الرئيسية » عالم الإعلام
الاحتجاجات الشعبية بلبنان

بيروت ـ كمال الأخوي

منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية بلبنان في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حتى اليوم، يتداول اللبنانيون طرائف وأخباراً تتعلق بها. وتشهد وسائل التواصل الاجتماعي حركة كثيفة، لا سيما عبر خدمة «واتساب» للرسائل الإلكترونية. وبلغت أعداد هذه الرسائل المئات؛ إلى حدّ جعل كثيرين ممن يتلقونها لا يتوانون عن محوها فور وصولها إليهم ليتمكنوا من استقبال غيرها تحاكي الساعة.

وتدور غالبية هذه الطرائف والتعليقات حول الحالات المتأزمة بين أفراد العائلة الواحدة في البيت اللبناني. فالوضع الراهن جعلهم على احتكاك دائم فما بينهم منذ أن أجبرتهم الأحداث الأخيرة على الأرض على البقاء في المنزل من دون القيام بأي نشاط آخر يذكر.
ومما زاد الأحوال سوءاً وجود الأولاد أيضاً في البيت في ظل إغلاق المدارس أبوابها في جميع المناطق اللبنانية. وصارت الأمهات يبحثن عن وسائل لتسليتهم، أو لإبعادهم عن القفز أمامها ولو لساعة واحدة. ومن بين النكات؛ تلك التي جاءت في رسالة صوتية لـ«إحداهن تطلب من سائق حافلة المدرسة الذي اعتاد توصيل أولادها إلى المدرسة يومياً، أن يمر عليهم كعادته كل يوم ويأخذهم في نزهة طويلة وهي مستعدة لأن تدفع له أجرته الشهرية المعتادة».
وعندما أعلن وزير التربية أكرم شهيب عن استئناف الدراسة إثر فتح الطرقات، انتشرت النكات حول الموضوع؛ وبينها واحدة تقول: «التلاميذ يطالبون بمهلة 72 ساعة لإيجاد كتبهم وشنطهم». وذلك في إشارة إلى المهلة التي طالب بها الرئيس سعد الحريري لإجراء الورقة الإصلاحية. وفور الإعلان المذكور من قبل الرئيس الحريري لم يتوانَ اللبنانيون عن تركيب صورة في رسالة إلكترونية فيها 72 صنفاً من الساعات كتب عليها: «وهيدي 72 ساعة التي طلبتها». أمّا الطرفة التي تناولت أيضاً مشكلة وجود الأولاد في المنزل لوقت طويل فتقول: «أنا وبكامل قواي العقلية أقر وأعترف من بعد هذه القعدة الطويلة بالبيت مع الأولاد: لا للتغيير ونعم للفساد». وانتشرت أخرى مستوحاة من ضريبة الـ«واتساب»، التي كانت فرضتها الدولة اللبنانية على مستخدميه فتسببت في انطلاق شرارة الثورة، وتقول: «ياخدو الـ6 دولار بس يردولي الأولاد على المدرسة لأنّي سأدفعهم على صحتي».
من بين المنشورات الإلكترونية التي استوحيت من شعارات الثورة أيضاً تلك المنقولة عن إحداهن تقول: «زوجي كلّما سمع على شاشات التلفزة عن الشعارات التي تنادي باستعادة الأموال المنهوبة بيتطلع فيي». وعبارة «مش ناسيينك» التي يرددها اللبنانيون في مظاهراتهم للإشارة إلى شخصيات سياسية ساهمت في فساد الدولة رغم غيابهم عنها حالياً. وانتشرت طرفة تقول: «كل واحد بتلاحظو نصحان (زاد وزنه) هذا يعني أنو ما تظاهر، فمش ناسيينك انت كمان». وكتبت إحداهن تقول: «نظراً للظروف القاهرة التي تعيشها النساء حالياً في المنزل وتجبرها على تناول الطعام بشكل دائم، يطلب إقفال الثلاجات بالشمع الأحمر». فيما تعلّق أخرى على الموضوع نفسه: «قطع الطريق بين غرفة الجلوس والمطبخ بسبب الأكل الإضافي الذي نتناوله هذه الأيام». وحول عبارة: «كلّن يعني كلّن»، التي تتردد في الاحتجاجات الشعبية، تدور تعليقات كثيرة تتناولها كتلك التي تقول: «كل بنت نازلة عالثورة متأنقة بحب قلك: ما رح تلاقي عريس، لأن كل الشباب طفرانين كلّن يعني كلّن».
ولم تقتصر إفرازات الحراك المدني على الطرائف والتعليقات المضحكة؛ بل تجاوزت ذلك لتأخذ المنحى الجدي أحياناً كثيرة. وتجلت في نقاشات حادة في البيت الواحد بسبب اختلاف في وجهات النظر، أو تفاوت الحماس بين أبناء العائلة الواحدة للمشاركة في الاحتجاجات، أو العكس. وبلغ الأمر ببعض الشباب التوجه إلى ساحات هذه الاحتجاجات من دون علم ذويهم. وقد طلب أحد المتظاهرين من مراسلة تلفزيونية كانت تغطّي الحراك في منطقة الرينغ، قائلاً لها: «الرجاء عدم التصوير، فهناك أصدقاء لي يرافقونني من دون علم ذويهم بذلك». وحتى العلاقات الجديدة التي استحدثتها هذه الاحتجاجات بين اللبنانيين الذين التقوا في ساحات المظاهرات ومن مناطق مختلفة، ساهمت في استحداث نقاشات طويلة حملت الحدة مرات كثيرة ونقلتها شاشات التلفزة بدورها. ولم تستثن هذه الخلافات أبناء البيت الإعلامي الواحد؛ إذ تردّد أنّ إحدى محطات التلفزة المعروفة في لبنان، تشهد انقساماً حاداً بين العاملين بقسم نشرات الأخبار فيها، ظهر بشكل صريح عبر تغريدات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء انقطاع التواصل التام بين الأهل وأولادهم المنشغلين إمّا بواقع المظاهرات على الأرض أو بانعكاساتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ليحدث بدوره انقطاعاً في العلاقات الاجتماعية الأساسية. فالأولاد ينكبون على أجهزتهم الجوالة بشكل دائم، فيما الأهل يتسمّرون أمام شاشات التلفزة لساعات طويلة، ليشكل هذا الوضع انقطاعاً تاماً لعملية التحاور بين الطرفين

وقد يهمك أيضاً :

ترامب ينشر صورة للكلب المشارك فى عملية تصفية زعيم تنظيم " داعش"

شوكان يوضح قرار رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مراسلون بلا حدود تقول إن بالمعدل الذي يقتل فيه…
استمتعي برحلات هادئة وتجارب سياحية أعمق بعيدًا عن زحام…
قتل الصحفيين في غزة يكشف المخاطر التي يواجهها الإعلاميون…
ترامب مستاء من قتل إسرائيل صحافيين في غزّة وإدانة…
"إندبندنت عربية" تنعى المصورة مريم أبو دقة بعد مقتلها…

اخر الاخبار

روسيا تعلق على تصاعد الاعترافات الدولية بدولة فلسطين
مقترح جديد يتضمن الإفراج عن عشرة رهائن مقابل هدنة…
السعودية تؤكد وجود ضغوط دولية لإنهاء الاحتلال
السعودية تؤكد التزامها بدعم إقامة دولة فلسطين

فن وموسيقى

أمينة خليل تتألق في حفل "الموريكس دور" وتفوز بجائزة…
مي عمر تدخل التاريخ كأول مصرية ضمن قائمة "أجمل…
نيكول سابا تكشف أسرار دورها في مسلسل "وتقابل حبيب"وتوضح…
في أول ظهور إعلامي كارول سماحة تبكي رحيل زوجها…

أخبار النجوم

محمد رمضان يرد على الانتقادات بصور جديدة مع لارا…
القبض على الفنانة بوسي في مطار القاهرة بسبب أحكام…
عاصي الحلاني يكشف السبب الحقيقي لغيابه عن الموريكس دور…
تيم حسن يوجه رسالة حب للبنانيين ويستثني فئة واحدة…

رياضة

الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية 2025 الليلة وسط ترقب…
اسحاق ناظر يتوج بذهبية سباق 1500 متر
النصر السعودي يضع براهيم دياز في دائرة اهتمامه لتعزيز…
سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية

صحة وتغذية

إكليل الجبل عشبة منزلية ذات فوائد مذهلة لصحة الجسم…
دواء جديد يغير حياة النساء بعد انقطاع الطمث
تقليل استهلاك الكافيين قد يجعلك ترى أحلاماً أكثر وضوحاً
وزير الصحة المغربي يتفقد الوضع الصحي بمكناس ويطلع على…

الأخبار الأكثر قراءة

نساء على خط النار "الصحفيات الفلسطينيات" يواجهن الحرب بالكلمة…
المنتدى السعودي للإعلام منصة دولية تستشرف مستقبل القطاع
اعتراف فرنسا بفلسطين يضع بريطانيا تحت المجهر مقال رأي…
قضايا فلسطين وغزة وإدمان الشاشات تتصدر اهتمامات الصحف العالمية
تصاعد التوتر في الشرق الاوسط بين دعوات لنزع السلاح…