الرباط تمسك العصا من الوسط
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

الرباط تمسك العصا من الوسط

المغرب اليوم -

الرباط تمسك العصا من الوسط

توفيق بو عشرين

أفضل شيء قامت به وزارة الخارجية المغربية مع بداية 2016 أنها لم تركب موجة: «نصر أخاك ظالما أو مظلوما»، ولم تكتب بيانات نارية ضد إيران كما هي عادتها. اختارت دبلوماسيتنا المحافظة أن تمسك العصا من الوسط في الحرب الدبلوماسية والإعلامية المستعرة بين الإخوة الأعداء إيران والسعودية. اختارت دبلوماسيتنا صوت العقل، حيث دعت الطرفين إلى التحلي بالحكمة حتى لا تتسع رقعة الأزمة وتقود إلى ما لا تحمد عقباه، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه واشنطن وباريس وبرلين ولندن، وكل العواصم التي ترى حجم البارود الموجود في المنطقة.
طبعا السعودية لن يرضيها الموقف المغربي الذي كان دائما في صفها ضد إيران، وسترى فيه موقفا «مائعا»، لكن الحكمة تقول: «صديقك من صدَقك لا من صدَّقك». الدول مثل الأفراد، تحتاج في لحظات الأزمة الكبيرة لمن يقول لها رأيه بصراحة لا من يجاري غضبها، ويزين لها طريق الهلاك.
إعدام رجل دين مهما كان مستفزا وغوغائيا خطأ، وإعدامه من قبل السلطات السعودية في هذا التوقيت خطأ مزدوج، ودخول إيران ومؤسسة المرشد على الخط لانتقاد حكم قضائي ضد مواطن سعودي خطأ، فإيران ليست أمنيستي ولا هيومان رايتس ووتش لتقف ضد عقوبة الإعدام، وتغاضي السلطات الإيرانية عن إحراق سفارة الرياض في طهران خطأ، لأن السفارات مثل عربات الإطفاء، لا يطلق أحد عليها النار لأن الجميع يحتاج إليها لإطفاء الحرائق، ثم إن قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل الرياض مع طهران كان قرارا متسرعا، وتبعه قرار أكثر حمقا عندما صدر بيان عن الجيش الإيراني يهدد باستعمال السلاح ضد السعودية، ثم جاءت الاصطفافات التي تصب الزيت على النار، حيث أعلنت البحرين والإمارات والسودان قطع علاقاتها مع طهران نصرة للسعودية.
الخليج يغلي، وطبول الحرب تدق، والاصطفافات على أشدها بين الرياض وطهران، والجميع منخرط في إيقاد النار بين المعسكر السني، الذي تقوده السعودية، والمعسكر الشيعي، الذي تتزعمه إيران.
إعدام المعارض السعودي نمر باقر النمر يوم السبت الماضي لم يكن إلا القطرة التي أفاضت الكأس. كأس التوتر كانت مملوءة منذ سنوات، وازدادت مع الأزمة السورية واليمنية والعراقية، وتضاعف التوتر أكثر بين الغريمين الكبيرين إيران والسعودية بعدما قرر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التفاوض مع ملالي طهران، وإعادة إدماجهم في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، مع وضع قيود على برنامج إيران النووي. هنا كادت السعودية أن تجن، فهي تعتبر إيران «الشيطان الأكبر في المنطقة»، وفك الحصار عنه معناه أن الغرب يشجعه على التمدد أكثر في ساحة مضطربة وشبه فارغة.
عندما وقع البيت الأبيض بالأحرف الأولى على اتفاقية فيينا، التي ترسي مصالحة تاريخية بين الغرب والثورة الخمينية، خرج باراك أوباما، في حوار صحافي مع توماس فريدمان، يدعو قادة المملكة العربية السعودية إلى فتح حوار مع إيران، والجلوس إلى طاولة المفاوضات. كان الرئيس الأمريكي يعرف أن التوتر سيتصاعد بين طهران والرياض، وأن أعصاب هذه الأخيرة لن تحتمل جارا مقلقا مثل إيران، يتوفر على أوراق لعب كثيرة في المنطقة، وفي داخل كل بلد عربي أقلية شيعية مضطهدة أو مهمشة.
منذ قيام الثورة الإسلامية في طهران سنة 1979 والسعودية وحلفاؤها يحاولون حصار مدها، مرة بدعم الرئيس العراقي صدام حسين الذي دخل في حرب بالوكالة مع الخميني أشهرا بعد نجاح الثورة.. حرب دامت ثماني سنوات قتل خلالها حوالي مليون شخص، ومرة بتحريض البيت الأبيض على حصار إيران، ثم التهييء لضربها باعتبارها دولة مارقة، في حين أن إيران لم توفر سلاحا لم تستعمله مع «جيرانها المتآمرين»، مرة بادعاء تصدير الثورة، ومرة بزرع ميلشيات لها في العالم العربي، ومرة بإذكاء النزعة الطائفية، خاصة بعد أن أخرجت السعودية هذا السلاح الفتاك من غمده، فصار الخطابان الدينيان الوهابي والاثناعشري يغذيان آلة دعائية كبيرة في الصحف والكتب والمنشورات والتلفزات، وصار رجال الدين السنة والشيعة نجوما في هذه الحرب القذرة، حيث أصبحوا يخوضون صراعا طائفيا بالوكالة عن السياسيين.
جثة نمر باقر النمر صارت أغلى من حياة صاحبها، فحولها تحلق كل صاحب رسالة أو مصلحة أو دعوة إلى الحرب… والحرب ليست شيئا جديدا على طهران ولا على الرياض، كلتاهما تخوضان حروبا على واجهات عدة في سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان، الجديد هذه المرة أنهما مرشحتان لخوض حرب مباشرة وجها لوجه، فيما كانتا قبل هذا الوقت تخوضان حروبا بالوكالة، وتدفعان الآخرين إلى الموت فيما هما يشتريان الأسلحة، ويدفعان المال، وينحتان إيديولوجيا الحرب الطائفية باسم السنة والشيعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرباط تمسك العصا من الوسط الرباط تمسك العصا من الوسط



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib