أمي وكافل اليتيم

أمي وكافل اليتيم

المغرب اليوم -

أمي وكافل اليتيم

بقلم - شيماء مكاوي

كنت أتخيل عندما أكتب عن أمي سيكون الأمر سهلًا إلا أنه من اصعب ما يكون. فقد توفى أبي وكان عمري وقتها لم يتعد العشر سنوات، وترك لأمي مسؤولية رعايتي مع أخي، الذي كان يكبرني بتسعة أعوام، ولم تفكر إلا في رعايتنا وأن نكون الأفضل دائما.
وعلى الرغم من أن عمرها وقتها كان يسمح لها بالزواج مرة أخرى، إلا أنها لم تفكر لحظة في هذا الأمر وأنصب تفكيرها على رعايتنا فقط أنا وأخي.

لم تكن أمي موظفة أو لديها عائل مادي كي تستطيع أن تنفق علينا فكل ما لديها هو معاش والدي، ولكنها استطاعت أن تجعلني أكمل تعليمي وألا أكون أقل من أحد بل الأفضل ودرست كلية الآداب قسم إعلام، وشجعتني على دراسة الماجيستير وتحضيره حتى حصلت على درجة الماجيستير في الآداب بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وليس هذا فحسب فزوجتني وجهزتني وكل هذا بمعاش والدي، ولم تفكر في نفسها بالقدر من التفكير بي وبأخي، الذي جعلته يكمل تعليمه هو الآخر، ويعمل في أحد الوظائف الحكومية وأن يكون أب ورب أسرة صالح.

لم نكن أنا وأخي فقط معها فكان لدي شقيقتين ولكنهما كانوا وقت وفاة والدي متزوجات، وقامت أيضا بحمل مسؤوليتهن كثيرا.

تعرضت أمي للكثير من المضايقات فالمجتمع لم يرحمها، خاصة أننا كنا نعيش في محافظة تنتمي للمجتمع الريفي، فقد كان الجميع منتظر منها أن تتزوج ولكنها أخذلت كل المحيطين بها وكل المتربصون لحياتها، وقررت أن تراعينا من دون أن تنظر لمن حولها ولأحاديثهم .

تحملت أمي الكثير والكثير من أجل أن نصل لما نحن عليه، فكل الكلمات لم توف حقها ولكن سأنهي حديثي عنها بالحديث الشريف، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا".
يارب تفوزي يا أمي بالجنة بحق رعايتك لنا، وتحملك الكثير من المصاعب، من أجل أن نكون نحن الأفضل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمي وكافل اليتيم أمي وكافل اليتيم



GMT 09:36 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيهما الأهم القيادة أم القائد ؟

GMT 22:54 2023 الجمعة ,18 آب / أغسطس

هل للطفل مطلق الحرية ؟

GMT 14:15 2023 الخميس ,20 تموز / يوليو

كلماتك الإيجابية أعظم أدواتك

GMT 11:37 2023 الأربعاء ,17 أيار / مايو

كبار السن بين الألم و الأمل

GMT 09:43 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

المدخل الجانبي

GMT 09:35 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 14:32 2022 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

إيه فيه أمل!

رحمة رياض تتألق بإطلالات صباحية أنيقة وعصرية تناسب أجواء الخريف

بغداد - المغرب اليوم

GMT 11:39 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل انقطاع دواء حيوي خاص بمرضى الغدة الدرقية

GMT 10:25 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إدين هازارد يُؤكّد أنّ محمد صلاح أحقّ بالكرة الذهبية من ميسي

GMT 18:58 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل الدوري المصري وتحديد موعد لقاء الأهلي والزمالك

GMT 09:05 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

فيصل يُعلن رفض "حصانة" المجلس العسكري السوداني

GMT 05:09 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

إليكِ حقائب رائعة عصرية استقبلي بها عام 2019

GMT 11:24 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ورشة "كتاب الخيوط" لأطفال معرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 11:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أياكس" يحدد سعر ماتياس دي ليجت لكبار أوروبا

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 05:06 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

إشعاعات "الهواتف الذكية" وتأثيرها على الذاكرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib