الرئيسية » عالم الإعلام
كاريكاتير سامر محمد عبده الشميري

عدن - المغرب اليوم

تعرض كل من يحمل قلماً وله رأي حر باليمن إلى تهديدات بالقتل والتصفية من قبل جماعة الحوثي، ومنهم رسام الكاريكاتير، سامر محمد عبده الشميري، الحاصل على بكالوريس إعلام من جامعة صنعاء، ونشر أول عمل كاريكاتير في الصحف اليمنية عام 1995، وكان حينها طالباً في المرحلة المتوسطة من التعليم الأساسي، وبعد إنهاء الدراسة الجامعية، قرر بقناعة أن يستمر رساماً للكاريكاتير، لما في هذا الفن من قدرة على الإقناع والوصول للناس بسهولة، فضلاً عن أهمية الصورة بشكل عام، إلى جانب رغبته العارمة في التعبير عن رأيه، والتي وجدت في الكاريكاتير القناة الملائمة.

وتحدث الشميري: "نحن نعيش مأساة كبرى، فالأقلام الحرة ليس لها مكان في اليمن في ظل تسلط جماعة عنصرية تحمل الفكر المتطرف، وتعتقد أن ما تقوم به من استبداد وتكميم للأفواه، أمر من الله، فلا يمكن أن تجتمع الحرية والكهنوت أبداً. كنا نعيش في وقت من الأوقات، في ظل حكم الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، ورغم كل السلبيات فإننا كنا نتمتع بحرية الرأي، وكان المشهد يتسع لمعارضة وتعددية حزبية، ولم نُجبر على مغادرة بلادنا، أما الآن فالوضع مزرٍ لأبعد الحدود، ونحن مجبرون على تجرع كأس الغربة المُر، من أجل أن نعبر عن رأينا ونستعيد الوطن الضائع والجمهورية المغتصبة، ونسأل الله أن يمنحنا القوة على الثبات ويهيئ لنا سبل الاستمرار".

وأضاف: "ما حدث بعد ديسمبر/كانون الأول 2017، وقتل الرئيس صالح على يد جماعة الإرهاب الحوثية، تعرضت للمضايقة والضغوط، وكنت أعمل في صحيفة "اليمن اليوم" المدعومة من صالح، وأجبرت من قبل مشرف المنطقة التي أسكن فيها بصنعاء على توقيع تعهد بعدم الرسم أو انتقاد الحوثيين، وذلك بعد نشر كاريكاتير ينتقد بشدة لاذعة دور قبائل طوق صنعاء في مقتل صالح، ما اضطرني للسفر إلى عدن، ولكن لأسباب أتحفظ عن ذكرها اضطررت للعودة مرة أخرى إلى صنعاء بضمانات معينة، أضمن بها سلامتي وسلامة أبنائي، وجلست في صنعاء إلى أن سنحت الفرصة، وخرجت من اليمن بالتعاون مع بعض الأصدقاء وعلى رأسهم الكاتب والسياسي المعروف، علي البخيتي، لأعبر عن رأيي دون خوف من التعرض للاستهداف أو السجن".

وتابع: "التهديدات المسمرة أتلقاها من خلال تعليقات أتباع جماعة الحوثي على الرسومات في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الرسائل الخاصة التي تصلني، وهذا لا يؤثر علي، فقد اتخذنا القرار بالوقوف أمام هذه الجماعة ولن نتراجع مهما كانت النتائج".

وعن موضوعات رسوماته، قال: "لدينا الكثير من القضايا المعقدة التي نعاني منها في اليمن بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام، ما يعطي زخماً أكبر في اختيار الموضوعات التي أفضل التطرق لها من خلال رسوم الكاريكاتير. وغالياً ما يكون موضوعي الرئيسي هو العنوان الأبرز أو الحدث الساخن على الساحة السياسية، وأبحث عن فكرة لمعالجة الحدث، وهذه أصعب المراحل بالنسبة لي، وأحياناً تأخذ الفكرة حتي تختمر وقتاً طويلاً، وأحياناً أخرى وقتاً قصيراً، وبعدها أشرع في الرسم".

وحول المتاجرة بأرواح اليمنيين، علق الفنان اليمني: "أعتقد أن سقوط الضحايا المدنيين يصب في مصلحة الحوثي، وله تبعات خطيرة جداً، فهم يعتمدون على التجارة الرخيصة بدماء الشعب اليمني، الأمر الذي يساعدهم على كسب التعاطف الشعبي، واستدراج المزيد من المغرر بهم خصوصاً من الأطفال، لسهولة إقناعهم بشعارات وطنية تخفي الهدف الأساسي وهو تمرير فكرهم الظلامي البغيض".

وأوضح الشميري أن "هناك رسومات كثيرة، تفاجأت بانعكاس صداها الواسع، ولكن أقربها في الوقت الحالي الرسمة التي تمثل أبناء القبائل الذين قبلوا بالعبودية، وهم يقبلون ركبة عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة، كممارسات تظهر واقع الطبقية والتفرقة العنصرية المتأصلة في الحوثيين".

وواصل: "من وجهة نظري، أعتقد أنه لا يجب على الفنان الندم على أي عمل قدمه في قناعة، لكل مرحلة لها ظروفها الخاصة، فقد يندم الفنان على استغلاله من قبل صانعي القرار لتحقيق أهدافهم وأطماعهم من جهة أخرى بالتأكيد، ولكن أي عقل متفتح قابل لتغيير رأيه، وكما يقول الكاتب والمؤلف الأيرلندي الشهير جورج برنارد شو: من لم يستطع تغير رأيه لن يستطيع تغيير شيء".

ومن رسومه المميزة "المتاهة"، ويقصد بها - على حد تعبيره - محاولة التفاوض مع جماعة مسلحة لا تفهم ولا تعرف ولا تعي إلا لغة السلاح كجماعة الحوثي.
وختم حديثه: "أقمت معرضاً يتيماً قبل سنوات في إطار فعاليات صنعاء عاصمه للثقافة العربية عام 2004، وأصدرت كتيبا عام 2009 بعنوان "عندما يبكي الكاريكاتير"، وفي الواقع الحركة الفنية والثقافية في اليمن ليست بالمستوى المطلوب. الآن فنحن في مأساة لا يمكن أن تخاطب جماعة مثل الحوثي بلغة الفن والثقافة والإبداع، فلن يفهموا مثل هذه المعاني، لذلك نسال الله أن يفرج على اليمن الغالي"

قد يهمك أيضا:

قصص مفقودة لـ"نجيب محفوظ"في منزل ابنته"أم كلثوم"

حسين عبد الجواد يكشف كواليس لقاءاته مع "الأستاذ"

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قاض فيدرالي في واشنطن يأمر ترمب بالتراجع عن قرار…
الفيديرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات تنظم فعاليات معرض GITEX Africa…
تحولات المشهد السياسي بين أمريكا وتركيا وإسرائيل في ظل…
قصف إسرائيلي يقتل صحفيين ويصيب آخرين في قطاع غزة
الصحف العالمية تناقش التصعيد في غزة ودعم واشنطن لنتنياهو،…

اخر الاخبار

سوريا تشكر الملك محمد السادس والرباط ودمشق تتحركان نحو…
أخنوش يمثل الملك محمد السادس في حفل التنصيب الرسمي…
نزار بركة يعترف بعدم تحقيق هدف مليون منصب شغل…
انتخاب المغرب على رأس شبكة هيئات الوقاية من الفساد

فن وموسيقى

عادل إمام أيقونة الكوميديا والسياسة يحتفل بـ85 عامًا و6…
نانسي عجرم أول فنانة عربية في جاكرتا وجدول حفلات…
كندة علوش تعلن شغفها بالقضايا الإنسانية وتكشف رغبتها في…
دنيا بطمة تؤكد أنها لم أنَل حقها في المغرب…

أخبار النجوم

ماغي بو غصن تكشف كواليس تحضيراتها لحضور مهرجان كان…
مي عمر تعبر عن سعادتها بمشاركتها الأولى في مهرجان…
كريم عبدالعزيز يكشف حقيقة اصابته وفريق عمل فيلم المشروع…
محمد رمضان يعلق على زيارة تركي آل الشيخ لكواليس…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي يفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
قميص محمد صلاح يُعرض في مزاد ويصل إلى 17…
المغربي أشرف حكيمي مرشح لجائزة أفضل لاعب إفريقي في…
هاري كين يقترب من لقب هداف الدوري الألماني للموسم…

صحة وتغذية

وزارة الصحة تحذر من تنامي انتشار ارتفاع ضغط الدم…
8 خطوات بسيطة تسرّع تعافي الأمهات الجدد بعد الولادة…
تقنية روسية جديدة لعلاج السرطان دون ألم أو جراحة
تقنية جديدة تقلل أضرار الجراحة التقليدية لعلاج سرطان الكلى…

الأخبار الأكثر قراءة

قصف إسرائيلي يقتل صحفيين ويصيب آخرين في قطاع غزة
الصحف العالمية تناقش التصعيد في غزة ودعم واشنطن لنتنياهو،…
إصابة مصور "العربية" أثناء رصده لاشتباكات بين الجيش السوري…
مشروع "ريفييرا غزة" يثير جدلاً حول تحقيق السلام والاستقرار…