إسلاميو المغرب في ورطة بين السياسة والدعوة
تفاصيل جديدة تكشف مشروع "القبة الذهبية" الذي يطرحه ترامب لحماية أميركا السفارة العراقية في واشنطن تؤكد سيادة بلادها ردًا على تصريحات الخارجية الأميركية حول اتفاقيات بغداد وطهران هجوم على سفارة الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي والشرطة الهولندية تعتقل ثلاثة مشتبهين حركة حماس تُشيد بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي فيما يخص وقف الحرب في قطاع غزة رصد تصاعد أدخنة بالقرب من ميناء شحن تابع لمحطة زاباروجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية أفاد مصدر ميداني بسقوط 4 شهداء نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. أفاد مصدر ميداني بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في وسط خان يونس، تزامنًا مع غارة جوية استهدفت شرق المدينة. وزارة الدفاع الروسية تقول إنها أسقطت 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق 5 مناطق داخل روسيا "هيونداي" تتفوق على "فولكسفاغن" عالميًا في أرباح التشغيل بالنصف الأول "جنرال موتورز" تحقق رقماً قياسياً جديداً في مدى السيارات الكهربائية
أخر الأخبار

إسلاميو المغرب في ورطة بين السياسة والدعوة

المغرب اليوم -

إسلاميو المغرب في ورطة بين السياسة والدعوة

بقلم ـ ادريس الكنبوري

طوال أكثر من عقد من الزمن ظلت العلاقة بين حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح تثير التساؤلات في المغرب، هل هناك فصل حقيقي بينهما أم هناك ارتباط، وإذا كان هناك ارتباط من الطرف الذي يقود الآخر ويتحكم في توجيهه، الحزب أم الحركة؟ وقد اجتهد المسؤولون في كل من التنظيمين خلال الأعوام الماضية في تفسير “القطيعة” المزعومة بينهما، فتارة يقال إن الحركة غير مرتبطة بالحزب، وتارة يقال إن الحزب واجهة سياسية للمواطنين المغاربة بمن فيهم أبناء الحركة، وتارة أخرى يقال إن هناك ارتباطا بين التنظيمين لكن لكل واحد منهما استقلاليته عن التنظيم الآخر، وهي تفسيرات لم تكن تقدم أو تؤخر في واقع العلاقة القائمة والمعروفة، لكن هدفها- أي تلك التفسيرات- خلق نوع من التشويش لدى الرأي العام وإقناع البسطاء.

وبهدف التحايل على العلاقة القائمة بين التنظيمين لجأت حركة التوحيد والإصلاح في بعض المحطات إلى توجيه انتقادات “أخوية” إلى الحزب خلال ولاية الحكومة السابقة التي كان يقودها عبدالإله بن كيران، وكانت تسمي تلك الانتقادات أحيانا “نصائح” أو “توجيهات”، لكنها في المحطات الحاسمة كانت تصطف إلى جانب الحزب، وكان أحمد الريسوني- رئيس الحركة الأسبق المرتبط بدولة قطر الذي لا يزال يتحكم في الحركة من وراء الستار- هو من يقود كتيبة المدافعين عن اختيارات الحزب السياسية، خصوصا خلال محطة ما سمي بالربيع العربي. ذلك أن قيادة الحركة تفتقد إلى التجربة السياسية والكفاءة العلمية، ما يجعلها خاضعة للإملاءات التي تأتي من قيادات الحزب أو من قيادتها السابقة، والرئيس الحالي للحركة عبدالرحيم الشيخي، سبق له أن عمل في ديوان رئيس الحكومة بن كيران في السنوات الماضية قبل أن يتم دفعه إلى رئاسة الحركة، وهو ليس من الصنف الذي يمكن أن يرفض الإملاءات التي تأتيه من الخارج أو أن يناكف القيادة التاريخية للحركة، التي توجد اليوم على رأس الحزب.

لكن الأزمة التي يجتازها حزب العدالة والتنمية في الوقت الراهن، والتي بدأت منذ إزاحة بن كيران عن رئاسة الحكومة، انعكست بشكل واضح على الواقع التنظيمي داخل حركة التوحيد والإصلاح، بسبب التبعية القائمة بينهما. فالحزب يواجه اليوم أسوأ انقسام له في تاريخه، حيث انقسم أعضاؤه ما بين مؤيدي بن كيران ومناصري المعسكر الذي يطلق عليه اسم “تيار الوزراء” الذي يقوده رئيس الحكومة سعدالدين العثماني ومعه كل من مصطفى الرميد ومحمد يتيم، وهي كلها تمثل الوجوه القديمة في الحركة، ولا تزال تحافظ على عضويتها في مكتبها التنفيذي، ومحور الصراع اليوم هو التجديد لبن كيران لولاية ثالثة على رأس الحزب في المؤتمر الوطني المنتظر عقده في نهاية العام الجاري، وهي الدعوة التي يتبناها الخط الموالي لبن كيران، الأمين العام الحالي.

انتقل هذا الانقسام الحاصل داخل الحزب إلى الحركة، وهذا أمر طبيعي طالما أن عددا كبيرا من أعضائها هم أعضاء في الحزب، لتجد قيادتها نفسها في مأزق نتيجة الاصطفاف الموجود داخلها، ما يعني أن النتائج التي قد يسفر عنها المؤتمر القادم- والتي يمكن أن تصل إلى درجة انسحاب الكثير من الأعضاء- سوف تنعكس على الوضع الداخلي للحركة، وهو الأمر الذي دفع المكتب التنفيذي للحركة إلى إصدار بلاغ غير مسبوق نهاية الأسبوع اعترف فيه بوجود “مؤشرات سلبية ومقلقة” في صفوفها، صادرة عن أعضائها “سواء ممن هم في قيادة حزب العدالة والتنمية، أو على مستوى بعض الأعضاء هنا وهناك”، حسب ما جاء في البلاغ، وأوصى المكتب التنفيذي “كافة أعضاء الحركة بأن يلتزموا بمتطلبات السلوك الأخلاقي الرفيع في كل أعمالهم وأقوالهم، وألا يفرطوا في شيء من هذا الجانب الأساس في عمل الحركة والانتماء إليها”.

والمثير في البلاغ أنه يتضمن نوعا من الإقرار بالتبعية المتبادلة بين الحركة والحزب، وهو ما ظل التنظيمان طيلة أكثر من عقد ينفيانه جملة وتفصيلا. فقد ورد في البلاغ تشديده على امتناع الحركة “التام والشامل عن أي تدخل أو توجيه سياسي أو تنظيمي في مواقف أعضاء الحركة المنخرطين في أي عمل أو منصب سياسي”، ويفهم من ذلك، ضمنيا، أن هذا التدخل كان قائما في الماضي، وأن الحركة ترفضه اليوم بسبب الأزمة الحاصلة في الحزب والتي لم يعد من الممكن التستر عليها.

بيد أن كون حركة التوحيد والإصلاح تعترف بوجود أعضاء فيها داخل الحزب، وبأن هذه الازدواجية باتت تؤثر على وضعها الداخلي، يؤكد بأن تدبير هذه الازدواجية أصبح يشكل عبئا على التنظيمين معا.

فالفصل بين ما هو دعوي وما هو سياسي لم يكن إلا مجرد شعار لا يعبر عن الواقع الفعلي، ومن المؤكد أن هذه الثنائية باتت اليوم في حاجة إلى مراجعة، وقد تكون الأزمة السياسية التي يمر بها الحزب مدخلا إلى هذه المراجعة، لكن ذلك ستكون له كلفة كبرى على الهيئتين معا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسلاميو المغرب في ورطة بين السياسة والدعوة إسلاميو المغرب في ورطة بين السياسة والدعوة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:41 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام
المغرب اليوم - خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام

GMT 11:19 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

راموس يُجبر إيسكو على الاعتذار

GMT 19:38 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

طريقة وضع مكياج ناعم وبسيط للمرأة المحجبة

GMT 02:51 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تمتّعي بالراحة والنشاط داخل فندق ريجينا باليوني في روما

GMT 17:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تويوتا سوبرا الجديدة كلياً ستظهر في معرض ديترويت

GMT 16:30 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يتحدث عن أسرار الأعمال الفنية على "أون بلس"

GMT 10:16 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

5 حيل للتغلب على مشكلات الشعر الأسود

GMT 21:11 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"اتحاد تمارة" يتعرض لاعتداء في مباراته أمام مولودية آسا

GMT 07:50 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

الملك محمد السادس يتوسط المواطنين داخل مطعم في نيجيريا

GMT 14:47 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

حول اساليب احتيال بعض مكاتب السياحة

GMT 20:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

فوائد البابونج كعلاج الأرق والاكتئاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib