أزمة تعليم أم أزمة شُعَب
البحرين تفتح مجالها الجوي مؤقتاً كإجراء احترازي تصعيد إقليمي خطير وقصف إيراني يستهدف قاعدة العديد بحضور قائد "سنتكوم" وتحركات عسكرية في سوريا وإسرائيل تهاجم طهران إيران تؤكد أن الهجوم على قاعدة العديد في قطر هو رد يأتي في إطار الرد بالمثل وبما يتوافق مع القوانين الدولية وحق الدفاع المشرو الجيش الإسرائيلي يستكمل موجة من الغارات في غرب إيران استهدفت مواقع لتخزين صواريخ ومسيّرات قطر تدين استهداف قاعدة العديد وتؤكد التصدي للصواريخ الإيرانية بنجاح سقوط طائرة مسيرة من نوع "شاهد 101" في عمان يُسبب أضرارًا مادية وسط إجراءات أمنية مشددة إيران تعلن أن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قطر كان مساويًا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في المواقع النووية إنطلاق صافرات الإنذار في ثلاث دول عربية خلال الرد الإيراني على الهجوم الأميركي إطلاق عمليات "بشائر الفتح" الإيرانية ضد قاعدة العديد الأميركية وتصريحات إسرائيلية عن تهديدات قادمة انفجارات في طهران والدوحة تدين هجوم الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد وتؤكد حقها في الرد
أخر الأخبار

أزمة تعليم أم أزمة شُعَب؟

المغرب اليوم -

أزمة تعليم أم أزمة شُعَب

ادريس الكنبوري

لا يختلف إثنان في بلادنا حول وجود أزمة في التعليم، لكنهما لا يختلفان أيضا حول استمرار التخبط في تشخيص هذه الأزمة طيلة العقود الماضية. وأكاد أزعم أن ليست هناك أزمة ـ من بين الأزمات الكثيرة التي نعيشها في دولة ما بعد الاستقلال ـ تخضع للكثير من النقد وعمليات التشخيص وفي نفس الوقت تظل مستمرة، بل وتستفحل عاما بعد آخر، سوى الأزمة التعليمية.
والتصريحات التي جاءت على لسان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي، حول رؤيته لهذا الأزمة، هي جزء من الأزمة لا جزء من الحل، بمعنى أن السيد الوزير تعامل مع هذه القضية بعقلية مأزومة هي نتاج الأزمة التعليمية ذاتها التي تربى في أحضانها، والحال أن من يريد التصدي للأزمة عليه أن يحاول أولا الارتفاع عنها حتى يمكنه رؤيتها بوضوح.
لقد كان الداودي قاسيا في جلد ظهور خريجي الجامعات، خصوصا الشعبة الأدبية التي لم يقصر في انتقادها، بسبب ما رآه إقبالا واسعا للطلبة عليها، وبسبب عدم التوازن بينها وبين الشعب العلمية. ورغم ما في هذا الكلام من صواب، إلا أن صدوره عن المسؤول الأول في الحكومة على القطاع يجرده من صوابه، لأن المفروض فيه أن يبتكر الحلول لا أن يكتفي بالوصف، إذ إن وصف الأزمة التعليمية مهمة انتهت منذ زمن بعيد، وقام بها خريجو الشعب الأدبية ذاتها، أي الباحثون والمفكرون. وهذه أولى أوجه الأزمة في قطاع التعليم بالمغرب: أن المسؤولين وأصحاب القرار لا ينتبهون إلى ما يؤلفه الباحثون الجادون، ويضربون صفحا عن مخرجات البحث العلمي في بلادنا، على قلته، ثم إنهم بعد ذلك يشتكون من الفجوة بين الجامعة ومحيطها، في مفارقة غير مقبولة.
وما ورد على لسان الوزير ظلم من شقين، ظلم للشعب الأدبية وظلم للشعب العلمية على السواء. وتفسير الأمر أن الشعب الأدبية ليست الأدب العربي فقط، بل أقسام الفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ وعلم النفس والدراسات الإسلامية، أي المعارف التي تصنع حضارة الشعوب وترتقي بثقافتها. وهذه المعارف ـ لسوء الحظ ربما ـ هي التي تشكل مرآة الدول والحضارات، ومنها يتخرج أكثر من تسعين في المائة من مفكريها وفلاسفتها وشعرائها، ومن هذه الزمرة تصاغ صورة الأمم. فنحن نعرف فرنسا بفيكتور هيجو وإسبانيا بسرفانتس وبريطانيا بشكسبيير وألمانيا بغوته وكولومبيا بماركيز والهند بطاغور، وقس على ذلك. ثم إن المفكرين الكبار الذين غيروا الحضارات وأنتجوا النظريات والأفكار لم يكونوا سوى من خريجي هذه الشعب، لكن إذا كانت من شكوى توجه إلى هذه الشعب عندنا فليس لأن الناس يقبلون عليها بل لأنها لا تخرج لنا من نفخر بهم، ولماذا لا يخرج قسم الأدب أدباء وقسم التاريخ مؤرخين وقسم الفلسفة فلاسفة وهكذا.
إن الأزمة التي تعيشها هذه الشعب ليست أزمة الكم ولكن أزمة الكيف، أي أزمة مناهج التدريس التقليدية المسيطرة. وإذا شئنا الدقة فإن صعوبة التغيير في هذه الشعب أكثر منها في الشعب العلمية، ذلك لأنها توجد في تماس مباشر مع الثقافة السائدة في المجتمع والبنيات التقليدية في الدولة، ويكاد يكون التغيير في مناهج تدريسها نوعا من الثورة داخل هذه الثقافة السائدة، لأن المهمة المناطة بها إلى الآن هي إعادة إنتاج هذه الثقافة وتكريسها ومنحها المشروعية"الأكاديمية". ولذلك بدل انتقادها يجب انتقاد المنظومة بكاملها، أما الاكتفاء بلوم الطلبة لأنهم يقبلون عليها فهو الكلام العادي الذي يمكن أن يصدر عن أشخاص يريدون تزجية الوقت في صالون حلاقة.
أما لماذا تشكل تلك التصريحات ظلما للشعب العلمية فلأن البنيات والشروط الواجب توفرها لاحتضان البحث العلمي الدقيق غير موجودة أصلا، حتى نحاكم الطلبة على أوضاع هم غير مسؤولين عنها. أعرف طلبة من جيلي الدراسي كانوا آية، لكن رحلة طلب العلم في الشعب العلمية انتهت بهم إلى العمل مدرسين في مدارس قروية لا ماء فيها ولا شجر، وندموا على تعب السنين. فمن نلوم إذن، أهؤلاء الذين قضوا زهرة عمرهم في مراودة بحث علمي لا وجود له؟ أم أولئك الذين يقبلون على الشعب الأدبية، طالما أنهم جميعا سيلتقون في القرية؟.
بد أنه إن كانت الحكومة فعلا تشتكي من عدم الإقبال على الأقسام العلمية، بحسن النية، وتريد أن تقنع الطلبة بالتوجه إلى هذه الأقسام، فما عليها سوى أن توفر بنيات الاستيعاب وتبدأ من الآن في استقبال الطاقات العلمية المهاجرة في أوروبا، وهي طاقات جاهزة، بدل الانتظار سنين قادمة. هناك طاقات مغربية هائلة أتيحت لها فرصة الهروب إلى الخارج لأنها وجدت أن ما تعلمته لن تستطيع استثماره في بلادها، والحل العملي أن توفر لها الظروف للعودة، اللهم إن كانت الحكومة تريد تقديم تشخيص لمرض التعليم من باب الاستهلاك السياسي، مع أننا لا نرى ذلك ممكنا في الوقت الذي يقول فيه نفس الوزير إن ميزانية البحث العلمي هي واحد في المائة. إنها تناقضات غير مقبولة ونحن في شهر الصيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة تعليم أم أزمة شُعَب أزمة تعليم أم أزمة شُعَب



GMT 20:10 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

شهادة منزلية

GMT 20:09 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

ثلاثةُ ملاكمين وهاويةٌ غير مسبوقة

GMT 20:08 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

«طوارق» الليل والنهار

GMT 20:06 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

أي فرصة سلام بعد الصدمة؟

GMT 20:05 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

دموع «الأرتيست»

GMT 20:04 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

لا مفاجأة فى الموضوع

GMT 20:02 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

من أغبى القرارات!

GMT 20:01 2025 الإثنين ,23 حزيران / يونيو

(جمعاء) يصادر (زوزو)!!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 08:54 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مايك شوماخر يشكل فريقا مع فيتيل في "سباق الأبطال"

GMT 05:25 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

معارض ماركس آند سبنسر تطرح تشكيلات رائعة وبأسعار جيدة

GMT 13:33 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أهمية تغيير زيت فرامل السيارة وخطورة تجاهله

GMT 03:21 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكويتية إلهام الفضالة تروي تفاصيل الحالة الصحية لزوجها

GMT 23:05 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتّحاد السعودي يمنح حمد الله مكافأة بقيمة 50 ألف دولار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib