الرئيسية » تحقيقات
الانتخابات الرئاسيَّة السوريَّة

بيروت - رياض شومان

انشغل لبنان اليوم الأربعاء، بالانتخابات الرئاسية السورية ، وهو الذي غابت عنه الانتخابات الرئاسية اللبنانية بسبب الانقسام الحاد بين احزابه وسياسييه ونواب شعبه.
وتأثر اللبنانيون كثيراً بالعملية الانتخابية السورية نظراً للتداعيات التى تركتها والتي أثارت غضبهم الشديد، خصوصاً على وزارة الداخلية والبلديات، جراء تقصيرها في تنظيم عملية الانتخابات في مقر سفارة دمشق في اليرزة. فكان المشهد كارثياً وفوضوياً، بحيث استهل اللبنانيون يومهم بصباح متوتر لعن فيه بعضهم اليوم الذي ولدوا فيه لبنانيين. زحمة سير، طرق مقفلة، طلاب لم يصلوا إلى امتحاناتهم، عمال غابوا عن أعمالهم لساعات، اشعة شمس حارقة، سيارات تعطلت من الزحمة وغيرها من المظاهر التي تستقيل الحكومة على اثرها لو كان البلد حضارياً.
أما المشهد لهذه الانتخابات فكان مفاجئاً للبعض ومضحكاً للبعض الآخر، والإعلام "اشتغل شغله"، منه اعتبر أن الصورة تجسد شرعية الرئيس السوري بشار الأسد الحقيقية، فيما الآخر سأل: ماذا يعملون في لبنان؟ والأكيد أن لا جدوى من هذه الانتخابات والفوضى، طالما أن الأسد باقٍ في قصره، في حال حصلت انتخابات أو لم تحصل، فضلاً عما تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات تهديد للسوريين باعتقالهم عند الحدود في حال تبيّن أنهم لم يصوتوا في الانتخابات.
والعجيب، أن الكثير من اللبنانيين المؤيدين لبشار الاسد، حملوا صوره والأعلام السورية نزلوا مع السوريين الى الشارع، كرسالة لتجديد البيعة كما قال أحدهم عبر شاشات التلفزة، فيما لم يقدم أحد منهم على النزول إلى الشارع ورفع العلم اللبناني احتجاجاً على الشغور في سدة رئاسة بلده لبنان.
كثيرون استغربوا تصرف السوريين وسألوا: طالما أنهم يستطيعون الانتخاب في السفارة فماذا يفعلون في لبنان؟ وهو أيضاً موقف تبنته قوى "14 آذار". بحيث قال عضو الأمانة الأمانة لهذه القوى النائب السابق مصطفى علوش أن قوى "14 آذار ترى ان هذه المجموعة من الناس مؤيدة للأسد وتحبه، فلا تنطبق عليها صفة اللجوء، لهذا على الدولة اللبنانية أن تأخذ القرار في اعادتهم إلى ديارهم".
علوش لاحظ التنسيق المشترك "بين أجهزة المخابرات و"حزب الله" وحركة "أمل" والحزب "القومي السوري" والاحزاب التابعة للنظام السوري"، مشيراً إلى "عمليات الترغيب والترهيب في اجبار السوريين على التصويت"، لكن لا ينفي ايضاً أن "هناك جزءاً من الشعب السوري يؤيد الأسد لأسباب لها علاقة بأمور مذهبية وطائفية ومصلحية".
وأكد علوش أن الفوضى وزحمة السير تتحمل مسؤوليتهما الدولة اللبنانية التي كان يجب أن تتوقع ما حصل وتمنع حصوله، وفي حال تقرر حصول الانتخابات فلتكن حينها في يوم عطلة للبنانيين حتى لا تتخرب أشغالهم، فاليوم خسرنا ملايين الدولارات من الناتج القومي من تخريب أعمال الناس وسمات البدن، بسبب أمر ليس ضرورياً حصوله وفي أي بلد آخر تستقيل الحكومة بسببه".
من جهتها لم تستغرب المعارضة ما جرى في لبنان، إذ تساءل عضو الهيئة القانونية في الائتلاف الوطني السوري المعارض هشام مروة: "ماذا نتوقع من بلد المخابرات السورية والميليشيات التابعة للنظام السوري موجودة فيه بقوة؟"، مؤكداً أن "السوري في لبنان يعيش حال الخوف نفسها التي يعيشها السوري في الداخل، وفي رصيد النظام اعتقالات وعمليات خطف في لبنان أشهر من أن تعدّ". ويسأل: "كم تشكل هذه المجموعات التي نزلت لتنتخب في السفارة من حجم أي مخيم للاجئين في لبنان أو الأردن أو تركيا؟".
وأضاف "هذه حالة إعلامية يريد عبرها النظام السوري ان يوصل إلى المجتمع الدولي رسالة مفادها أن هناك تاييداً له في الشارع وفي العالم، لكن هذا الأمر ايضاً غير صحيح، ولو أن هذا التأييد قائم لما احتجنا إلى الثورة والتضحيات، ولما بات هناك مناطق للمعارضة واخرى للنظام الذي يقصف المواطنين الابرياء بالكيميائي"، يقول مروة الذي "يتفهم" أن السوريين الذين شاركوا في الانتخابات "تحت ضغط معنوي أو سياسي أو ان بعضهم تحت تأثير بروباغندا النظام، فيتعاطفون معه".
وقال للمشاركين: "أنتم ادوات يستخدمكم النظام من أجل رسائله إلى المجتمعين الدولي والسوري بانه لا يزال يمتلك القدرة على استخدام المزيد من الشبيحة لقتل السوريين". ويرى مروة أنه "طالما ان اللاعبين لم يتغيروا فالمشهد حينها سيراوح مكانه، في انتظار تطور ميداني يحقق الهدف لاحد الفريقين".
كثافة السوريين المؤيدين للأسد والمشاركين في الانتخابات كانت مفاجئة للجميع، ويقول مسؤول في الحزب القومي السوري "لا أحد اليوم يستطيع أن يدّعي أن الضباط السوريين أجبروا الناس على الحضور بالقوة ولا أن أجهزة ضغطت عليه، كما لا اعتقد أن السفارة لديها القدرة على أن ترشي الناس وان تدفعهم نحو التصويت".
وأيد عودة السوريين الى بلادهم وقال "لا مانع من عودتهم وسوريا صرخت أكثر من مرة وقالت: عودوا، وهناك خطط لأكثر من اجراء لاخراجهم، لكن كان هناك من يغريهم بالمال والاغاثة ودعم المجتمع الدولي"، معتبرا ان "هذه الوعود تهدف إلى ابقاء اطار الازمة في سوريا وتصويرها على أنها ازمة كبرى"، ويصيف: "انا مع عودتهم، لأنه لا داعي لوجود السوريين على الأراضي اللبنانية طالما لا "عملة وشغلة" لهم كما أن على الدولة دعوة كل القادرين إلى العودة وفي حال كانت منطقته غير آمنة، فالنظام يسكنهم في آماكن لائقة وتم تجهيز قرى لهم".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

البابا فرنسيس من أحياء بوينس آيرس المتواضعة إلى سدّة…
الكشف عن تفاصيل عملية تهريب ثروة الأسد على متن…
«الأونروا» توزع طروداً غذائية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
غوتيريش يكشف عن نزوح 12 مليون لاجئ من السودان…
اغتصاب ممنهج وارتفاع كارثي لانتهاكات حقوق الأطفال مع دخول…

اخر الاخبار

شاحنات مساعدات تدخل غزة وسط دعوات دولية لدعم خطة…
أنقرة تستضيف اجتماع وزراء خارجية تركيا والأردن وسوريا لبحث…
التحالف الدولي يسعى لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وسط…
الولايات المتحدة تغلق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتدمج…

فن وموسيقى

كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…
إليسا تشعل 2025 بمفاجآت فنية وألبوم جديد بعد تألقها…
هند صبري تتألق في بيروت وتتوج بجائزة الإنجاز الفني…

أخبار النجوم

مصطفي شعبان يشارك هيفاء وهبي بطولة عمل سينمائي جديد
يوسف الشريف يعلق على مشاركته في حفل بطولة العالم…
الفنان ظافر العابدين ينضم لفيلم "السلم والثعبان 2"
حمادة هلال يشارك في موسم رمضان 2026 بـ«المداح 6»

رياضة

قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…
محمد النني يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإماراتي

صحة وتغذية

تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…
طريقة سهلة لخفض ضغط الدم دون الحاجة لتقليل الملح…
إجراء أول عملية استئصال للبروستات باستخدام الروبوت الجراحي عن…
القهوة تحارب الضعف الجسدي لدى كبار السن وتحسن القوة…

الأخبار الأكثر قراءة

ترامب يؤكد جديته في الترشح لولاية ثالثة رغم قيود…
الخزانة الأميركية تُصدر عقوبات جديدة بشأن إيران
العثور على جثامين 14 مسعفًا مقيدة داخل حفرة في…
جنبلاط يحذر الدروز في سوريا من الانجرار وراء تحالف…
ارتفاع واردات الأسلحة إلى أوروبا بنسبة 155 بالمئة في…