أغنياء يشحذون باسم الفقراء
البحرين تفتح مجالها الجوي مؤقتاً كإجراء احترازي تصعيد إقليمي خطير وقصف إيراني يستهدف قاعدة العديد بحضور قائد "سنتكوم" وتحركات عسكرية في سوريا وإسرائيل تهاجم طهران إيران تؤكد أن الهجوم على قاعدة العديد في قطر هو رد يأتي في إطار الرد بالمثل وبما يتوافق مع القوانين الدولية وحق الدفاع المشرو الجيش الإسرائيلي يستكمل موجة من الغارات في غرب إيران استهدفت مواقع لتخزين صواريخ ومسيّرات قطر تدين استهداف قاعدة العديد وتؤكد التصدي للصواريخ الإيرانية بنجاح سقوط طائرة مسيرة من نوع "شاهد 101" في عمان يُسبب أضرارًا مادية وسط إجراءات أمنية مشددة إيران تعلن أن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قطر كان مساويًا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في المواقع النووية إنطلاق صافرات الإنذار في ثلاث دول عربية خلال الرد الإيراني على الهجوم الأميركي إطلاق عمليات "بشائر الفتح" الإيرانية ضد قاعدة العديد الأميركية وتصريحات إسرائيلية عن تهديدات قادمة انفجارات في طهران والدوحة تدين هجوم الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد وتؤكد حقها في الرد
أخر الأخبار

أغنياء يشحذون باسم الفقراء

المغرب اليوم -

أغنياء يشحذون باسم الفقراء

توفيق بوعشرين

عجيب أمر الأغنياء في المغرب، وحيتان العقار منهم بالخصوص، يحلبون ضرع الدولة، ويبيعون الحليب في السوق، ويضعون الربح ورأس المال في جيوبهم ويوم ينزل ثمن الحليب في السوق أو تتعرض تجارتهم للبوار يرجعون إلى الدولة، ويطالبونها بتعويضهم عن الحليب الذي حصلوا عليه بالمجان تقريبا لأن السوق راكدة!

تجار العقار يبكون هذه الأيام على تدهور السوق العقاري والنزول الحاد في أرباحهم الصافية، وعوض أن يجتهدوا في البحث عن حلول جدية ومنصفة، والتصالح مع المواطنين، وتنزيل أسعار العقار المرتفعة، ورفع الجودة المفقودة، واحترام آجال تسليم الشقق، ومراعاة جمالية المدن، والحرص على المعقول… عوض أن يراجعوا حساباتهم التفتوا إلى الدولة، وبدؤوا يهيئون الجو الإعلامي والسياسي لتقبل فكرة تدخل الحكومة من أجل مد يد المساعدة المالية لشركات العقار التي تواجه أزمات حقيقية وأخرى مفتعلة، والمبررات كالتالي:

أولا: دعم الدولة واجب لإنقاذ القطاع، وهذا الدعم يجب أن يستفيد منه أفضل المنعشين  (يعني الكبار لا الصغار، فهؤلاء يجب أن يذهبوا إلى الجحيم).

ثانيا: دعم الدولة مطلوب للحفاظ على الخبرة التي راكمتها الشركات التي تستثمر في هذا المجال، خاصة أن بعضها أصبحت له مساهمة مهمة في إفريقيا.

(أية خبرة هذه التي شوهت جل المدن، وخلقت موجات من الاحتجاج وآلاف الدعاوى في المحاكم، وأخرجت الناس من «رحمة البرّاكة» إلى عذاب صناديق السكن الاجتماعي المفترى عليه. هناك شقق لا تزيد مساحتها على 35 مترا تحشر فيها عائلات من ثمانية أفراد).

ثالثا: دعم الدولة لشركات العقار سيستفيد منه الادخار الوطني وأصحاب الأسهم الذين استثمروا أموالهم في البورصة.

(إذن، الدولة مطالبة برعاية كل حامل أسهم خسر في شركة أو مقاولة أو بيع وشراء.. هل هذه هي الرأسمالية التي تدافعون عنها، فجأة تحول برجوازيون إلى شيوعيين لا يؤمنون بحرية السوق وشعار «دعه يعمل دعه يبني»).

رابعا: دعم الدولة لشركات العقار هدفه حماية الأبناك التي منحت هذه الشركات المليارات من الدراهم، وهي الآن في خطر إذا لم تتدخل الدولة لإنقاذ الجميع، ثم لا ننس العمال الذين سيواجهون البطالة إذا أقفلت مقاولات البناء أبوابها… (الأبناك شركات خاصة، وعليها أن تتحمل مسؤولية وضع قروضها في غير محلها، والعمال بشر وليسوا ورقة لابتزاز الدولة).

هل رأيتم كيف يتقن قطاع من الأغنياء الدفاع عن مصالحهم وتبرير أخطائهم، واستخراج المال من جيوب الدولة، أي من جيوب دافعي الضرائب، بالفن والفلسفة، وهو ما لا يعرف الفقراء المحتاجون كيف يصلون إليه؟

هؤلاء يبيعون الرأي العام الوهم، إنهم يقولون لكم إن المال الذي ستدفعه الدولة للمنعشين العقاريين لإنقاذهم من أزمتهم ليس من أجلهم هم.. إنه من أجلكم أيها الفقراء.. من أجل بوكتف الذي يشتغل 12 ساعة في اليوم بـ40 درهما.. إنه من أجل البنك الذي وضع ثقته في هذه الشركات، وفتح لها صنبور القروض دون ضمانات ولا احتياطات كافية، في حين أنه يطلب من الفقراء ضمانات الدنيا والآخرة ليعطيهم قروضا صغيرة بنسبة فائدة كبيرة. المال الذي يطلبه الأغنياء اليوم من الدولة ليس من أجل المجموعات الضخمة التي راكمت المليارات من الدراهم في سنوات قليلة، بل هو من أجل إنقاذ صغار حاملي أسهم هذه الشركات الذين خدعوا بالوصلات الإشهارية البراقة…

أبواب المال مفتوحة للذي يعرف كيف يدفعها أو يفتحها، ألا يقولون إن الثروة تبتسم للمغامرين؟ هذا بالضبط ما يفعله قراصنة العقار الذين مصوا ضرع البقرة، وعندما جف حليبها ها هم يسوقونها إلى السوق ليبيعوها، ولمن؟ لصاحبها… أخذوا الأرض بأبخس الأثمان.. انتزعوا إعفاءات ضريبية بالجملة، وضحكوا على عباد الله، ووضعوا الأموال في حساباتهم في بنوك سويسرا، وها هم يقفون عند أبواب الدولة ودموع التماسيح في عيونهم وهم يشحذون من أجل الفقراء.

أيها السادة، شيء من العقل والمنطق، جازاكم الله خيرا. جل شركات العقار خرجت من الخيمة مائلة، وجلها لم يترك سمعته نظيفة في السوق، وجلها يتهرب من دفع الضرائب، وجلها استفاد من الريع ومن القرب من أصحاب القرار، وجلها استفاد من هامش ربح خيالي حسب دراسات كثيرة، ليس آخرها دراسة مجلس المنافسة الذي استنكر هامش الربح الذي يصل إلى 70 في المائة أحيانا، إذن، لا تحملوا دافعي الضرائب مسؤولية أخطائكم ومغامراتكم.. ابحثوا عن حلول لمشاكلكم بعيدا عن ميزانية التعليم والصحة والطرق والهشاشة المنتشرة في كل مكان…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغنياء يشحذون باسم الفقراء أغنياء يشحذون باسم الفقراء



GMT 20:10 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

شهادة منزلية

GMT 20:09 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

ثلاثةُ ملاكمين وهاويةٌ غير مسبوقة

GMT 20:08 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

«طوارق» الليل والنهار

GMT 20:06 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

أي فرصة سلام بعد الصدمة؟

GMT 20:05 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

دموع «الأرتيست»

GMT 20:04 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

لا مفاجأة فى الموضوع

GMT 20:02 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

من أغبى القرارات!

GMT 20:01 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

(جمعاء) يصادر (زوزو)!!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 08:54 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مايك شوماخر يشكل فريقا مع فيتيل في "سباق الأبطال"

GMT 05:25 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

معارض ماركس آند سبنسر تطرح تشكيلات رائعة وبأسعار جيدة

GMT 13:33 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أهمية تغيير زيت فرامل السيارة وخطورة تجاهله

GMT 03:21 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكويتية إلهام الفضالة تروي تفاصيل الحالة الصحية لزوجها

GMT 23:05 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتّحاد السعودي يمنح حمد الله مكافأة بقيمة 50 ألف دولار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib