الرئيسية » مراجعة كتب

الرباط - المغرب اليوم

لم يسبق وأن سمعت بهذا الكاتب ، كان تقاطعي الأوّل معه هو هذا الكتاب .. الكتاب الذي أتى في وقتهِ المناسب جداً ، الهاجس ذاتهُ الذي يؤرقني مذ فترة ! ليسكانو ، كاتبٌ من الأورغواي ، في فترة دراسته الجامعيّة - الفترة التي تخللتها آلة قمع دكتاتورية - كان منظماً حينها إلى حزب سياسي في الجامعة ، اعتقل وهو في عمر الثانية والعشرين ، دامت فترة مكوثهُ في السجن ثلاثة عشر عاماً ! تلك الأعوام التي تخللتها أشد أنواع التعذيب و التنكيل .. يطرح الكاتب قضية استحالة الكتابة ، ويجعل من قضيته موضوعاً للتأمل العميق بين ثنائيّة الكاتب والآخر .. هذِهِ الثنائية التي يجب أن تكون واحداً ! تنطلق قضيّة الكاتب من المُعتقل ، والوحدة والإنعزال وكل أنواع الحرمان ، يدور الكتاب في فكرة واحدة تشعر أحياناً أنك تقرأ الفكرة في دائرة مغلقة لا تتطور ! بينما أسلوب الكاتب سلس ومُشبع بالتأمل والتحليل ، يجعلك في كل لحظات القراءة تتسائل ولا تكف عن طرح الأسئلة ! يتأمل الكاتب فعل الكتابة في الوقت الذي تستحيل لديه القدرة على كتابة صفحة واحدة ، يقول في عبارة جميلة : (إننا نؤلف كتاباً لأننا نطمح أن نصبح جزءاً من المكتبة) ، ولعل الكتابة كانت خلاص ليسكانو الوحيد في مرحلة العذاب والمعتقل ، وفي جزء آخر من الكتاب تحدّث عن العزلة والتواصل ، يقول : ( تعلمنا الكتابة الحديث مع النفس ولستُ متأكداً من أنها تعلمنا الحديث مع الآخرين) ، وفي موقفٍ آخر يبدو أنه خلاصة تأمله الطويل يقول فيه أن القراءة هي المخرج !و كما قال أيضاً أن الحياة والتجارب لا غنى عنها في فعل الكتابة ! ( الكتابة هي تشييد عُزلة لا يمكن اختراقها ) ! يخرج ليسكانو من السجن يكون قد بلغ الخامسة والثلاثين من عمره ، يكون قد خسر كل شيء ويقرر السفر إلى السويد ، يذهب خالياً من أي شيء سوى من رغبته بأن يصبح كاتباً في بلد لا يتحدث لغتها ولا يعرف ثقافة أبناءها أو تقاليدها ، يقول في هذا المقطع من الكتاب - جملة كانت أعمق وأصعب ما قرأته - : " كان اليوم أو الليلة الأصعب في حياتي ، هي ليلة خروجي من السجن. إذ خرجتُ إلى العدم ، أولئكَ الذين وددتُ رؤيتهم في انتظاري لم يكونوا هناك ، لم يكن عندي وظيفة ، أو ما أتشبث به .. لذا كُنتُ وحيداً حقاً " أعلم أنَّ هذا الكتاب هو من بين أجمل ما قرأت ، يكفي أنه مُلهم وأنك تخرج منه بكم من الأسئلة التي ستحلٍّق في رأسك ! قد أعود باقتباسات أخرى .. ثرية !

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إصدار جديد يقارب حصيلة الدراسات الأمازيغية في المغرب
مؤلف يرصد البرلمان المغربي في ظل ثلاثة ملوك
رواية "وجوه يانوس" تقود أول امرأة إلى رئاسة الحكومة…
ديوان شعري أمازيغي يدعم مرضى السرطان الفقراء
أول عدد من "مجلة تكامل للدراسات" يرى النور

اخر الاخبار

نصف مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها من لبنان…
نعيم قاسم مساندة غزة واجبة والحزب قادر على هزيمة…
إسرائيل تنفي حدوث انفراجة في المفاوضات مع «حماس» رغم…
أميركا أبلغت الوسطاء أنها تضغط على نتنياهو للوصول لهدنة…

فن وموسيقى

صابر الرباعي يؤكد أن مهرجان موازين في المغرب نموذج…
نيللي كريم تكشف تفاصيل إصابتها بالسرطان في وجهها وتحكي…
أحمد حلمي يُعبر عن سعادته بتكريمه في مهرجان الدار…
هند صبري تواجه حملة هجوم بسبب موقفها من قافلة…

أخبار النجوم

كاظم الساهر يُسحر جمهور الرباط في ليلة طربية لا…
شيرين عبدالوهاب توجّه رسالة الى رسالة الى الملحن مدين…
دينا فؤاد تكشف كشفت العديد من أسرارها الشخصية والمهنية
حنان مطاوع تكشف عن الأعمال الفنية التي ندمت عليها…

رياضة

رونالدو أنا برتغالي لكنني أشعر أنني سعودي
نادي الرياض يلغي فريق السيدات رغم الإنجاز التاريخي
ضربة للهلال قبل موقعة السيتي غياب سالم ستة أسابيع
خيسوس على بعد خطوة من تولي تدريب النصر

صحة وتغذية

دراسة تحذر السيجارة الإلكترونية تؤثر على جينات الفم
6 مشروبات تنظف الأمعاء عند تناولها على معدة فارغة
دراسة تؤكد نجاح الإنسولين المستنشق في علاج الأطفال المصابين…
لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

الأخبار الأكثر قراءة