دمشق - سليم الفارا
أكد مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الثلاثاء، انعقاد لقاء في العاصمة الفرنسية باريس مساء اليوم بين وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري في الحكومة الانتقالية، أسعد الشيباني، بحضور المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، وذلك في إطار جهود دبلوماسية جديدة تهدف إلى بحث الترتيبات الأمنية بين الطرفين، بعد انقطاع دبلوماسي شبه تام دام نحو 25 عاماً بين سوريا وإسرائيل.
ويُعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه خلال شهر واحد فقط، حيث سبقه لقاء مماثل جرى في وقت سابق بين ديرمر والشيباني، ما يشير إلى تقدم في مسار التواصل غير المسبوق بين الجانبين في الآونة الأخيرة. وكانت الولايات المتحدة قد رعت هذه اللقاءات بشكل مباشر، في مسعى لخفض التوتر الإقليمي وفتح قنوات اتصال قد تقود إلى تفاهمات أوسع.
وبحسب موقع "أكسيوس"، تناولت المباحثات بين الوفدين السوري والإسرائيلي، والتي استمرت لنحو أربع ساعات، عدداً من القضايا الحساسة، من أبرزها ملف الأمن على الحدود، وخفض التوتر في جنوب سوريا، بالإضافة إلى التوصل إلى تفاهم مبدئي بشأن وقف إطلاق النار في بعض المناطق الحدودية. وذكرت مصادر إسرائيلية للموقع أن المحادثات ركزت أيضاً على بحث إمكانية إنشاء ممر إنساني عبر الأراضي الإسرائيلية نحو مدينة السويداء جنوب سوريا، لتقديم المساعدات إلى أبناء الطائفة الدرزية هناك، في خطوة يُنظر إليها كجزء من محاولة أميركية لإدخال أبعاد إنسانية على جهود التهدئة.
وكان من المقرر أن يُعقد هذا الاجتماع في الأسبوع الماضي، إلا أنه تأجل في اللحظات الأخيرة لأسباب لم يتم الإفصاح عنها. إلا أن استئناف اللقاء في باريس يعكس جدية الأطراف الثلاثة في الدفع بهذا المسار الدبلوماسي، رغم حساسية الملفات المطروحة وتشابك المصالح الإقليمية والدولية فيها.
هذا التطور الدبلوماسي المفاجئ يأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من إعادة الترتيب السياسي بعد سنوات من النزاعات، ويبدو أن واشنطن تسعى لاستغلال هذه اللحظة لإعادة تشكيل خارطة العلاقات بين دول المنطقة، بما في ذلك الخصوم التقليديون مثل سوريا وإسرائيل، عبر تحركات هادئة وتفاهمات غير معلنة قد تفتح الباب أمام مسارات جديدة للتفاوض أو حتى التسوية في بعض الملفات.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الولايات المتحدة تسعى لترتيب محادثات بين بوتين وزيلينسكي بعد لقاء ترامب