أي حمدالله

أي حمدالله

المغرب اليوم -

أي حمدالله

بقلم : محمد زايد

أيْ عبد الرزاق.. وطنك ليس كما يشتهي أغلب أقرانك، أكثر أبناء جلدتك هنا تتعدى أحلامهم واقعهم بمسافات طويلة، بعض أحلام إخوتك في هذا البلد مدخول قار ومحافظة على عزة نفسٍ تعِبةٍ والعيش الكريم الذي لا يدفعهم لمد اليد ليدٍ أعلى منها، عيش كريم يضمن لقمة سائغة وسقف يفصلهم عن مطرٍ عاصف وجدران تقيهم برد نصف الموسم ليس أكثر.
أي حمد الله.. ليس كل من شعر بالوهن والاحتقار منهم انسحب من صراع فرض الذات، لازال أغلبهم يقاوم ويحاول أن يثبت أنه الأكفأ، في شتى المجالات، لازال يصارع لأن يظفر بالعيش الذي يحفظ له الكرامة، غير آبه بـ"النقابات" والمؤامرات والتحالفات، فهو يخوض حربا ضروساً مع أعداء النجاح كل يوم كما أنت أو كما شُبّه لك، فقط الفرق بينك وبينهم، أنك استسلمت وانسحبت وهم ظلوا على العهد، وأقسموا بأغلظ إيمانهم أن يواصلوا الكفاح.
وا أخي.. إنك إن اكتفيت بالانسحاب كنت ستبقى على الأقل في أعين من رأوا فيك أنفسهم عزيز نفسٍ ترك الجمل بما حمل، وفضل رفع الراية البيضاء على مواصلة العراك، لكنك فضلت خدش كرامة بعضهم وإيصال رسالة صحيحة بالطريقة الخطأ، حين قمت بتجاهل الهوية وقصدك أشخاص بعينهم، كي نحكم بنية حسنة طبعا.
يمثل الوطن في شتى المجالات أفراد، قد يستحقون هذا التمثيل وقد لا يستحقونه، وبين هذا وذاك، لم ولن يكتب الوطن في إسم الأشخاص، لذلك لن يكون هذا المنتخب ملكاً لفجر ولا درار ولا بنعطية كما لم يكن سابقا ملكا لفرس وبودربالة والظلمي والنايبت، وقضيتك وإن كانت قضية شخصية (بحسن نية التفسير مرة أخرى) لايجب أن تحولها كما فعلت قبل ساعات لقضية "عقوق".
عبد الرزاق.. لا مبررات لما قمت به، لانقف في صف هذا وذاك، لذلك فمهما كان الفاعل سيجر عليه سخطا عارما لتعمده إيصال رسالة "التجاهل" تلك التي استخدمتها، حتى لو كانت بنية غير سيئة، فكم من منتحر لم ينوِ قتل نفسه حتى استبقه الفعل على تردده.
لا مزايدات في كل ما يتعلق بالعلَم، لا تكن داعما للتمرد حتى لو كان غير مقصود وحتى لو تعلق بكرة منفوخة بالهواء كما يدّعون، التاريخ يسجل كل المواقف، وموقفك كان غير محسوب العواقب للأسف الشديد.
يبدو أنك ملزم بالاعتذار لمن تسببت لهم في أذىً نفسي بمنشورك، هذا إن شفع لك هذا الاعتذار، وأولهم  المتعاطفون "السابقون" معك، لاسيما وأنه كان غنيا بتعاليق أشقاء عرب، ظهرنا أمامهم كالإخوة الذين تعاركوا فيما بينهم في الشارع وهبّ المارّة والجيران لفض عراكهم وهم يستغربون لحجم الانشقاق الذي وصلوا إليه، أيّاً كان المسؤول وأيا كان البادئ بالسوء.
أي عبد الرزاق.. اعلم أن الوطن لم يوجد ليُعطي فحسب، فهو يستحق نوعا من التضحية حتى لو كانت هذه التضحية بقليل من الكرامة والعزة كي لا نقول الأنا والنرجسية، لم يطلب منك أحد التذلل كما لم ينتظر منك أحد الاستفزاز، فقط استحَبوا أن تحافظ على صورتك التي تركتها غلى الأقل بعد الخروج "العلنساني" من المعسكر، فضّلوا أن تبقى شخصا تعاطفوا معه واختار الانسحاب، على عاق بدأ يتعلم فن التنكر  والتمرد.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي حمدالله أي حمدالله



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 13:33 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 13:50 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

توقيف شقيقين نقلا جثة والدهما إلى منزله في بني سويف

GMT 15:33 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء شائعة عند تحضير ديكور غرفة المعيشة

GMT 09:10 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

2.9 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 09:46 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

حفلة لفرقة "رباعي كوينز" في قصر المانسترلي الخميس

GMT 05:29 2018 السبت ,18 آب / أغسطس

كيف تصالح حبيبتك حين تغضب أو تحزن منك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib