ماذا بقي من الاتحاد المغاربي
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

ماذا بقي من الاتحاد المغاربي

المغرب اليوم -

ماذا بقي من الاتحاد المغاربي

بقلم : ادريس الكنبوري

بعد أكثر من ربع قرن على إنشاء اتحاد المغرب العربي، الذي ولد في مدينة مراكش المغربية في فبراير 1989، لا أحد اليوم يتذكر هذا التجمع الإقليمي الذي يرى الكثيرون أنه ولد ميتا وهو يقترب من عامه السابع والعشرين.

فالاتحاد من الناحية العملية ميت، وإن ظلت أمانته العامة موجودة على مستوى الهياكل، والبلدان المغاربية لم تعد تراهن عليه، كما أنه لم يعد يغري شعوب المنطقة، بل إن القلاقل التي مرت بها هذه الأخيرة خلال السنوات القليلة الماضية، منذ ما سمي بالربيع العربي، زادت في فقدان الأمل فيه، بسبب انكباب كل بلد على مشكلاته الداخلية.

ولد الاتحاد عام 1989 بمبادرة ما بين العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني والرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد، في ظرفية دولية وإقليمية شهدت تقلبات نتيجة انهيار المعسكر الاشتراكي وزوال منطق الحرب الباردة، التي قسمت المنطقة المغاربية لجيلين، وكان هناك أمل يحدو البلدين المغاربيين الأكبر في تحقيق تقارب يضع الخلافات البينية التي سادت خلال القطبية الثنائية وراءهما.

أما مشكلة الصحراء، التي تعود بجذورها إلى سبعينات القرن الماضي، فقد كان يؤمل أن يتم بحثها داخل الاتحاد عبر حوار مغربي – جزائري. ولكن التطورات التي حصلت في الجزائر وتنحية الشاذلي بن جديد عن السلطة في بداية التسعينات أوقفتا ذلك التقارب الممكن، وبقي الاتحاد موجودا على الورق، لكن دون أن يستطيع تحقيق أي من الطموحات التي سطرها القادة الخمسة في الميثاق المغاربي الذي وقعوا عليه في قصر المؤتمرات بمراكش.

الحقيقة أن الاتحاد المغاربي عاش فترة قصيرة فقط، هي فترة الحلم المشترك بالتكتل الإقليمي أثناء حفل التوقيع على ميثاقه، إذ دخل لاحقا مرحلة الخلافات بين بلدانه الأعضاء، فإلى جانب الخلاف المغربي – الجزائري التقليدي حول الصحراء كان هناك الخلاف الحدودي بين البلدين، بعد أن قامت الجزائر بإغلاق حدودها مع المغرب عام 1994، وظل الاتحاد عاجزا عن تدبير هذا الملف.

وعلاوة على ذلك كان النظام الليبي الأسبق للعقيد معمر القذافي يتهم الاتحاد بالتخلي عن بلاده في مرحلة الحصار الدولي المفروض عليها، بل والتقيد بالحظر الذي فرضته الأمم المتحدة، بحيث رفضت ليبيا عام 1995 تسلم رئاسة الاتحاد احتجاجا على ذلك الوضع.

على الجانب الاقتصادي، ورغم إعلان قيام منطقة للتبادل الحر بين البلدان الأعضاء عام 1994 خلال قمة الرؤساء، لا تمثل المبادلات التجارية بين البلدان المغاربية إلا 2 بالمئة من قيمة معاملاتها الخارجية، وهو الرقم الأضعف بين مختلف التجمعات الإقليمية سواء في أوروبا أو في آسيا.

أما على الصعيد الثقافي فإن حضور كل بلد لدى البلد الآخر ضعيف بل غائب تماما، مقارنة بالحضور الفرنسي في كل من المغرب والجزائر وتونس، وحجم التبادل الثقافي بين بلدان الاتحاد يكاد يساوي صفرا.

ومنذ عام 1994 لم يعقد الاتحاد أي قمة على مستوى الرؤساء، نتيجة الخلافات الكثيرة بين أعضائه؛ فقد انكفأ كل بلد على نفسه لتدبير مشكلاته الخاصة، إلى حد أن المغرب قرر عام 1996 تجميد أنشطة الاتحاد بشكل رسمي.

وفي عام 2012 حاول الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي إعادة بعث الروح فيه، حيث قام بجولة في بلدان المنطقة لحثهم على عقد القمة المغاربية بعد سنوات من الجمود، وصرح خلال زيارته للجزائر بأن الظروف أصبحت جاهزة لإعادة بناء الاتحاد بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية في تونس وليبيا، ولكن محاولاته باءت بالفشل، ثم جاءت الضربة القاضية من موريتانيا عام 2015 عندما أعلنت انسحابها “تقنيا” من الاتحاد، والمراهنة على تجمع دول الساحل.

وبعد عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الأفريقي الشهر الماضي، إثر غياب استمر أكثر من ثلاثة عقود، يكون اتحاد المغرب العربي قد دخل طور النهاية، إلا بعملية جراحية قاسية تعيد بث الروح فيه. فقد أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه أمام القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا أن الحلم المغاربي “الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينات من القرن الماضي، يتعرض اليوم للخيانة”، موضحا بأن الاتحاد يشكل “المنطقة الأقل اندماجا في القارة الأفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع”، وهي إشارة واضحة إلى أن الاتحاد الأفريقي أكثر ديناميكية من الاتحاد المغاربي الذي لم يعد له وجود.

المصدر : صحيفة العرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بقي من الاتحاد المغاربي ماذا بقي من الاتحاد المغاربي



GMT 08:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"إيتا" الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا

GMT 01:23 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

تحولات في جغرافيا الإرهاب

GMT 03:29 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

أردوغان وسياسات المباغتة

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

موسم سقوط العمائم

GMT 04:12 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الإرهاب والفساد السياسي

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib