أنا آسف
التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضربات على إيران لم تدمّر المواقع النووية وزير الصحة الإيراني يعلن ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 606 قتلى معظمهم من المدنيين منذ بدء الهجمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو العالم للعودة إلى الدبلوماسية واعتماد لغة الحوار بدل الحلول العسكرية لمنع الانزلاق نحو الفوضى الرئيس الإيراني يُعلن انتهاء الحرب بعد اثني عشر يوما ويؤكد أن العدو الصهيوني تلقى ضربات موجعة وسط تعتيم إعلامي على خسائره الرئاسة الفلسطينية تُطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل ترامب يطلب من نتانياهو الإنسحاب من قطاع غزة وجنوب لبنان ترامب يبدي عدم رضاه على إسرائيل ويقول لن تهاجم إيران مرة أخرى رئيس الوزراء القطري ينجح في الحصزل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية تسقطت طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز "هيرمز" أثناء تحليقها في أجواء العاصمة طهران مسؤول عسكري أميركي لـ"الجزيرة": لا نستبعد هجمات إيرانية إضافية على قواعدنا؛ لأننا هاجمنا 3 من منشآتهم ولم يهاجموا سوى قاعدة واحدة لنا حتى الآن
أخر الأخبار

أنا آسف

المغرب اليوم -

أنا آسف

توفيق بوعشرين

صورة الطفل السوري أيلان الكردي، الذي رماه البحر على شاطئ إحدى المدن التركية جثة باردة أول أمس، هزت مشاعر العالم الذي ظل يتفرج على الجرح السوري النازف لمدة أربع سنوات، وها هي حكوماته تذرف دموع التماسيح على آلاف العائلات التي تموت كل يوم في عرض البحر أو في ثلاجات نقل اللحوم في المجر.

الموت في عرض البحر أرحم من الموت تحت نيران البراميل المتفجرة لبشار الأسد، والموت بين الأسماك أرحم من الموت على يد داعش التي تجرب أقسى مظاهر التوحش في شعب أعزل يموت كل يوم تحت أعين الكاميرات، ليبقى الأسد في قصر الحكم، ولتبقى سوريا ورقة ضغط في يد إيران وروسيا، ولتبقى الرقة العاصمة الثانية لـ«أمير المؤمنين» أبي بكر البغدادي، ولتبقى الشام ساحة مواجهة بين دول الخليج وطهران…

أوروبا المنافقة التي تعطي الدروس للعالم حول حقوق الإنسان والحيوان ووحدة المصير البشري، وواجب التضامن بين الشعوب، وتحول العالم إلى قرية صغيرة.. أوروبا هذه الأيام تشهد أكبر سقوط أخلاقي منذ الحرب العالمية الثانية، وحكوماتها الغنية تقفل الأبواب أمام النازحين السوريين الهاربين بأبنائهم وبناتهم وأحلامهم وكرامتهم من المحرقة السورية إلى القارة العجوز. لقد أغلقوا في وجوههم الحدود البرية، وتركوهم يموتون تحت أعين الكاميرا من الجوع والخوف والهوان، وها هم اللاجؤون يركبون عرض البحر بأمل واحد في المائة في النجاة.. هذه النسبة الضئيلة لم يعد يوفرها البقاء فوق الأرض السورية أو الدول المجاورة. لقد قتل في الحرب السورية إلى الآن أكثر من 350 ألف إنسان، ومازال العداد يدور ومعه يتعرى العالم العربي والغربي من أخلاقه وإنسانيته ومروءته…

أمس نشر ناشطون سوريون رسالة وجدت في جيب فتى صغير قضى غرقا في عرض البحر، وكان في قارب من 200 شخص ركبوا الموج فرارا من نار الحرب، فانتهى جثة على شاطئ البحر.. تقول الرسالة التي كتبت في القارب ساعات قبل غرقه:

«أنا آسف يا أمي، لقد غرقت السفينة بنا ولم أستطع الوصول إلى أوروبا، كما لن أتمكن من إرسال المبالغ التي استدنتها لكي أدفع أجر الرحلة (يتراوح أجر الرحلة البحرية للوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية ما بين ألف و5 آلاف يورو حسب دولة الانطلاق).

لا تحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي، فماذا ستفيدك هذه الجثة الآن سوى تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء.

أنا آسف يا أمي لأن الحرب جن جنونها، وكان لا بد لي أن أسافر كغيري من البشر، مع العلم أن أحلامي لم تكن كبيرة كالآخرين، كما تعلمين كل أحلامي كانت بحجم علبة دواء لك، وثمن تصليح أسنانك وبعض الملاليم لشراء الخبز والحليب، وما به نستمر في حياة لا تريدنا فوق ظهرها…

بالمناسبة، لون أسناني سيصير بعد يوم أو يومين أخضر بسبب الطحالب التي ستعلق فيها، ومع ذلك هي أجمل من أسنان الديكتاتور الذي يحكم فوق جماجم السوريين ويجلس فوق أكبر بحيرة دم في العالم.

أنا آسف يا حبيبتي لأنني بنيت لك بيتاً من الوهم، كوخاً خشبياً جميلاً كما كنا نشاهده في الأفلام.. كوخاً بسيطا بعيداً عن البراميل المتفجرة وبعيداً عن الطائفية والانتماءات العرقية وشائعات الجيران عنا.

أنا آسف يا أخي الصغير لأنني لن أستطيع إرسال الخمسين يورو التي وعدتك بإرسالها إليك شهرياً من أوروبا لتشتري لعبا وحلوى وملابس تقيك من البرد القارس الذي ينتظرنا هذه السنة لأن الحرب لن تضع أوزارها قبل أن يحل فصل شتاء جديد.

أنا آسف يا أختي لأنني لن أرسل إليك الهاتف الجديد الذي يحتوي على «الواي فاي» (خدمة الأنترنت اللاسلكي) أسوة بصديقاتك في المدرسة، وحتى تبقي على اطلاع على أخبار الحرب وجولات ديمستورا السياحية…

أنا آسف يا منزلي الجميل لأنني لن أعلق معطفي خلف بابك المشرع على الموت.

أنا آسف أيها الغواصون والباحثون عن المفقودين في قاع البحر، فأنا لا أحمل بطاقة هوية، ولا أعرف اسم البحر الذي غرقت فيه.. كل البحور لدي سواء، أنا هارب من الموت إلى الغرق.

اطمئني يا دائرة اللجوء فأنا لن أكون حملاً ثقيلاً عليك.

شكراً لك أيها البحر الذي استقبلتنا بدون فيزا ولا جواز سفر.. شكراً للأسماك التي ستتقاسم لحمي ولن تسألني عن ديني أو طائفتي أو انتمائي السياسي.

شكراً لقنوات الأخبار التي ستتناقل خبر موتنا لمدة خمس دقائق كل ساعة لمدة يومين ثم تنسانا..

شكراً لحكومات الدول الغربية التي ستنعانا بكلمات جميلة وورود ملونة ثم تذهب إلى البرلمان لتصوت على قوانين جديدة لتشديد الهجرة واللجوء إلى القارة الغنية.

أنا آسف لأني لم أغرق منذ أربع سنوات، ولأنني ترددت في ركوب البحر طوال هذه المدة»…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا آسف أنا آسف



GMT 01:28 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

كلمات «جعلوكة»

GMT 01:27 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين

GMT 01:26 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

أمن الخليج خط أحمر

GMT 01:25 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

GMT 01:23 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

المواجهة... أسئلة تبحث عن إجابات!

GMT 00:58 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

العروبة الجديدة مجددًا!

GMT 00:57 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

البابا يلتقي آل باتشينو!!

GMT 00:56 2025 الثلاثاء ,24 حزيران / يونيو

إغماءات الثانوية العامة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:21 2015 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

لاعبة جمباز ماليزية تحصد لبلادها 6 ميداليات ذهبية

GMT 02:42 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف عن موافقتها دخول بناتها الفن

GMT 04:21 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان طارق لطفي يكشف عن سر أدائه للبطولات المطلقة

GMT 21:25 2015 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

منال موسى بإطلالة ساحرة في مهرجان دبي السينمائي

GMT 13:21 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

طريقة عمل الستيك

GMT 08:25 2021 الخميس ,02 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يفوز على فلسطين برباعية في كأس العرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib