الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
كتاب "تاريخ بلاد تادلة" للكاتب المغربي عبدالكريم جويطي

الرباط - المغرب اليوم

أكد محمد معروف الدفالي، الأستاذ الجامعي المتخصص في تاريخ المغرب المعاصر، ـن "الأبحاث التي تُعنى بدراسة تاريخ المغرب القديم ناقصة"، معتبرا أن "العصر الوسيط استمر طويلا بالمغرب، بل امتد أيضا إلى العصر الحديث الذي حمل نفس أدواته وثقافته؛ ما يجعله يشكل أكثر من نصف تاريخ المغرب".

الدفالي، الذي كان يتحدث في حفل تقديم كتاب "تاريخ بلاد تادلة" للكاتب المغربي عبدالكريم جويطي، مساء الجمعة بالدار البيضاء، أضاف أن التاريخ العصري للمملكة ابتدأ مع الأدباء المغاربة، مبرزا أن "غياب المدرسة التاريخية أو الجامعة في تلك الظرفية حال دون وجود مؤرخين محترفين، حيث كانت الحركة الوطنية تردّ على الاستعمار من خلال كتابات تاريخية، على أساس أن أغلب روادها كانوا أدباء".

وشدد الأستاذ الجامعي المتخصص في تاريخ المغرب المعاصر على أن "الكتابة المونوغرافية موروثة عن هذه المرحلة التاريخية، وهي المرحلة الأولى لكتابة تاريخ وطني شامل"، قبل أن يسوق المثال بما كتبه محمد المختار السوسي عن سوس وعبد الرحمان بن زيدان عن مكناس، وكذلك ما ألفه محمد سعيد الصديقي عن الصويرة، في سياق حديثه عن علاقة الأدب بالتاريخ من خلال تجربة جويطي، مؤكدا أن "المغرب أقل الشعوب التي تكتب عن تاريخها".

اقرا ايضًا:

 المتحف التراثي في أبوظبي رحلة في رحاب تاريخ المغرب العريق

أما لحسن بودرقة، أستاذ التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، فقد أثنى على العمل الذي يُشكل إضافة للخزانة التاريخية في منطقة تادلة، مبرزا أن "جويطي له حنين دائم وارتباط وثيق بمجاله، ما يتجسد في كتابة تاريخ تادلة وفق مقاربة تركيبية بدأها من الأصول".

وأورد بودرقة أن "سؤال علاقة التاريخ بالأدب قد يبدو بديهيا؛ لكن الجواب لا يبدو كذلك، فهما تخصصان متوازيان لأنهما يجسدان حكاية بأدوات مختلفة؛ فالأديب يحكي عن أحداث رواية كائنة في الواقع مزجها بالخيال، بينما المؤرخ يبحث عن الحكاية بواسطة الوثائق والتحقيق فيها"، مشددا على أن "التاريخ قد يعتبر مادة خامة للأديب، والأدب أيضا قد يكون مصدرا من مصادر التاريخ". 

وتابع الأكاديمي المغربي: "يجب تحقيق الموضوعية في الكتابة التاريخية؛ ذلك أن المؤرخ يتخلص من الذاتية قدر الإمكان ويشكك في كل المصادر، وإن كانت أكثر المصادر وثوقية"، لافتا إلى أن "الشرط الثاني للكتابة التاريخية يتجسد في التحقيب التاريخي الجهوي، إذ يجب أن ننتقل من الاهتمام بالسلطان والحاكم والوزير في التاريخ إلى تسليط الضوء على الفلاح والشرائح البسيطة التي تساهم في صنع التاريخ بالمجال الجهوي". 

أما الشرط الثالث، حسب الجامعي عينه، فهو تحيين تاريخ المغرب، الذي اعتبره "مطلب كل الباحثين، سابقا وحاليا ومستقبلا"، مردفا أن "تحيين التاريخ مُضنٍ؛ لأنه يحتاج إلى مقاربات جديدة واعتماد مصادر جديدة لا يمكن العثور عليها سوى في المنطقة، من خلال التنقيب عن أسماء الأعلام والمواقع والبحث الأثري والأعراف"، وغيرها من شروط الكتابة التاريخية التي تناولها في إطار الومضات التأملية التي أثارها الكتاب. 

عبد الكريم جويطي، صاحب كتاب "تاريخ بلاد تادلة" الذي يروي تاريخ المنطقة في العصر الوسيط خلال الفترة القديمة إلى غاية القرن التاسع عشر، أشار إلى أن "مئات الأشخاص قدموا إلى المنطقة من أجل اقتناء المؤلف الذي يندرج ضمن جنس التاريخ، حيث لم يُبع في الرباط أو الدار البيضاء، وإنما بيعت ألف نسخة منه بمدينة بني ملال لوحدها". 

وأردف جويطي: "هنالك انتظارات كثيرة للقراء، خصوصا تاريخ منطقة تادلة التي يجد فيها الطلاب والباحثون ندرة شديدة في المصادر التاريخية"، مشيرا إلى "وجود بعض الأطروحات الجامعية والكتب التي تضمنت معطيات غير دقيقة عن منطقة تادلة؛ وهو ما يستدعي مراجعة النصوص التاريخية"، بتعبيره، خاتما بالقول: "تادلة كانت مهمة في القلب الجغرافي للمغرب، إذ كان السلاطين يرددون لازمة: من حكم تادلة حكم المغرب".

قد يهمك ايضًا:

 مراكش تنتزع للمرة الثانية المؤتمر الدولي للقضاة في نسخته الواحدة والستين

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة السياحة والآثار المصرية تسترد 13 قطعة أثرية من…
إدراج 3 مواقع من فلسطين في سجل التراث المعماري…
معهد الموسيقى والرقص بالرباط يفتح أبوابه للمبدعين الشباب
وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…
فنانة دنماركية تتهم الإعلامية المصرية مها الصغير بسرقة لوحة…

اخر الاخبار

بوتين يعتبر نشر قوات أجنبية في أوكرانيا أهدافا مشروعة…
وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ62 لدعم سكان غزة
إيران تعلن عن جولة جديدة من المفاوضات مع الوكالة…
شيخ عقل الدروز في السويداء يطالب بكيان مستقل ويؤكد…

فن وموسيقى

الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…
مي عز الدين تكشف العديد من أسرار حياتها الشخصية…

أخبار النجوم

مطالب بالتحقيق مع روبي بسبب تصريحات مثيرة للجدل في…
نقابة الفنانين تؤكد أصالة لا تشارك في معرض دمشق…
أسيل عمران تكشف كواليس صعوبة تجسيد شخصية صابرين في…
حسين الجسمي يقدم اللون المصري بروح عصرية في أغنية…

رياضة

ميسي يكشف أسباب تفكيره في إعتزال اللعب الدولي قبل…
فيفا يكشف أرقام سوق الانتقالات العالمية والأندية تنفق 97…
مورينيو يؤكد تلقيه عرضًا من الأهلي المصري ويُعلن رفضه
إنفانتينو يؤكد أن المغرب قوة كروية وتتويجه الثالث بالشان…

صحة وتغذية

وزارة الصحة المغربية تعرض النسخة النهائية من مرسوم الأدوية…
رائحة الفم الكريهة مؤشر مبكر لمضاعفات السكري وأمراض اللثة
زراعة القلب الجزئية تمنح الأمل لأطفال يعانون من اضطراب…
الأطعمة فائقة المعالجة تسبب زيادة الوزن وتدهور الخصوبة

الأخبار الأكثر قراءة

معهد الموسيقى والرقص بالرباط يفتح أبوابه للمبدعين الشباب
وزير الثقافة المغربي ينعي صالح الباشا وبناصر أوخويا ويشيد…
فنانة دنماركية تتهم الإعلامية المصرية مها الصغير بسرقة لوحة…
اتهامات للحوثيين بتدمير قطاع التعليم الحكومي
قصر سيئون اليمني يعود للحياة بجهود الترميم بعد قرون…