قراءة في كتاب الكاتب والآخر لكارلوس ليسكانو
آخر تحديث GMT 12:21:48
المغرب اليوم -

قراءة في كتاب "الكاتب والآخر" لكارلوس ليسكانو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قراءة في كتاب

الرباط - المغرب اليوم

لم يسبق وأن سمعت بهذا الكاتب ، كان تقاطعي الأوّل معه هو هذا الكتاب .. الكتاب الذي أتى في وقتهِ المناسب جداً ، الهاجس ذاتهُ الذي يؤرقني مذ فترة ! ليسكانو ، كاتبٌ من الأورغواي ، في فترة دراسته الجامعيّة - الفترة التي تخللتها آلة قمع دكتاتورية - كان منظماً حينها إلى حزب سياسي في الجامعة ، اعتقل وهو في عمر الثانية والعشرين ، دامت فترة مكوثهُ في السجن ثلاثة عشر عاماً ! تلك الأعوام التي تخللتها أشد أنواع التعذيب و التنكيل .. يطرح الكاتب قضية استحالة الكتابة ، ويجعل من قضيته موضوعاً للتأمل العميق بين ثنائيّة الكاتب والآخر .. هذِهِ الثنائية التي يجب أن تكون واحداً ! تنطلق قضيّة الكاتب من المُعتقل ، والوحدة والإنعزال وكل أنواع الحرمان ، يدور الكتاب في فكرة واحدة تشعر أحياناً أنك تقرأ الفكرة في دائرة مغلقة لا تتطور ! بينما أسلوب الكاتب سلس ومُشبع بالتأمل والتحليل ، يجعلك في كل لحظات القراءة تتسائل ولا تكف عن طرح الأسئلة ! يتأمل الكاتب فعل الكتابة في الوقت الذي تستحيل لديه القدرة على كتابة صفحة واحدة ، يقول في عبارة جميلة : (إننا نؤلف كتاباً لأننا نطمح أن نصبح جزءاً من المكتبة) ، ولعل الكتابة كانت خلاص ليسكانو الوحيد في مرحلة العذاب والمعتقل ، وفي جزء آخر من الكتاب تحدّث عن العزلة والتواصل ، يقول : ( تعلمنا الكتابة الحديث مع النفس ولستُ متأكداً من أنها تعلمنا الحديث مع الآخرين) ، وفي موقفٍ آخر يبدو أنه خلاصة تأمله الطويل يقول فيه أن القراءة هي المخرج !و كما قال أيضاً أن الحياة والتجارب لا غنى عنها في فعل الكتابة ! ( الكتابة هي تشييد عُزلة لا يمكن اختراقها ) ! يخرج ليسكانو من السجن يكون قد بلغ الخامسة والثلاثين من عمره ، يكون قد خسر كل شيء ويقرر السفر إلى السويد ، يذهب خالياً من أي شيء سوى من رغبته بأن يصبح كاتباً في بلد لا يتحدث لغتها ولا يعرف ثقافة أبناءها أو تقاليدها ، يقول في هذا المقطع من الكتاب - جملة كانت أعمق وأصعب ما قرأته - : " كان اليوم أو الليلة الأصعب في حياتي ، هي ليلة خروجي من السجن. إذ خرجتُ إلى العدم ، أولئكَ الذين وددتُ رؤيتهم في انتظاري لم يكونوا هناك ، لم يكن عندي وظيفة ، أو ما أتشبث به .. لذا كُنتُ وحيداً حقاً " أعلم أنَّ هذا الكتاب هو من بين أجمل ما قرأت ، يكفي أنه مُلهم وأنك تخرج منه بكم من الأسئلة التي ستحلٍّق في رأسك ! قد أعود باقتباسات أخرى .. ثرية !

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في كتاب الكاتب والآخر لكارلوس ليسكانو قراءة في كتاب الكاتب والآخر لكارلوس ليسكانو



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 07:07 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

شائعة تبعد "مقالب رامز" عن بركان في الفلبين

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البرلمان المغربي يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2020

GMT 12:54 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواصفات برج القوس ووضعه في حركة الكواكب

GMT 11:02 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يحمل فتحي جمال مسؤولية مغادرته للرجاء

GMT 00:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

سيدة ميتة دماغيًا منذ أربعة أشهر تنجب طفلة سليمة

GMT 00:01 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فان دايك يتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا

GMT 00:16 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

أمل الفتح يتوج بطلا ويحقق الصعود

GMT 01:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

بيع أوّل نسخة في العالم من "تويوتا سوبرا GR"

GMT 01:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib