التزوير الناعم للانتخابات
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

التزوير الناعم للانتخابات

المغرب اليوم -

التزوير الناعم للانتخابات

توفيق بوعشرين

يكثر الكذب في ثلاث مناسبات؛ في الانتخابات، وبعد رحلة صيد فاشلة، وبعد قصة زواج مضطربة.. هكذا يقول المثل… دعونا من الصيد والزواج اليوم، واتركونا في الانتخابات الجماعية المزمع تنظيمها في شتنبر المقبل في «أجمل بلد في العالم».

لا توجد أوهام لدينا عن احتمال ميلاد برامج أو مخططات أو نخب محلية أو جهوية متقدمة، أو أحزاب حقيقية تتبارى حول عروض سياسية واقعية. ليست لدينا أوهام بخصوص كل هذه الشروط التي تجعل من الانتخابات انتخابات.. هناك ثوابت معروفة في كافة الانتخابات التي شهدها المغرب: أولا، أغلبية الشعب لا تصوت ولا تذهب إلى صناديق الاقتراع، وهذا الأمر لا يزعج أحدا، بالعكس هو يرضي السلطة وجل الأحزاب التي تخشى المفاجأة وعدم القدرة على التحكم في صناديق الاقتراع إذا ما هب الشعب للمشاركة. لا أحد لديه إلى الآن خطة أو فكرة أو إجراء لمصالحة جل سكان المدن والشباب مع العملية الانتخابية التي يراها أكثر من 50 في المائة من المغاربة عملية تفتقر إلى المصداقية ولا تغري أحدا بالمشاركة فيها. هذا أول ثابت في انتخابات المغرب، جماعية وتشريعية. ثاني الثوابت التي لا تتغير هو استعمال المال لاستمالة الناخبين الفقراء، وعملية شراء الأصوات هذه أصبحت عملية «مشروعة» اجتماعيا وثقافيا، ولا يرى الناس فيها عيبا مادام سعادة المستشار الجماعي أو معالي البرلماني المحترم لن يحقق شيئا للمواطن طيلة خمس سنوات من انتدابه، فلماذا لا يدفع مسبقا مقابل الصوت الذي يأخذه. العملية حسابية أولا وأخيرا. إذا كانت الدولة لا تعرف بالضبط من يقبض المال في الانتخابات، فهي تعرف من يدفعه، لكنها تستعمل «عين ميكا» لأغراض عدة، ليس أقلها حماية «البلقنة السياسية»، وحتى لا تذهب الأصوات إلى حزب واحد أو كتلة معينة، وحتى تبقى أصوات الناخبين متفرقة على قبائل الأحزاب الحقيقية والبلاستيكية.. التي لها وجود على الأرض أو الافتراضية التي لا تنشط إلا أياما معدودة قبل الاقتراع المستفيد الأول من البلقنة الانتخابية هو السلطة التي تحتفظ بكل الخيوط بين أصابعها، فالناس ينتخبون والسلطة تختار من يسير المدن والمجالس بطرق ناعمة ودون تكلفة كبيرة، هل سمعتم عن وزارة للداخلية في العالم تطلب من حزب أن يقلص ترشيحاته في الانتخابات؟ وهل سمعتم عن حزب يرد: آمين؟

الثابت الثالث في انتخاباتنا أنها، في عمومها، انتخابات أشخاص لا أحزاب، أعيان لا ممثلين للسكان، ومن ثم تصبح الماكينات الانتخابية للأعيان هي التي تحدد النتيجة النهائية، حتى إن أغلبية الأحزاب طبعت مع هذه الظاهرة، وصار اليمين واليسار يخطبان ود هؤلاء السماسرة أو الشناقة، الذين يرعون شعبهم الانتخابي طيلة السنوات الفاصلة بين الانتخابات بكل أشكال الرعاية المادية والرمزية، ويقدمون هؤلاء ثمنا للحصول على الريع السياسي من الأحزاب، ومقابلا للحصول على مغانم وامتيازات ومقاعد وزارية لهم أو لأبنائهم.

لقد أصبحت الأحزاب رهينة لهؤلاء الأعيان ولرغباتهم ولأطماعهم، فماذا يفعل حزب مقطوع من شجرة لا وجود تنظيمي أو سياسي أو إيديولوجي له على أرضٍ الواقع، سوى الاستعانة بمنشطات الأعيان ليبقى على سطح البركة الآسنة للسياسة في البلد… تأملوا جل الأحزاب المغربية، وابحثوا عن مناضليها وشبيبتها وأطرها وخطابها ومؤسساتها، لن تعثروا على شيء من هذا، ولولا رعاية الدولة لهؤلاء بكل الأشكال لانقرضوا في يوم واحد. يكفي أن نغير نمط الاقتراع أو العتبة الانتخابية أو شكل التقطيع لتختفي كل هذه الطحالب السياسية التي تأكل من المياه الملوثة للسياسة المغربية.

كل هذه الثوابت وغيرها من أعطاب الانتخابات عندنا معروفة ويقر بها الجميع، لكن لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية إصلاح الانتخابات لتكون مناسبة لميلاد الديمقراطية. الجميع يطبع مع هذه الانحرافات، والجميع يقبل المشاركة في انتخابات تشبه الانتخابات، وصناديق اقتراع متحكم فيها، وفي النهاية يدفع المغاربة ثمن هذا اللعب. انظروا إلى أحوال المدن والقرى والجماعات الحضرية والقروية.. جلها بلا مرافق ولا سياسة للمدينة ولا فضاءات للعيش الكريم. الانتخابات لوحدها ليست وثيقة لإثبات الديمقراطية في أي بلد.. الانتخابات بند واحد في الميثاق الديمقراطي، وهناك بنود أخرى عديدة، أولها احترام إرادة الأمة وتقديس اختيارها وضمان حريتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التزوير الناعم للانتخابات التزوير الناعم للانتخابات



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك
المغرب اليوم - منظمة التعاون الإسلامي تشيد بالملك

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib