أوزين ليس غبيا ليستقيل
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

أوزين ليس غبيا ليستقيل

المغرب اليوم -

أوزين ليس غبيا ليستقيل

توفيق بوعشرين

هل الوزير محمد أوزين غبي حتى يستقيل من منصبه ويخرج من الجنة بإرادته؟ من يخرج من الوزارة في المغرب وهي توفر راتبا كبيرا، وسيارات كثيرة، ومنزلا فخما، وخدما وحشما وهيبة وحصانة وأبهة وأضواء واحتراما وخوفا حتى؟ من يجرؤ على الخروج من نعيم السلطة إلى قارعة النسيان؟ ثم لا تنسوا أن المنصب الوزاري فيه منافع أخرى أكبر من الراتب والامتيازات والأسفار، وتعويضات المهام في الداخل والخارج، وتكوين شبكة علاقات زبونية تنفع اليوم أو غدا.. المنصب الوزاري، في بلاد لا حساب فيها ولا عقاب، يمكن، في صفقة واحدة، أن ينقل الوزير من حال إلى حال، ومن الكفاف والعفاف إلى مصاف المليارديرات، وهناك عدة نماذج من الوزراء دخلوا إلى «جواهم» بعد أن اغتنوا في ظرف قياسي، وهم الآن لا يطلبون إلا «التيقار»، ويتمنون ألا تذكرهم وسائل الإعلام لا بالخير ولا بالشر…

السادة الذين يطالبون باستقالة الوزير «مول الكراطة».. هل لديكم أجوبة عن هذه الأسئلة؟ أوزين فعل المستحيل لكي يصل إلى الوزارة، وحزبه لا يعرف، منذ تأسيسه في أواخر الخمسينات، غير المشاركة في الحكومات المتعاقبة. وعندما ابتلي لسنوات قليلة بالمعارضة، كاد يختفي من المشهد السياسي، وبدأ زعماؤه في نهش لحم بعضهم البعض…

ثقافة الاستقالة من المنصب ليست ثقافة مغربية.. أوزين ليس الأول ولا الأخير الذي يعض على الوزارة بالنواجذ.. قبله مول الشوكولاطة فعل المستحيل لكي يبقى في منصبه، وانحنى للعاصفة حتى مرت، والآن أمامكم أنس العلمي، مدير إمبراطورية صندوق الإيداع والتدبير، لم تدفعه التهم الثقيلة التي وجهها إليه قاضي التحقيق إلى الاستقالة، وفضل أن يوزع وقته ما بين محاكم جرائم الأموال ومكتبه في «بلاس بيتري». وقبل هؤلاء نحج نور الدين بنسودة، الخازن العام للمملكة، في بلع فضيحة البريمات، وتشبث بالكرسي في وزارة المالية، وأصبحنا نحن المتهمين لأننا نشرنا وثائق بريمات غير قانونية تبادلها من تحت الطاولة مع صلاح الدين مزوار، الذي رجع إلى وزارة الخارجية «بالفور يا شيفور»، وقبل هؤلاء تورط بلخياط في فضيحة سيارة «الأودي»، ومرت الأمور بسلام… ذاكرة الناس قصيرة، والسياسة هي فن القفز فوق الحواجز، وهذه أكبر نعم غياب الديمقراطية في المغرب.. الرأي العام لا قيمة له.. «بوزبال» سينسى غدا كل هذه الحوادث، وجل الطبقة السياسية، وأغلبية الأحزاب لا تتوقع من الناخب معاقبتها غداً في صناديق الاقتراع، وهل عاقب الناخبون عباس الفاسي الذي خرج من فضيحة «النجاة» إلى الوزارة الأولى، حيث حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات مباشرة بعد فضيحة الضحك على ذقون المعطلين؟ أغلبية الأحزاب لا تحتاج إلى أصوات الناخبين.. إنها تدفع مقابل الحصول على أصوات «الرعاع» الذين يفضلون 200 درهم الآن على انتظار وعود قد تتحقق، وقد لا تتحقق، والذين لديهم ضمير؛ بعضهم يضغط على نفسه ويصوت لأحزاب لا تحكم، والكثيرون لا يصوتون لأحد، ويفضلون البقاء في منازلهم يوم الاقتراع…

لا يستقيل الوزراء عندنا مهما تورطوا في الفضائح للأسباب التالية:

أولا: لأن الخروج من الوزارة هو خروج من جنة الأرض. المنصب في المغرب يوفر امتيازات خيالية، خاصة للذين باعوا ضمائرهم، وهذا على عكس الدول الأوروبية، حيث المنصب لا يعطي سوى شرف خدمة الوطن والأمة، لهذا يخرج هناك المسؤولون بسهولة.

ثانيا: الوزراء وكبار المسؤولين لا يستقيلون من مناصبهم عندنا لأنهم يعرفون أن الفساد ضارب أطنابه في كل مكان، فلماذا يضحون هم لوحدهم؟ الفساد هو القاعدة والنظافة هي الاستثناء، أما في الغرب الديمقراطي فإن المسؤولين وأحزابهم لا يقدرون على تكلفة الفضيحة فيستقيلون.

ثالثا: الوزراء وكبار المسؤولين عندنا لا يقدمون استقالتهم من مناصبهم لأنهم يعرفون أن التصويت العقابي غير موجود، أو ضعيف، وأن الرأي العام مخدر، وإذا وجد فإنه لا يؤثر في الانتخابات، ولا في سمعة الأحزاب التي لا تهمها السمعة أصلا.. هي تتغذى على السماسرة والانتهازيين وبلطجية الانتخابات الذين يعرفون كيف يصطادون الأصوات بدون تعاقد سياسي أو برنامجي.

رابعا: المسؤولون لا يقدمون استقالتهم عندنا لأنهم يعرفون أن القضاء في بلادنا قط بلا مخالب ولا أسنان، وأنه مخلوق أليف لا يقدر على مد يد القانون إلى حضرة الكبار. السجن موجود للفقراء والبسطاء وللذين لا حماة لديهم في العرس.. الباقون كلهم محميون، أما في الغرب، فالمسؤولون يخرجون من الوزارات مخافة الدخول إلى المحاكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوزين ليس غبيا ليستقيل أوزين ليس غبيا ليستقيل



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 1970 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib