دار السلام - المغرب اليوم
تتربع دار السلام، كبرى مدن تنزانيا، على الساحل الشرقي لأفريقيا، لتشكل بموقعها المطل على المحيط الهندي لوحةً تجمع بين التاريخ والثقافة والحياة العصرية النابضة. على بُعد نحو تسعين كيلومتراً جنوب أرخبيل زنجبار الشهير، تمتاز المدينة بحيويتها وتنوعها الثقافي، إذ تجمع بين سحر الماضي وروح الحاضر في مزيج فريد جعلها من أبرز الوجهات السياحية في شرق القارة الأفريقية. كانت دار السلام في بدايتها قرية صغيرة لصيد الأسماك في منتصف القرن التاسع عشر، قبل أن تتحول مع مرور الزمن إلى مركز تجاري مزدهر ومدينة ساحلية عامرة بالحياة والموانئ والمراكز الاقتصادية. واليوم، تُعد دار السلام القلب النابض لتنزانيا ومقصداً للباحثين عن الجمال الطبيعي والتاريخ العريق والضيافة الأفريقية الأصيلة.
تضم المدينة معالم كثيرة تحكي قصتها الغنية، من شواطئها الممتدة على المحيط الهندي، مثل شاطئ كوكو الهادئ الذي يجمع بين صفاء البحر ونشاط المهرجانات الصيفية، إلى متاحفها التي تحفظ ذاكرة البلاد وتروي مراحلها التاريخية، وعلى رأسها المتحف الوطني وبيت الثقافة الذي يعرض مقتنيات نادرة عن حقب الاستعمارين الألماني والبريطاني، إضافة إلى متحف قرية ماكومبوشو الذي يقدم تجربة حية للثقافة التنزانية التقليدية من خلال منازلها وأعمالها الحرفية وفنونها الشعبية.
وفي محيط دار السلام، تبرز محمية غابات تلال بوغو كوجهة طبيعية ساحرة لمحبي المغامرة والتخييم، بينما تتيح حديقة الحيوان في كيغامبوني فرصة للتفاعل مع الحياة البرية ومشاهدة الحيوانات المحلية في بيئتها الآمنة.
دار السلام اليوم ليست مجرد مدينة أفريقية مزدحمة بالحياة، بل هي حكاية مستمرة من التعايش بين الإنسان والطبيعة، بين التراث والحداثة، وبين البحر والبرّ، لتبقى بحق درّة الساحل الشرقي للقارة السمراء ومتحفاً مفتوحاً يعكس روح تنزانيا الأصيلة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
المغرب وبروناي دار السلام يطمحان لإعطاء بُعد جديد لعلاقاتهما الثنائية بفضل ريادة قائدي البلدين