط شهرا للعبادة والثواب استعدادا للآخرة، هو أيضا تمرين للعيش في الدنيا بسلام وتوازن، ولنشر قيم العطاء والخير والمحبة والزهد والتسامح والتضحية، ولجم الغرائز، حتى الحيوي منها مثل الأكل والشرب والجنس. إنها رياضة للتحكم في نوازع النفس البشرية، وقيادتها نحو الصلاح والخير وخدمة الآخرين دون انتظار أجر أو شكر أو ثواب إلا من خالق الناس… رمضان مناسبة لكي يضع المجتمع نفسه أمام المرآة… لكي يعيد قياس المسافة التي تربطه بالدين، بالقيم، بالروحانيات والآخرين…

قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان وأنواع الصيام رمضان وأنواع الصيام



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك
المغرب اليوم - منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib