واشنطن -المغرب اليوم
في ظل التصعيد الميداني في محافظة السويداء السورية، دعت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، إلى التهدئة الفورية وبدء حوار سياسي يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك بعد أيام من المواجهات العنيفة في المدينة الجنوبية ذات الغالبية الدرزية.
وقال السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا ولبنان، توم براك، في منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "ندين بشدة العنف ضد المدنيين في السويداء. على جميع الأطراف التراجع خطوة للوراء والانخراط في حوار هادف يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار. يجب محاسبة الجناة".
وأضاف براك:"بيان الرئاسة السورية كان قويًا، لكن يجب أن تتبعه إجراءات حقيقية لإنهاء العنف، وضمان المساءلة، وحماية جميع السوريين". وكانت الرئاسة السورية قد أصدرت في وقت سابق اليوم بيانًا يدين "الانتهاكات المؤسفة" في السويداء، متوعدة بمحاسبة المسؤولين عنها، وواصفة ما جرى بأنه "سلوك إجرامي لا يمكن القبول به تحت أي ظرف".
وجاء في بيان الرئاسة: "تابعت الدولة السورية باهتمام بالغ الانتهاكات المؤسفة التي طالت بعض المناطق في محافظة السويداء مؤخرا. إن هذه الأفعال التي تندرج ضمن السلوكيات الإجرامية وغير القانونية لا يمكن قبولها تحت أي ظرف، وتتنافى مع المبادئ التي تقوم عليها الدولة السورية".
وأكدت الحكومة السورية التزامها الكامل بالتحقيق في الحوادث، ومحاسبة كل من يثبت تورطه، سواء أكان فردًا أو جهة خارجة عن القانون، مؤكدة أن "العدالة ستأخذ مجراها دون تساهل".
وشددت الرئاسة على أن: "أمن المواطنين في السويداء وسائر أنحاء البلاد أولوية لا مساومة عليها، ولن يُسمح لأي طرف بالعبث باستقرار المناطق أو التعدي على حقوق الأهالي".
وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد أمني غير مسبوق في السويداء، حيث شهدت المحافظة خلال الأيام الماضية اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين محليين، أسفرت عن سقوط ضحايا من الطرفين، وتسببت في موجة نزوح داخلية، بحسب تقارير حقوقية.
كما تزامنت هذه الأحداث مع تصعيد إسرائيلي واسع النطاق، طال مناطق حساسة في دمشق، من بينها محيط القصر الرئاسي ومقر هيئة الأركان، الأمر الذي فاقم التوتر الإقليمي وأثار مخاوف من انفلات أمني أشمل في الجنوب السوري.
وفي هذا السياق، دعت الأمم المتحدة ومبعوثو عدد من الدول الغربية إلى ضبط النفس، مشددين على ضرورة وقف العنف وحماية المدنيين، لا سيما في المناطق التي تشهد توترات طائفية أو انقسامات داخلية.
يُذكر أن السويداء كانت قد شهدت خلال السنوات الماضية احتجاجات متقطعة مطالبة بالإصلاحات، غير أن الأوضاع الأمنية تفاقمت مؤخرًا، مما دفع واشنطن إلى التحذير من "انهيار النظام المحلي" إذا لم يتم التوصل إلى حلول سلمية عبر الحوار السياسي.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الأردن يضبط شبكة تمويل سرية تابعة للإخوان بقيمة 30 مليون دينار
ترامب محبط من بوتين لكن سيبقى على تواصل معه ويؤكد ل " بي بي سي "أنه لا يثق بأحد