الحموشي والأحداث المغربية
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

الحموشي والأحداث المغربية

المغرب اليوم -

الحموشي والأحداث المغربية

توفيق بو عشرين


في توقيت محسوب، نزل قرار تعيين عبد اللطيف الحموشي مديرا عاما للأمن إلى جانب احتفاظه بمديرية مراقبة التراب الوطني dst، أي قبل ساعات من حلول الذكرى الـ12 لأحداث 16 ماي الأليمة، وعلى بعد يوم من عيد الشرطة. الرسالة واضحة: العزم على الاستمرار في محاربة الإرهاب بكل الإمكانات المتاحة للدولة، ولهذا وضع رمز مكافحة الإرهاب المخبر الأول للمملكة على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، وأتيحت له إمكانات جديدة لملاحقة الخلايا النائمة والمستيقظة للإرهاب. الرسالة الثانية من وراء تعيين الحموشي على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني هي إحساس الدولة بأن هذه الإدارة تحتاج إلى إصلاح وتحديث وعصرنة، لأنها إدارة شاخت وحرمت، لسنوات طويلة، من الإمكانات المالية والبشرية والوسائل العصرية والإدارة الحديثة، ولهذا أعطيت قيادتها لمسؤول أمني شاب أظهر نجاحا وتفوقا في إعادة بناء جهاز dst، وعهد إليه بمهمة حساسة ومهمة وهي تجريب وصفته في الأمن بعد أن نجحت في المخابرات. هذه هي أهم رسائل قرار وضع قبعتي الأمن والمخابرات فوق رأس الحموشي، وبقي أن نطرح سؤالا على هذا القرار الذي فاجأ الجميع:

 ألا يحتاج هذا القرار إلى إطار قانوني جديد يقربنا أكثر من مطلب الحكامة الأمنية الذي مازال معلقاً منذ انتهاء هيئة الإنصاف والمصالحة من عملها قبل 10 سنوات، حيث أوصت هيئة بنزكري الدولة خيرا بهذه الحكامة التي تبدأ بالإطار التشريعي الواضح للممارسة الأمنية، وتنتهي بالتربية على احترام حقوق الإنسان، مرورا بربط المسؤولية بالمحاسبة وتجريم الإفلات من العقاب.

 النصوص التي تنظم عمل الأجهزة الأمنية في بلادنا قليلة جداً وقديمة جداً، يعود بعضها إلى بداية الاستقلال. لقد وضعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي معايير كثيرة لحكامة الأجهزة الأمنية وتطوير مهنيتها، وإبعادها عن التسييس أو الاستغلال من قبل جهة ضد جهة، أو التصرف خارج قواعد الديمقراطية ودولة الحق والقانون. لقد رأينا كيف لعبت هذه الأجهزة الحساسة أدوارا خطيرة في مصر وتونس والجزائر… لقد حدث تطور لافت في عمل الأجهزة الأمنية المغربية، حيث توقف الاختطاف والاختفاء القسري، مثلا، وتراجع التعذيب في مخافر الشرطة والسجون، ورأينا أحكاما تلغى لأن الاعترافات انتزعت تحت الضغط أو التعذيب، وسمعنا عن توقيف وزير العدل قاضيا رفض عرض متهمين على الخبرة الطبية بعد ادعائهم التعرض للتعذيب، لكن عمل الأجهزة الأمنية في بلادنا مازال يحتاج إلى مدونة قانونية حديثة وعصرية. مثلا، الجميع يعرف أن الأجهزة الأمنية في المغرب تضع تقارير عن الأشخاص المرشحين لتولي مناصب مهمة في الدولة، وهذا أمر اعترف به حديثا وزير في البرلمان، وقال إن التقارير الأمنية تعتبر حاسمة في قرارات تعيين الوزراء للمديرين والكاتب العامين ورؤساء المؤسسات العمومية، وبلا شك الأمر يطال الوزراء أيضاً، لكن لا أحد سأل في البرلمان أو خارجه عن النص القانوني الذي ينظم هذه العملية الحساسة، وعن اللوائح التي تؤطر كتابة التقارير الأمنية حول المرشحين للمناصب العليا، وفي حالة وقوع خطأ في كتابة هذه التقارير، أو تدخل اعتبارات سياسية أو شخصية لدى البعض للانتقام من المرشح لمنصب سامٍ، كيف السبيل لمراجعة هذه التقارير ومراقبة كاتبيها وتصحيح أخطائهم. هذا نموذج فقط عن غياب النصوص المنظمة لعمل أجهزة الأمن، وإلا فإن هناك أمثلة كثيرة خاصة في عمل الضابطة القضائية، وطريقة كتابة المحاضر، والتعامل مع الموقوفين، وجمع الأدلة واستجواب الشهود…

الموضوع الثاني لهذه الافتتاحية هو الحملة التي تشنها «الأحداث المغربية» ضد جريدة «أخبار اليوم» بمناسبة ودون مناسبة، لكن سعار هذه الأحداث المغربية وصل إلى الحدود التي تستوجب منا الرد أمام القراء وأمام القضاء في الوقت نفسه (لا حظوا أني أستعمل اسم الأحداث المغربية دون كتابة جريدة لأنها منذ انتقلت ملكيتها من السيد البريني وشركائه إلى آخرين لم تعد جريدة بالمعنى المهني للكلمة، أصبحت منشورا لجهات أخرى تستعملها ضد الجسم الصحافي وضد مبادئ المهنية وقواعد الممارسة الصحافية، وهذا موضوع آخر لا نحتاج فيه إلى دليل لأن المتابع يكتشفه كل صباح دون عناء).

الأحداث المغربية ساءها أن ننظم ندوة حول: «الربيع العربي ومآلات الانتقال الديمقراطي.. الحالة المغربية نموذجا» بالرباط، وأزعجها أن نستدعي وزراء ومثقفين وفاعلين وخبراء من كل طيف للحديث في الموضوع. وعلى طريقة كتابة التقارير الأمنية التي تبحث عن الإدانة والشيطنة قبل أي شيء آخر، كتبت الأحداث، حتى قبل أن تدور أشغال المنتدى، تشكك في أهداف هذه الندوة، والجهة التي تقف خلف تمويلها، مع التلميح إلى وجود تمويل خارجي، ووصلت الوقاحة بمن يشرف على صدور هذا المنشور أن قذفني بعبارة غير أخلاقية في عموده بعيدا عن التقيد بالأخلاق التي لا يعرفها، وبالآداب العامة للحوار بين المختلفين مهما كانت درجة الاختلاف بينهم. طبعا هذه المنشورات لا تكلف نفسها عناء تقديم الدليل على ما تقوله، ولا على ما تدعي أنها «مسخرة للكذب وخلط الأوراق وبث الإشاعات» لأهداف صغيرة، وهدفها أن تدعي أن أولاد عبد الواحد كلهم واحد، وأنه لا يوجد صحافي شريف لديه ضمير في هذه البلاد، وأنك إذا لم تكن تابعا لفلان فأنت مسخر عند فلان…

لا أعرف جريدة في العالم متخصصة في الكتابة عن جريدة أخرى.. عوض أن تنشغل بتتبع الأخبار والبحث عن المعلومات وانتقاد المسؤولين الذين يتصرفون في السلطة والمال العام، تنشغل بالصحافيين.. وهذا ما يكشف الأدوار التي أوكلت إلى هذا المنشور.. أما نحن فلا نحتاج إلى الدفاع عن أنفسنا وعن استقلاليتنا، وعن سلامة ووضوح وشفافية ماليتنا، ومن لديه دليل آخر فلينشره (فضحه الله إن سترنا). نحن لا نلعب في الداخل ولا في الخارج، ولا نقبل رشوة ولا تمويلا تحت الطاولة، ولا بيعا وشراء في أسواق السلام! 

إذا كان استدعاء عزمي بشارة إلى المغرب للحديث عن الربيع العربي والمراحل الانتقالية محظورا، فلتكتبوا هذا في قانون أو مرسوم ونحن سنلتزم بالقانون، ثم إذا كانت لدينا أهداف أخرى غير الأهداف العلمية والإعلامية من وراء هذه الندوة، كما يدعي البعض زورا وبهتانا، هل كان عزمي بشارة سيقول في محاضرته بالرباط: «إن التجربة المغربية في التعاطي مع الربيع العربي إيجابية، وإنها تتميز بحركية إصلاحية متواصلة ولم تتوقف إلى الآن، وإن في المغرب شرعية عميقة للمؤسسة الملكية تمتد إلى قرون، وإن في المغرب أحزابا حقيقية، واللعبة مفتوحة، ولم يقع أي تراجع عن الإصلاحات كما حصل في بلدان الربيع العربي». لا يؤسفي شيء غير شغل القراء بما لا يستحق الرد ولا الاهتمام، ولولا أن ألح علي الكثير من الأصدقاء للرد على الأحداث لما فعلت، فأنا منذ مدة طويلة لا ألقي بالا لما يكتب عني في الجرائد الصفراء والمواقع الأكثر اصفرارا، أعرف من يحركها وأعرف أغراضهم.. هذه ضريبة الجرأة والمهنية والمصداقية التي تتشبث بها هذه الجريدة، ونحن نقبل بنفس راضية مطمئنة أن ندفع هذه الضريبة…

 

 

 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحموشي والأحداث المغربية الحموشي والأحداث المغربية



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib