تجربة مغربية ضد التطرف
السفارة العراقية في واشنطن تؤكد سيادة بلادها ردًا على تصريحات الخارجية الأميركية حول اتفاقيات بغداد وطهران هجوم على سفارة الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي والشرطة الهولندية تعتقل ثلاثة مشتبهين حركة حماس تُشيد بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي فيما يخص وقف الحرب في قطاع غزة رصد تصاعد أدخنة بالقرب من ميناء شحن تابع لمحطة زاباروجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية أفاد مصدر ميداني بسقوط 4 شهداء نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. أفاد مصدر ميداني بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في وسط خان يونس، تزامنًا مع غارة جوية استهدفت شرق المدينة. وزارة الدفاع الروسية تقول إنها أسقطت 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق 5 مناطق داخل روسيا "هيونداي" تتفوق على "فولكسفاغن" عالميًا في أرباح التشغيل بالنصف الأول "جنرال موتورز" تحقق رقماً قياسياً جديداً في مدى السيارات الكهربائية الإمارات تنفذ عملية الإنزال رقم 69 وتُدخل 500 طن من المواد الغذائية إلى غزة
أخر الأخبار

تجربة مغربية ضد التطرف

المغرب اليوم -

تجربة مغربية ضد التطرف

بقلم - ادريس الكنبوري

لا شك أن تطرف بعض الشباب وراءه الشعور بأن الأئمة الموجودين في محيطه لا يقدمون له ما يتجاوب مع تطلعاته، الأمر الذي يدفعه إلى البحث في مواقع أخرى.

ليست ظاهرة التطرف في أوروبا ناجمة فحسب عن أساليب واستراتيجيات الاستقطاب التي تنهجها الجماعات التكفيرية المتشددة تجاه أبنـاء الجاليات المسلمة، بغرض سلخها عن دينها واقتلاعها من محيطها، بل هي ناجمة، وبشكل أساسي، عن غياب وضعف الوسائط الموجودة وعدم قدرتها على تقديم عرض ديني وثقافي لديه الفاعلية لتوفير الحصانة للشباب المسلم، وعلى الانخراط في صفوف الجالية بطريقة تجمع بين أساليب الحداثة الموجودة في البلدان الأوروبية والأسس الدينية المرتكزة على التسامح والتعايش مع الآخر وبناء جسور الحوار.

ويكمن جانب من الفشل، الذي تستغله الجماعات المتطرفة والتكفيرية لصالحها، في أن العديد من المؤطرين الدينيين والمسؤولين عن تصريف الخطاب الديني في أوروبا يشكون من غياب التكوين، وضعف الانفتاح على الثقافات المحلية، والاستيعاب الفعلي للغة، قانعين باللغة العربية كأداة للتخاطب مع المسلمين، كما لو أنهم في جزيرة معزولة، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج عكس المطلوب، بل إنه يجعل المسؤولية مضاعفة، إذ لا يصبح الأمر مرتبطا فقط بنشر ثقافة الاندماج والتعايش والانفتاح لدى أبناء الجالية، بل كذلك بضرورة إدماج المؤطرين الدينيين المفترض فيهم أن يكونوا مسؤولين عن نشر تلك الثقافة، ودفعهم إلى الانفتاح على المحيط السوسيوـ ثقافي الذي يعملون فيه.

إن وضعا مثل هذا يقود إلى مزالق خطيرة على صعيد الخطاب الديني المروج له، فالانكماش حول المفاهيم التقليدية للتدين، نتيجة تشرب الثقافة الدينية في المجتمعات المحلية، والحفاظ على البيداغوجيا الكلاسيكية التي نراها منتشرة في المساجد الموجودة في المنطقة العربية، والنظر إلى المشكلات الدينية باعتبارها مشكلات متشابهة بين المجتمعات المحلية والمجتمعات الأوروبية، كل ذلك يصبح نتيجة لانعدام الانفتاح على الثقافة واللغة في المجتمعات الأوروبية التي لها سياقاتها وظروفها.

وقد أدرك المغرب الذي يسعى إلى أن يقدم نموذجا فريدا في الخبرة الدينية داخل أوروبا في أوساط جاليته، أن الأسلوب القديم المبني على إرسال أئمة ومرشدين دينيين بشكل موسمي إلى البلدان الأوروبية لتأطير الجالية لم يعد أسلوبا مجديا، في ظل التحولات العميقة التي يشهدها الحقل الديني في الغرب.

فهؤلاء الأئمة ما إن تطأ أقدامهم أرض البلد الأوروبي حتى يعتقدوا بأن ما هو مطلوب منهم هو نفسه ما كان مطلوبا منهم في المغرب، بل إن عددا كبيرا منهم -بحكم الخبرة الطويلة- يصبح مبرمجا على منهجية معينة في الوعظ والخطابة يصعب عليه التخلي عنها أو استبدالها، زد على ذلك افتقاده إلى هضم القيم الثقافية والاجتماعية في البلد المضيف، وعدم معرفته بلغته المحلية.

وبهدف إحداث نقلة نوعية في أسلوب التكوين والتأطير الديني، أطلق المغرب تجربة جديدة ترمي إلى تكوين الأئمة والمرشدين داخل أوروبا، ممن نشأوا أو عاشوا طويلا في المجتمعات الأوروبية، وتعليمهم اللغة المحلية والثقافة السائدة لكي يصبحوا جزءا من المجتمع الذي يشتغلون فيه.

بدأت هذه التجربة في ألمانيا كخطوة أولى، على أن تليها بلدان أوروبية أخرى توجد بها جاليات مغربية مهمة، مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا.

وأشرف على هذا المشروع، مجلس الجالية المغربية في الخارج، بالشراكة مع المراكز الثقافية التابعة لمؤسسة غوته لتعليم اللغة الألمانية. وقال عبدالله بوصوف، أمين عام المجلس، خلال تقديم حصيلة المشروع في فرانكفورت، إن هذا المشروع هو الأول من نوعه في أوروبا، وسيكون نواة لتجارب لاحقة “لأننا نريد أن يقوم الإمام بالأدوار المنوطة به في تناسق مع المجتمع، لاعتقادنا بأنه لا تنافر بين الإسلام وبين قيم المجتمعات الغربية التي يتواجد فيها”.

ومن شأن هذه التجربة أن توفر أئمة ومرشدين لديهم القدرة على امتصاص الثقافة المحلية في البلد الذي يعملون فيه، بحيث يصبحون أكثر قربا من الحاجيات اليومية للشباب المهاجر، وأكثر دراية بالمشكلات المحلية بما يدفعهم إلى بلورة حلول واقتراحات وفقا للتقاليد السائدة والأعراف المحلية كنوع من الاجتهاد العملي الذي يأخذ بعين الاعتبار معطيات المكان الذي تتحرك فيه الفتوى، إذ لا شك أن تطرف بعض الشباب وراءه الشعور بأن الأئمة الموجودين في محيطه لا يقدمون له ما يتجاوب مع تطلعاته، الأمر الذي يدفعه إلى البحث في مواقع أخرى، ولذلك فإن الغرض الأساسي من المشروع يكمن في إعادة توطين صورة الإمام في مخيال الشباب المهاجر. ذلك يتطلب وقتا لكن البداية خطوة على طريق النجاح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة مغربية ضد التطرف تجربة مغربية ضد التطرف



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:41 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام
المغرب اليوم - خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام

GMT 11:19 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

راموس يُجبر إيسكو على الاعتذار

GMT 19:38 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

طريقة وضع مكياج ناعم وبسيط للمرأة المحجبة

GMT 02:51 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تمتّعي بالراحة والنشاط داخل فندق ريجينا باليوني في روما

GMT 17:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تويوتا سوبرا الجديدة كلياً ستظهر في معرض ديترويت

GMT 16:30 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يتحدث عن أسرار الأعمال الفنية على "أون بلس"

GMT 10:16 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

5 حيل للتغلب على مشكلات الشعر الأسود

GMT 21:11 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"اتحاد تمارة" يتعرض لاعتداء في مباراته أمام مولودية آسا

GMT 07:50 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

الملك محمد السادس يتوسط المواطنين داخل مطعم في نيجيريا

GMT 14:47 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

حول اساليب احتيال بعض مكاتب السياحة

GMT 20:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

فوائد البابونج كعلاج الأرق والاكتئاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib